-A +A
نجيب يماني
لولا يقيني الرّاسخ أنّ الألقاب والأنواط والنياشين، وما في حكمها من دلائل التكريم والحفاوة، لا تعدو أن تكون مجرد رموز معبّرة تحاول أن تختصر ما تراحب من صفات المكرّم بها، وما تفوق به على غيره، لقلت إن كل الألقاب الممكنة تقصر عن قامة ولي العهد الأمين «محمد الخير».

ورغم هذا اليقين، فإن الشعور بالفرح قد عمّنا جميعًا بفوز ولي العهد الأمير محمد بلقب «القائد العربي الأكثر تأثيرًا للعام 2022»؛ وفق استطلاع للرّأي أجرته قناة RT الناطقة بالعربية.


فوز ازدهى به وطننا الغالي، ورسم البسمة على محيّا كل منتسب إليه، ومحب له، عارفًا بفضله شاكرًا لنعمه، عاشقًا لترابه، ومقيمًا فيه، بل على محيّا كلّ من يعرف أن للعمل قيمة، ويدرك لجهود الرّجال وهممهم معنى.

مصدر سعادتنا الغامرة أمران:

أولهما أن الفوز جاء محطمًا نسبة الرقم القياسي في تاريخ استطلاعات الرأي التي دأبت RT على إجرائها نهاية كل عام؛ حيث حصل ولي العهد على (7 ملايين، و399 ألفًا و451 صوتًا)؛ بما نسبته 62.3% من أصل (11 مليونًا و877 ألفًا و546 صوتًا).

والأمر الآخر أنه جاء للمرة الثانية على التوالي، وفي هذا دلالة كبيرة، وإشارة عميقة على أن ما يقوم به ولي العهد الأمين من جهد متصل بـ«رؤية» طموحة وليس عطاءً آنيًا يبرق في سماء المجد للحظة، يبهر العالم ثم ينطفئ وهجه، وتذهب آثاره.

وإنني على ثقة أن هذا الاستطلاع لو انفتحت نوافذه وتجاوز في ديباجته المحيط العربي، فلن يجد العالم قائدًا أكثر تأثيرًا، وأعمق رؤية من ولي العهد الأمين؛ فيصحّ عندي، وعند كل منصف أن يكون هو «القائد العالمي الأكثر تأثيرًا»، وليس في ما أقول تزيّد أو مصانعة، أو تجاوز لحدود المعقول والمقبول، وإلا فلينظر الجميع بعين النصفة والتقدير منذ أن تقلّد سموّه ولاية العهد، مفجّرًا بعبقريته الفذّة، ورؤيته الباذخة، التي غيّرت الملامح، وقلبت الموازين، وأعادت تشكيل وطننا على نحو يواكب التطوّر، ويتسنّم قيادة أمته، كفاء موقعه وتاريخه وحضارته، وكأنّنا نعيش بحق معركة جديدة تماثل معركة التوحيد التي قادها «المؤسس» طيّب الله ثراه.

إن ولي العهد هو القائد العربي العالمي الأكثر تأثيرًا ولا غرو، فمن فكّ أسار وطنه من ارتهان الفكر المفخخ في زمن قياسي، وأعاد ترتيب وعيه باتجاه جودة الحياة وبهجتها، وقمع الإرهاب واجتث جذوره بكل حزم وعزم واقتدار وأخرس صوت الصحوة المنكر وكتم أنفاس منظريها فلم يجدوا غير جحورهم ينقلبوا إليها صاغرين.

فتح للمرأة البراح لتخرج من قمقم ضرب عليها ردحًا من الزمن جهلاً وظلمًا، ومكّنها من النهوض والمشاركة مع الرجل في مسيرة النهضة والتنمية، بلا تجاوز للثوبات، ولا خروج عن القيم، حريٌّ بأن يكون «القائد العربي /‏ العالمي الأكثر تأثيرًا»..

