-A +A
حمود أبو طالب
الخدمات التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام لا يعرفها جيداً، ولا يعرف التطور الذي يحدث فيها كل عام، ولا يعرف الجهود الجبارة التي تُقدم لأجلها والميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة لها بسخاء لا محدود، لا يعرف ذلك إلا الذين عملوا في أحد قطاعات الخدمات خلال موسم الحج، أو الذين يتابعون بدقة كل التفاصيل في كل موسم جديد ويقارنونها بما سبق، هنا تتضح الصورة البهية التي تبعث الفخر في نفس كل مواطن سعودي بما تقدمه دولته لضيوف الرحمن.

سبق وعملت في قطاع الصحة في الحج أكثر من موسم قبل سنوات عديدة مضت، وعايشت معايشةً عملية ما تقدمه جميع القطاعات الصحية من خدمات مجانية قد لا يتخيلها البعض، من الرعاية الأولية إلى عمليات القلب المفتوح والجراحات المعقدة وتفويج الحجاج في عربات إسعاف عبارة عن غرف عناية مركزة متكاملة، وغير ذلك من أشكال العناية الطبية الدقيقة. وفي كل موسم جديد أتابع باهتمام ما يستجد على هذه الخدمات وأكتب عنها بسعادة وفخر لأنها تؤكد أنه لا شيء من شأنه إتاحة أفضل رعاية للحجيج ولا تحرص الدولة على تقديمه.


هذا الموسم دخلت خدمة صحية جديدة اسمها «الهولو دكتور» فما هي. إنها خدمة طبية حديثة تتيح للمريض التواصل مع أطباء مستشفى صحة الافتراضي لتقديم الاستشارات الطبية بشكل مباشر وسريع عبر تقنية الاتصال المرئي، وتربط عدداً من الخدمات الطبية ضمن هذه الخدمة التي يقدمها المستشفى مع مستشفيات المشاعر المقدسة، وذلك ما يتيح الكشف والتشخيص وصرف العلاج بواسطة استشاريين في عدد من التخصصات الدقيقة، هذه الخدمة الحديثة تضاف هذا العام إلى منظومة الخدمات الصحية عالية المستوى التي تتطور كل عام.

مثل هذه التفاصيل قد لا يسلط الإعلام الضوء عليها كما يجب، لكنها تستحق أن يعرفها العالم كله وليس العالم الإسلامي فقط، لأنها تؤكد أنه عندما تتشرف المملكة بكونها خادمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام فهي جديرة بذلك لأنها تعرف جيداً ما تتطلبه هذه المسؤولية العظيمة.