-A +A
مي خالد
يُصوَّر العلم والعلماء على أنهم أبطال النضال ضد الانهيار المناخي، بينما في الحقيقة أن التقدم العلمي هو سبب الانهيار المناخي، حيث يمكننا أن نقرر بسهولة أن العلماء الذين يعملون على إيقاف الضرر هم قلة قليلة داخل كوكبة العلماء والمخترعين الذين أوقعوا الأذى فعلياً بالمناخ على امتداد التاريخ.

يكفي أن نعلم أن من يخترعون الأجهزة والطائرات والسيارات والآلات التي تعمل بالديزل والبنزين هم العلماء.


في عصرنا الحالي يبدو العلم كما لو كان ديناً جديداً للدول الرأسمالية؛ لأنه ينتج معجزات حقيقية، مثل أرفف المتاجر الوفيرة المغلفة بالبلاستيك والمنتجات الموفرة للوقت والمأكولات سريعة التحضير والملابس التي تنتج منها المكائن ذاتية النسج آلاف النسخ في ساعة، إلى جانب محسّنات وملوّنات الطعام السامة التي تجعل الأغذية السيئة مرغوبة، إنها معجزات حقيقية لا يستطيع تصورها الإنسان الأول.

يدعو العلم على عكس الأديان إلى التقدم بدلاً من التوازن الذي لو تخلت عنه البشرية فهي ستقاد إلى مصير واحد يتكرر طول التاريخ وهو نهاية العالم، انهيار الحضارات.

ما أفهمه هو أنه ليس هناك علم جيد أو علم سيئ، لأن العلم مجرد أداة لطرح الأسئلة، إذا سألت أسئلة خبيثة، فستحصل على نتائج خبيثة، إذا طلبت القوة ستصنع القوة، إذا طلبت قتل أكبر عدد من الناس فسوف تفعل ذلك.

كما لا يمكنك اتباع العلم دون طرح الجانب الأخلاقي من الأسئلة.

في سلسلة أفلام «جوراسيك بارك» لفتت انتباهي مقولة أحد العلماء «إيان مالكولم»، واصفاً حال العلم والعلماء:

(إن العلم هو القوة الأكثر روعة على الكوكب على الإطلاق، لكنه في أيدي الأشخاص الذين يستخدمونه مثلما لو كانوا طفلاً وجد مسدس والده).