-A +A
سلطان الزايدي
في عالم المستديرة هناك تحديات مختلفة ومتنوعة مرتبطة بكل عناصر لعبة كرة القدم، فالمدرب يعمل على نفسه، ويعمل بجد من أجل أن يصبح المدرب الأول في المحيط الذي يعمل به، ولاعب كرة القدم يفعل الشيء ذاته، يتعب ويجتهد من أجل أن يصبح لاعبًا مهمًّا في فريقه، وكذلك الإداري وغيرهم، كلٌّ يجتهد حسب المسار الذي يعمل به، وكل هؤلاء يواجهون من الصعوبات والتحديات والإحباطات أحيانًا الشيء الكثير، ويبقى النجاح الحقيقي في القدرة على الاستمرارية ومواجهة كل المعوقات بقوة وجرأة على صنع الفرص واقتحامها، فالاستسلام يعني النهاية، والنهاية تعني التوقف، والاكتفاء بالحياة التي يغلب عليها الطابع الممل أحيانًا، والتي تخلو من أي إنتاجية، وهذا بالتأكيد إحساس صعب، خصوصًا لكل من كان لديه طموح، ويسعى في هذه الحياة لتحقيقه، لكن مع أول اختبار يسقط ويعلن استسلامه بالتوقف عن الاستمرار في هذا الطريق؛ لتحقيق ما كان يصبو له ويتمناه.

في الحياة نماذج مضيئة كثيرة يمكن أن تكون عنوانًا حقيقيًّا للكفاح والإصرار، ففي عالم المستديرة، هناك نجوم كثر عاشوا حياة الإحباط والانكسارات قبل أن يصبحوا نجومًا يشار إليهم بالبنان.


إن حصول النجم الفرنسي «كريم بنزيما» على جائزة الكرة الذهبية يجسد كل ما سبق، فمن نجم يكاد يكون مصدرًا للتنمّر والسخرية قبل سنوات مضت إلى أن أصبح النجم الأول في العالم بعد حصوله على هذه الجائزة -التي يستحقها دون أدنى شك-، والأكثر تأثيرًا في مسيرة فريقه ريال مدريد.

يعتبر النجم الفرنسي الذي ينحدر من أصول جزائرية النموذج الأبرز في كرة القدم حاليًا ليس فقط لموهبته، ولا لحجم التأثير الفني على أداء فريقه، بل لأنه عنوان لمعنى الإصرار والاستمرار في تقديم ما يجعله الأول في عالم المستديرة، لم يحبطه وجود «كريستيانو رونالدو» معه في الفريق نفسه قبل سنوات، ولم تغيّبه آراء الجماهير، بل قرر الاستمرار إلى أن جاءت لحظات التتويج، وحصد النجاح الذي وقف عليه العالم كله، لذلك من المهم أن تكون هذه المسيرة الكبيرة لهذا النجم الكبير درسًا لكل من لديه طموح وهمة؛ لكي يصبح ذا شأن عظيم في الحياة.

وقفة: حديث النجاح يصنع ابتسامة الحياة.

دمتم بخير...