-A +A
حمود أبو طالب
منحتنا ظروف هذا الصيف عالمياً فرصة لنتأمل المشهد السياحي الداخلي وإمكاناته والعوائق التي يواجهها وضرورة العمل سريعاً على إزالتها وفق خطة واضحة وإطار زمني محدد. فقد شاهدنا خلال الفترة الماضية الظروف القاسية التي تعانيها أشهر البلدان السياحية في أوروبا وغيرها، من ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة واضمحلال المساحات الخضراء، والغلاء الفاحش، وأزمة الطاقة وتقلبات سلاسل الإمداد للمواد الغذائية، والخوف من مفاجآت خطيرة كنتيجة للأوضاع المتأزمة التي تسببت فيها الحرب الروسية الأوكرانية.

في المقابل شهدت مناطقنا السياحية المعروفة طقساً معتدلاً ومقبولاً، رافقته فترة أمطار لطفت الأجواء وحولت الأرض إلى بساط أخضر، وقد امتلأت وسائل التواصل بالصور الجذابة الخلابة، وحدثتنا الأخبار عن أعداد كبيرة من السواح من داخل وخارج المملكة، ولكن ما زال الكثير يتحدثون عن استمرار المشاكل التقليدية المزمنة التي تعاني منها السياحة الداخلية.


فعلى سبيل المثال يتحدث الكثير عن الغلاء الكبير للفنادق والشقق وبقية أشكال النزل، وعن انخفاض مستوى الخدمة السياحية الاحترافية فيها رغم هذا الغلاء، وكذلك عدم توفرها بالعدد والمستويات التي تلبي الميزانيات المختلفة للزائرين. وما زال الكثير يتحدثون عن غلاء أسعار تذاكر الطيران وعدم وجود عروض ترويجية معقولة تشجع على السفر، في الوقت الذي ما زلنا ننتظر وسائل نقل عملية كالقطارات بين مناطق المملكة، وأيضاً يتحدث الكثير عن عدم وجود برامج ترفيهية نوعية في مناطق الجذب السياحي صيفاً، إذ ما زالت معظم الفعاليات بشكلها التقليدي القديم، ولم تدخل بعد استثمارات سياحية كبيرة ومتطورة بالمفهوم العصري الجاذب لكل الأعمار والفئات.

لدينا الكثير من الميزات النسبية في مجال السياحة، لكن السياحة ليست جواً معتدلاً فقط مع نقص الخدمات وسوء بعضها وغلاء الأسعار الكبير. وما دمنا نستهدف قطاع السياحة كواحد من أهم مجالات الرؤية الوطنية فلا بد من العمل الجاد والسريع على هذا الملف بفكر متخصص ومتطور.