ومن استنهض أمّته وشعبه من مربّعات الاستهلاك والاتكال على الغير إلى عالم الجهد والعطاء، والعمل الدؤوب المثمر، وحرّك ساكن الاقتصاد، وفكّ عنه ارتهانه للنفط كمصدر أوحد للدخل القومي، وفتح براحات الاستثمار، وجعل من المملكة رقمًا في عالم الصناعة والزراعة، ونوّع في مصادر دخلها مستغلاً ما تتدخر به من ثروات وكنوز وكلّ ذلك في زمن وجيز، قياسًا بشعوب العالم أجمع، فإنه لا شك قائد مؤثر.

ومن تتراحب «رؤيته» فتبدع مبادرتا «السعودية الخضراء»، و«الشرق الأوسط الأخضر»، وما في هاتين المبادرتين من معاني استشراف الخطر العظيم الذي يتهدّد العالم أجمع جرّاء التغيّر المناخي، وما أسفر، ويسفر عنه من كوارث طبيعية تجتاح أركان الأرض دون استثناء، يدرك أن ولي العهد «قائد عربي /‏ عالمي» بلا أدنى ريب.

وهل نذكّر الجميع بمعاني هذه القيادة العظيمة، وعظم تأثيرها، الذي ضربت به المثل، وهي تقود ركب دول مجموعة العشرين في أحلك الظروف؛ إبان «الجائحة»، وما قامت به المملكة لتجاوز تلك الأزمة، حيث لم يقتصر عطاؤها على حدود مواطنيها والمقيمين على أرضها، بشكل نظامي أو خارج على النّظام، فقدمت النموذج الأمثل عن كيفية الإدارة في أحلك الظروف وأعقدها، وأظهرت وعيًا باصرًا بطرق التعامل العلمي المنضبط، وحافظت على اقتصادها في زمن الجائحة على نحو أدهش العالم أجمع، والذي لم يسلم اقتصاد بلد من هزة عنيفة اعترته في تلك الفترة وما تزال.

فكانت المملكة وحدها الطود الأشم، الذي ثبت في وجه العاصفة، فأعانت الجميع دون منٍّ أو أذي، ودون تفرقة على أي قاعدةعقدية كانت أو إثنية، وإنما كان عطاؤها لوجه الله والحق والإنسانية

لهذا فأقل ما يوصف به قادتها، وعلى رأسهم سمو ولي العهد لأنه «القائد الأكثر تأثيرًا»، عربيًا وعالميًا..

إن شئت أن تستزيد من معاني «التأثير» الإيجابي أنظر إلى كلمات سمو ولي العهد لمنتخب بلادنا عند مشاركته في كأس العالم وقد رفع عنهم أغلال التوتر، ومثاقيل التهيّب، ولم يطالبهم إلا بالاستمتاع باللحظة، وأن يكون عطاؤهم في الملعب بأريحية، فكانوا في الموعد، وتركوا في سمع الدنيا صدى إلى اليوم، ونالوا شرف الفريق الوحيد الذي استطاع أن يهزم حامل لقب المونديال العالمي.

فمن الواجب حقًا أن ترفع الصوت بالحقيقة التي لا مراء فيها أن ولي العهد هو «القائد العربي /‏ العالمي الأكثر تأثيرًا»..

نعم؛ أستطيع المضي في هذا العطاء المنبسط خيرًا دون توقف، في معرض الدلالة الواضحة لمقام وأحقية ولي العهد بمثل هذا اللقب الذي يتزين هو بقبول سموّه له، ويزدهي ويفتخر كونه ارتبط بسموه لعامين متتالين، فبعض الألقاب ترتفع مقامًا بمن تُعطى إليه، وليس العكس، فهنيًا للوطن بهذا القائد الفذ، وهنيئًا لكل مواطنيه أن يسّر الله لهم قائدًا يمضي بـ«رؤية»، ويسمو مقامًا ليكون «القائد العربي /‏ العالمي الأكثر تأثيرًا»..