-A +A
حسين شبكشي
السعودية الجديدة تواصل مفاجأة العالم وقبل ذلك تواصل مفاجأة نفسها، وذلك بسبب إقدامها على سلسلة من القرارات والسياسات على المستويات الإدارية والفكرية لمواجهة مجموعة من التحديات كان يتم التعامل معها بشكل ناعم خالٍ من الحلول الجذرية التي تعالج المسائل وتواجهها بشكل متكامل. وبالتالي يبدو أننا حينما نقول إن أهم إنجازات رؤية ٢٠٣٠ هو تغيير طريقة وأسلوب التفكير في مواجهة التحديات والمشاكل والمعضلات.

كان أسلوب التفكير المتّبع ما يطلق عليه التفكير النمطي أو بصورة أدق وأوضح «التفكير الخطي»، وذلك بحسب وصف جهبذ التفكير الأول في العالم المؤلف المالطي المعروف إدوارد دي بونو.


وقد أبدع دي بونو في تقديم نظريات مختلفة عن مهارات التفكير الإبداعية من أهمها «التفكير الجانبي»، و«قبعات التفكير الست». ومن نافلة القول إن دي بونو ونظرياته لم تكن الوحيدة في هذا المجال المهم، فهناك البريطاني طوني بوزان صاحب نظرية «خارطة العقل الذهنية»، وطبعاً لا يمكن إغفال الأمريكي ستيفن كوفي صاحب مؤلف «العادات السبع» ذائع الصيت.

من الأشياء التي بحاجة أن يتم التركيز عليها هي الكيفية التي تعامل معها صانع القرار في السعودية مع مشاكل وتحديات كانت دوماً ما تصنف بالصعبة جداً أحياناً وبالمستحيلة أحياناً أخرى وهذا التغيير في نمط التفكير انتقل بدوره إلى الناس فأصبحت تنظر إلى نفس المسألة ولكن بأسلوب مختلف تماماً عن ذي قبل.

كانت المدارس التقليدية والكلاسيكية في التفكير تنحصر في التفكير النقدي، التفكير المنطقي، العصف الذهني، التحليل، ولكن هناك تفكيراً شمولياً خارج الصندوق الذي يبتعد عن التصادم ويقدم مشهداً في المصالح المشتركة بدلاً من التركيز والتحذير من المخاوف والتهديدات الممكنة وشتان الفرق بين الأسلوبين.

التعامل المستمر مع التحديات والمشاكل بنفس الأساليب والطرق سيولد نفس النتائج وذات الخلاصات، وبالتالي يبقى الدوران المستمر في نفس دوائر الإخفاق.

وهذا تماماً ما توصل إليه صانع القرار في السعودية بأن المطلوب وبشكل أساسي هو تغيير أسلوب وطريقة التفكير بشكل عام، وبالتالي إعادة تعريف وتوظيف العديد من المعاني والمفردات ضمن سياقها الطبيعي والمتوقع والصحي في مواقعها الاجتماعية والاقتصادية بشكل عام.