-A +A
حمود أبوطالب
«السَيفُ أَصدَقُ أَنباءً مِنَ الكُتُبِ. في حَدِّهِ الحَدُّ بَينَ الجِدِّ وَاللَعِبِ»، بالضبط هذا ما حدث في اليمن وتكلل بانتصار حاسم في محافظة شبوة أدى إلى تحريرها من عصابة الحوثي وتطهيرها تماماً لتعود إلى سلطة الدولة اليمنية. لقد كان مشهداً أسعد الجميع في المؤتمر الصحفي الذي شارك فيه المتحدث الرسمي للتحالف العميد تركي المالكي مع محافظ شبوة وتم خلاله إعلان تحرير المحافظة رسمياً، وبدء عملية حرية اليمن السعيد في كل المحاور والجبهات.

تفسير هذا الانتصار السريع ليس صعباً، إنه قناعة التحالف بأن الحوثي لن ينخرط أبداً في حوار سياسي لمصلحة اليمن، فالعصابات لا تفهم السياسة ولا يعنيها الوطن، لا سيما إذا كانت تدار لحساب آخرين، كما أن هذه العصابة لم تلتزم بهدنة ولم تتوقف عن اعتداءاتها على المملكة. وبالإضافة لذلك فقد تأكد التحالف أن الأمم المتحدة ومجلس أمنها ومبعوثيها لا يهمهم من قريب أو بعيد ضبط حماقات الحوثيين، ولا العمل الجاد المحايد النزيه لإنهاء المأساة اليمنية، بل إن مبعوثيها فاقموا الأوضاع بتراخيهم، إن لم يكن تشجيعهم للعصابة الحوثية.


لكن الأهم هو بدء الوعي لدى المكونات السياسية اليمنية بضرورة توحيد الكلمة والصف والقرار وتحييد الذين لا يهمهم دحر الحوثيين والذين يلبسون أقنعة مختلفة ويتاجرون باليمن وشعبه المنكوب بأجنداتهم الخاصة. لم يستغرق تحرير شبوة وقتاً طويلاً بواسطة قوات العمالقة مدعومة بالجيش اليمني والتحالف، ولو كان هذا حدث في الماضي لتم تحرير كل المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. لقد أفسد الفرقاء جهود التحالف لتحرير اليمن، وعطلوا القوات اليمنية وتسببوا في اضطراب الولاءات داخل المكونات القبلية وفقدان الثقة، وذلك ما جعل الحوثي يتمدد ويسيطر، وإلا فإنه أضعف بكثير من أن يواجه القوة العسكرية المضادة له.

كلنا نتمنى انتهاء هذا الكابوس الجاثم على اليمن، ولن يتحقق ذلك إلا بوعي كل القوى السياسية اليمنية بأن اختلافهم يؤدي إلى ضياع اليمن واتفاقهم كفيل باسترجاعه.