-A +A
حسين شبكشي
هناك من يردد باستمرار عن أهمية رسالة التعليم وضرورة وأهمية دعمها، وهناك من يقوم بالعمل التنفيذي الحقيقي، وبنتائج قابلة للقياس، لتطوير التعليم وتحقيق أهداف الرسالة فيه، ومنيرة جمجوم هي أحد أهم الأسماء اللامعة والبارزة التي تنتمي للفريق الثاني.

منيرة جمجوم التي أخذت خط التعليم كهدف لحياتها الأكاديمية والمهنية منذ مراحلها الأولى وذلك بتركيز وإصرار وحماس منقطع النظير، ولد لديها شغف ملحوظ لهذا المجال المهم.


فبعد أن حصلت على البكالوريوس من كلية دار الحكمة في مجال التربية الخاصة شدت الرحال إلى إحدى أهم الجامعات في العالم وهي جامعة كولومبيا الأمريكية في مدينة نيويورك وحصلت منها على شهادة الماجستير في مجال تخطيط المناهج وطرق التدريس لتتوّج مسيرتها الأكاديمية بحصولها على شهادة الدكتوراه من جامعة أكسفورد البريطانية العريقة في مجال التعليم.

وبعد تنقلها المهني في محطات مهمة ومختلفة شملت شركة إمكان التعليمية، بيت الاستشارة العالمي «بوز اند كومباني»، دار الحكمة، هيئة تقويم التعليم العام، وبعد ذلك قررت تأسيس منصة أعناب؛ وهي منصة تعليمية إلكترونية تهتم بتقديم دورات تدريبية متخصصة في مجال التطوير المهني للمعلمين والتربويين تهدف إلى إحداث تغيير جذري في المنظومة التعليمية في العالم العربي.

وفي فترة وجيزة جداً نجحت أعناب نجاحاً مبهراً وأصبحت منيرة جمجوم أحد أبرز الأسماء وأهم المرجعيات في مجال التطوير التعليمي، وأصبح للمنصة عملاء مهمين في السعودية والإمارات والكويت والأردن على سبيل المثال لا الحصر.

ألّفت كتاباً عام 2009 بعنوان «خواطر جريئة عن التعليم السعودي»، وهو الذي ساهم في ترسيخ قناعتها بأنها لا ترغب في أن تكون متفرغة أكاديمياً وتكون كغيرها تشتكي من المشاكل والعقبات فقررت أن تتفرغ لتكون جزءاً من آلية ابتكار الحلول والنتائج.

لديها قناعة خاصة وفريدة تؤمن بها، وهي المحرك لعطائها، وهي فكرة رأس مال الشغف، فبالنسبة لها رأس مال الشغف لا يقل أهمية عن رأس المال البشري أو رأس المال المالي.

الدكتورة منيرة جمجوم اختارت الطريق الأصعب لصنع الفرق، طريق غير ممهد ومليء بالعقبات والمشقات التي تجعل إحباط المقدمين عليه مسألة بسيطة جدا، ولكنها قررت وضع هدفها نصب عينها وصارعت التحدي وواجهت الصعاب ونحتت اسمها في صخرة التميز والنجاح.

ومع كل النجاح الذي حققته لم تنسَ منيرة جمجوم دورها كابنة بارة لوالديها، خصوصاً في محنة مرض والدتها (رحمها الله)، ولا دورها كشقيقة، ولا دورها كأم وكزوجة دون أي تقصير في أي واجب، مما يجعل ما حققته أقرب للكمال.