-A +A
عبير الفوزان
(الوزيرة التي تعزف الناي).. أميل إلى هذا القول للتعريف بوزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم، وليس العكس في أن الدكتورة عبدالدايم قفزت من عازفة ناي بارعة لتصبح وزيرة.

على الصعيد الشخصي أسعدني جدا هذا التعديل الوزاري في مصر الشقيقة، حيث شمل حقيبة مهمة وهي (وزارة الثقافة) لتكون عازفة الناي ورئيسة دار الأوبرا المصرية إيناس عبدالدايم أول وزيرة للثقافة في مصر، بعد أن كانت هذه الحقيبة محجوبة عن المرأة.


الوزيرة إيناس عبدالدايم رغم فوارق التشبيه وسيرتها الأكاديمية وخبراتها العديدة إلاّ أنها تذكرني بقصة شهيرة من قصص التراث الألماني تدور حول عازف ناي خلّص أهل قرية هاملن من اجتياح الفئران، وذلك بأن قام بعزف لحن ساحر جعل كل الفئران تخرج من المخازن والبيوت والجحور وتحيط بالعازف الذي سار بها إلى النهر وأغرقها، وأنقذ أهل القرية منها.

الوزيرة عازفة الناي واجهت في عام 2013 قرارات تعسفية بشأنها تشبه اجتياح الفئران، أصدرها وزير الثقافة الإخواني الهوى علاء عبدالعزيز ذو الثلاثة أشهر، في حكومة هشام قنديل التي تشكلت في عهد محمد مرسي، وكان من ضمنها إقالتها من منصبها كرئيس لدار الأوبرا، لكن عازفة الناي واجهته بقوة ورفضت تنفيذ القرار وسط تجمع ومعارضة عُرفت بـ (اعتصام المثقفين).. هذا التجمع والمعارضة كان بمثابة اللحن الساحر الذي قادته إيناس عبدالدايم، وانتهى بنهاية الإخوان من حكم مصر. لتعود عازفة الناي ليس لرئاسة دار الأوبرا، بل لتكون أول وزيرة لوزارة حجبت عن المرأة بدواعي جماعات يقال إنها محافظة!.

abeeralfowzan@hotmail.com