-A +A
سلطان الزايدي
ما زلت حتى هذه اللحظة أتعجّب من ردّة فعل بعض الإعلاميين، وبعض الجمهور السعودي من حالة الفرح التي يعيشونها، واعتقادهم أن ما قدّمه المنتخب السعودي في كأس العالم كان أمراً مفرحاً، ومشاركةً عظيمةً تضاف إلى إنجازات الكرة السعودية، وفي واقع الأمر لم تكن المشاركة جيدةً بدليل خروج المنتخب من دور المجموعات متذيلاً مجموعته، ولا يمكن للعقل والمنطق أن يقبلا فكرة أن المشاركة إيجابية في ظل هذه النتائج السيئة باستثناء مباراة الأرجنتين، نحن في المجتمع السعودي نطمح بمشاركة مختلفة مقرونة بالنتائج الجيدة، تقودنا لأدوار متقدمة في بطولة كأس العالم، تلك المشاركة التي نحلم بها تحتاج إلى عمل كبير من الآن وحتى نصل إلى 2026م، فالأخطاء المتكررة التي لا نتعلم منها لن تجعلنا نسير في الطريق الصحيح، ولن نملك القدرة على خوض بطولة بحجم كأس العالم في السنوات القادمة، ما لم نتدارك الوضع ونعمل في الاتجاه المناسب، إذ لم يعد التأهّل عن قارة آسيا أمراً عظيماً يقنع السعوديين، فقد اعتاد المدرج السعودي وقيادتنا الحكيمة على مثل هذا التأهّل، لكن مع الأسف ما زلنا في دائرة هذا الإنجاز، بينما بعض المنتخبات الآسيوية تخطّت هذا الأمر، وأصبحت ضمن المنتخبات التي تصل لأدوار متقدمة في كأس العالم، مثل اليابان وكوريا وأستراليا، وهذه المنتخبات قد ترفض شعوبها اعتبار دور الـ16 إنجازاً لمنتخباتهم، فسقف الطموح لديهم مرتفع، وبعض المراحل تمّ تجاوزها منذ زمن، ويرفضون رفضاً قاطعاً العودة للخلف، هذا الطموح مرتبط بالعمل ونوعه وطريقة تنفيذه؛ لهذا هم ينتظرون من منتخباتهم أن ينعكس هذا العمل على النتائج.

في كأس العالم المقامة حالياً في الدوحة لم يكن المنتخب السعودي مقنعاً في مباراة المكسيك، التي كانت تضمن لنا التأهل دون النظر في نتائج المنتخبات الأخرى في المجموعة، لكن هذا لم يحدث والأسباب واضحة؛ لم يكن منتخبنا في كامل جاهزيته، خاصةً على مستوى العناصر، فلا يمكن أن تبدأ بطولة كهذه بلاعبين مصابين طوال الموسم، ولم يشاركوا مع أنديتهم، ماذا لو أن السيد «هيرفي رينارد» بدأ البطولة باللاعبين الأجهز، بحيث يكون اللاعب الاحتياطي بنفس مستوى الأساسي في ظل وجود خمسة تبديلات، كيف كان سيصبح شكل منتخبنا، وتحديداً في مباراة المكسيك التي استطعنا تسجيل هدف فيها، رغم حالة الضعف البدني والفني التي ظهروا بها عناصر المنتخب ومن خلفهم مدربهم، هل فعلاً مدرب المنتخب كان يبحث عن النجاح من أقصر الطرق، حين اعتمد على مجموعة كبيرة من لاعبي الهلال، وهل كان يعي خطورة هذا التصرف؟


حقيقةً لا أعلم، ومن المهم أن يكون لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم جواب لهذا السؤال، فهم المسؤولون عن هذا الخروج المؤلم من كأس العالم.

وقفة: في كل العالم قد يحدث الفشل، وقد يكون نسبيّاً، لكن في المجمل الأحداث الكبيرة إن صاحبها الفشل تستوجب الاستقالة.