-A +A
حمود أبوطالب
النجم الأبرز بين وسائل الإعلام في رمضان هو التلفزيون، اعتدنا على ذلك منذ بدأ البث التلفزيوني وعندما لم يكن لنا من خيار سوى القناة السعودية التي كانت تسليتنا الوحيدة، وبعد انفجار البث الفضائي أمطرتنا السماء بقنوات من كل حدب وصوب تتيح خيارات لا حصر لها، في الوقت الذي بدأ فيه التلفزيون السعودي ينحسر بشكل مستمر حتى أصبحت القناة الأولى مثار الهمز واللمز بالأوصاف الساخرة بسبب هزال محتواها وفقر مضمونها وشحوب ملامحها، حتى انصرف المشاهدون عنها إلا في بعض المناسبات.

وحتى بعد زوال بعض الأسباب المهمة المسؤولة عن تخلفها، وبعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها وتم تحرير الإعلام من ربقة المتشددين وبدأت إعادة هيكلة الإذاعة والتلفزيون بإنشاء هيئة لهما ودعمها مادياً بشكل ضخم فإن الهيئة لم تنجح في بدايتها من التكرار والرتابة والترهل، ما أصابنا بالإحباط وخيبة الأمل. لكننا الآن فوجئنا بهيئة جديدة غيرت قواعد اللعبة التلفزيونية ودخلت المضمار بقوة وثقة واعتداد رغم وجود إمبراطوريات إعلامية لها خبرة طويلة مكّنتها من السيطرة التامة على المشاهد.


الطاقم الجديد الذي تسلم مسؤولية هيئة الإذاعة والتلفزيون تسلّح بالأفكار الخلاقة من خلال كفاءات متمكنة ذات خبرة ورؤية ورسالة متقدمة وواضحة، تريد أن تنافس بمحتوى متميز رغم التحدي الكبير والصعب، وبدأت ملامح الحيوية والخلق والإبداع تعود إلى مبنى التلفزيون العتيق لتنتج عن ذلك قفزة متميزة في المحتوى الذي تقدمه القناة الأولى وبقية قنوات الهيئة، عاد المشاهد ليستمتع ببرامج متنوعة في الأولى وأصبحت الإخبارية خياراً جيداً ومفضلاً ومنافساً، كما بدأت قناة sbc في التجديد.

وبما أن رمضان هو شهر المقارنات بين القنوات فقد وضع التلفزيون السعودي للمرة الأولى بقنواته بصمة واضحة على طاولة المنافسة مع الفضائيات الشهيرة التي تستحوذ برامجها على هذا الشهر بالذات منذ وقت طويل. كانت منافسة ناجحة ومتميزة، واستطاع التلفزيون السعودي أن يجبرنا على مشاهدته، ليس غصباً هذه المرة ولكن باختيارنا ورضانا عما يقدمه.

مبروك لنا جميعاً عودة الروح إلى تلفزيوننا، ونتمنى أن يستمر في تحدي ذاته لينافس غيره باستمرار.