-A +A
حمود أبوطالب
أجمل أخبار الحياة هو الإعلان عن عودتنا للحياة الطبيعية بعد صراع مرير مع وباء شرس أصاب البشر بشتى أنواع الأضرار النفسية والجسدية، وقلب موازين العالم وأصاب كوكب الأرض بالشلل التام لفترة طويلة. لقد جاء خبر رفع الاحترازات بشكل كامل يوم قبل أمس ليتوج جهوداً استثنائية متواصلة للمملكة، كان وما زال شعارها «الإنسان أولاً»، لنصل إلى هذه النتيجة التي تعكس الموقف الأخلاقي للدولة تجاه الإنسان الموجود في المملكة، أياً كان هذا الإنسان، ولتعكس أيضاً أفضل أساليب إدارة الأزمات.

إن تجربة المملكة في إدارة جائحة كورونا ليس من الإنصاف أن تمر مرور الكرام كأي تجربة أخرى؛ لأنها كانت من أفضل التجارب العالمية بشهادة المرجعيات الدولية المختلفة في كل المجالات، وليس الصحية فحسب. التخطيط السليم والقرارات الصحيحة المبني على أساسات علمية، التنسيق والتناغم بين كل القطاعات، التواصل المستمر مع المجتمع، الشفافية، الوضوح، وكل ذلك نتيجة وعي وإدراك القيادة التي أشرفت مباشرةً على تلك الأوركسترا المتناسقة.


وفي نفس الوقت الذي كانت فيه المملكة تدير مشكلة كورونا لديها لم تنشغل بنفسها فقط وإنما كانت تنهض بدورها الإنساني تجاه دول أخرى لمكافحة الجائحة، لأن شعار الإنسان أولاً لا يعني الإنسان السعودي فقط، وإنما الإنسان أينما كان، وهنا المقياس الحقيقي للحضارة والرقي.

إنها تجربة علمتنا الكثير، واكتشفنا من خلالها أننا قادرون على الإبداع والتميز في كل شيء؛ لأن لدينا ثروة من الطاقات البشرية قبل أن تكون لدينا ثروة من الإمكانات الأخرى.