-A +A
حسين شبكشي
مع الالتهاب والارتفاع الشديد في حرارة المواقف السياسية في العالم والتي تشي بالأسوأ تزداد أهمية فكرة المرونة في المواقف والاستعداد للتفاوض كأرضية لإيجاد المخرج المناسب للأزمات.

وفي هذا المجال هناك آراء في غاية الأهمية للمتخصص في مجال تسوية النزاعات الدولية الأكاديمي المغربي محمد الشرقاوي والذي يقوم بتدريس هذه المادة في جامعة جورج ميسين الأمريكية والعضو السابق في لجنة الخبراء بالأمم المتحدة فهو يقول إن أساس التفاوض يكون في الاستعداد لرؤية فكرة التنازل لا على أنه خسارة ولكن على أساس أنه مخرج لعلاج أزمة أكبر.


وللكاتب الأمريكي المعروف دانيل دراكمان مقالات في غاية الأهمية في هذا السياق يوضح فيها أن فكرة المرونة في حد ذاتها هي حالة ذهنية متطورة جدا واستعداد نفسي يجعل المعني بالتفاوض والتحكيم في حالة مميزة واستثتائية أمام الأطراف الأخرى تؤهله لتقديم الحلول الآتية من خارج الصندوق.

وللكاتبة الأمريكية المشهورة ناتالي رينولدز صاحبة الكتاب الأكثر مبيعا «لدينا صفقة: كيف تفاوض بذكاء ومرونة وقوة» مقولة مهمة في هذا السياق، إذ تقول إن المفاوض يجب أن يكون في غاية المرونة وأن يقدم دوما لكل الأطراف مخرجا يحفظ لهم الحد الأدنى من ماء الوجه حتى يكون الخروج بأقل الأضرار الممكنة.

وفي أغلب الأزمات السياسية الكبرى والخلافات الشخصية والنزاعات العائلية يكون التشبص بالرأي والإصرار عليه بأسلوب فيه الكثير من العناد الذي يصل إلى درجة الحماقة هو السبب الأساسي والرئيسي في تفاقم الأزمة وتدهور المشكلة بشكل مؤسف ومأساوي حتى يتحول إلى مسألة غير قابلة للحل والتسوية.

وهناك كتاب آخر لا يقل أهمية عن الكتب الأخرى التي سبق ذكرها وهو كتاب بعنوان بسيط ذاتي الشرح «المرونة: كيف تحول الأزمات إلى نقاط قوة» للمؤلف الأمريكي جوش فلويد والذي يقول فيه إنه كلما زادت قدرات الشخص في المرونة ستزداد معه فرص إيجاد الحلول وبالتالي يكون صاحب الحل آتيا من مصدر قوة لأنه أنهى الأزمة.

المرونة سلاح تفاوضي في غاية الفعالية والتأثير والأهمية تزداد قيمتها في ظل حدة الأزمات مهما كانت أنواعها ويبقى المستفيد الحقيقي من تلك الأزمات من لديه القدرة على أن يكون الأكثر مرونة.