-A +A
خالد السليمان
الاحتفال بيوم التأسيس هو رد اعتبار لمفصل أساسي في تاريخ بلادنا شكل نقطة انطلاق الدولة المدنية الشاملة بعد أن كانت دول المدن تهيمن على المشهد في الجزيرة العربية، حيث أدى التنافس بين إقطاعيات البلدات الصغيرة إلى ضعف الأمن وضيق العيش!

جاء الإمام محمد بن سعود ليضع لبنة مرحلة جديدة ليس لحكم أسرته، بل لمستقبل دولة انتهى بها المقام بعد حوالي ٣٠٠ سنة بين الدول الأكثر تأثيرا سياسيا واقتصاديا في العالم، وعندما أتأمل كفاح الإمام الشاب محمد لبناء دولته أجد ملامح كفاح الأمير الشاب عبدالعزيز الذي استرد ملك آبائه وأسس لدولة حديثة تنتزع مكانتها المؤثرة بين دول العالم، بينهما سمات مشتركة تمثل هوية القائد الذي يصنع التغيير ويكتب التاريخ!


اليوم لا نحتفل بيوم التأسيس كذكرى، بل نستحضره كواقع، فالحاضر المديد قطاف غرس الماضي التليد، والمستقبل الواعد هو الأمل الذي قاد محمد بن سعود وعبدالعزيز بن عبدالرحمن، ويقود أبناءهم نحو بناء وطن يعيش فيه المواطن والمقيم بكرامة وأمن وسلام، يساهم في بنائه ويشارك بقطف ثماره!

استذكار يوم التأسيس هو تذكير بعمق تاريخ الوطن وعراقة هوية المواطن، فالسعودية تضرب بجذورها في أعماق التاريخ لتستمد منه شرعية وجود ممتد ليس نحو الماضي وحسب بل نحو مستقبل يعمل أبناؤها اليوم على تعبيد طريقه ورسم ملامحه، مستقبل تقوده رؤية طموحة وعزيمة ثابتة وقدرات مؤهلة!

باختصار.. نحن لا نحتفل بالماضي بقدر ما نظهر امتناناً للآباء المؤسسين الذي غرسوا المستقبل لتقطف الأجيال المتعاقبة ثماره!