-A +A
سلطان الزايدي
المتابع للدوريات الأوروبية، وخصوصًا بعد إقرار «تقنية الفيديو»، يلاحظ تحسّنًا هائلًا في أداء الحكام، وهذا ساهم وبشكلٍ مباشرٍ في طريقة إدارة المباريات بكلّ يسرٍ وسهولة، لكن في دورينا الأمر على النقيض تمامًا، ولا نفهم لماذا! فالحكم الأجنبي مثل المحلي، والأخطاء كثيرةٌ وكبيرةٌ، وقد كانت سببًا في نسف مجهود أنديةٍ كثيرةٍ وخدمة أنديةٍ أخرى.

والواقع يقول: نحن أمام منافسةٍ كرويةٍ قويةٍ في دوريٍّ قويٍّ، سخّرت له كلّ الإمكانيات اللازمة؛ لكي يصبح من أهم الدوريات في العالم، فحين تُدار مبارياته بهذا الشكل، فنحن أمام مشكلةٍ حقيقيةٍ تحتاج لمراجعةٍ ومتابعةٍ في كل تفاصيلها، بدءًا بالاختيارات داخل منظومة العمل حتى تنجح في بقية القرارات.


ومن لا يستطيع أن يخدم المرحلة بكل أبعادها وتطلعاتها، فليغادر المشهد ويترك الفرصة لغيره، لكن أن يستمر وهو يكرر أخطاءه، هذا لن يخدم المصلحة العامة، خصوصًا في مسألة كهذه، حساسةٍ مرتبطةٍ بالعدل والإنصاف؛ لأن الخطأ الواحد سيكلف كثيرًا، وقد يكون سببًا في خسارة مجهوداتٍ كبيرةٍ من كل النواحي، بُذلت من أجل هذه المنافسة، ولا أفهم رغم وجود «تقنية الفيديو» لماذا ما زلنا ندور في الدائرة نفسها؟ ولا أفهم لماذا قدرتهم على استيعاب الحقائق ضعيفة، لا تعين الجميع على تقديم عملٍ جيدٍ، يخدم المصلحة العامة دون النظر لألوان الأندية، والتحسس من فرض قيمة العدل قبل الشروع في تطبيقه على الجميع.

وليعلم الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة رئيسه «ياسر المسحل»، أنهم يعيشون أزمة عملٍ واضحةٍ في كثيرٍ من لجانه، هذه الأزمة أضرَّت بالعدل، وتسببت في خسارة فرقٍ كثيرةٍ على حساب الأخرى، ولا يمكن قبول فكرة إعادة ضبط المنافسة، والترويج لهذا الأمر؛ لأنّ منافسات كرة القدم تحدث في الملعب، والملعب مرتبطٌ بعملٍ إداريٍّ وفنيٍّ، وجهد لاعبين داخل الملعب، وحين نخوض في فكرةٍ كهذه، فهذا بالتأكيد سيقودنا لشبهة فسادٍ يتحملها مَن روَّج لها، وسعى لفرضها على المشهد الرياضي في مسابقاتنا الكروية.

نحن كنقّادٍ وجمهورٍ ننشد في مسابقاتنا الرياضية وخصوصًا المتعلقة بكرة القدم العدل والعمل الجاد، الذي تتقلّص معه الأخطاء، لتصبح في أقل مستوياتها، بهذا فقط سيكون العمل في الاتجاه الصحيح، ويمكن بعدها أن نكتشف تفاصيل جديدة، تجعلنا نخرج خارج حدود القضايا والأحداث المتكررة في كلّ موسم.

ودمتم بخير،،،