-A +A
حمود أبوطالب
جاءت نهاية العام على غير ما كانت تنتظره البشرية التي عانت خلال العامين الماضيين من أسوأ جائحة صحية مر بها العالم، كانت قد حدثت بشارات تنبئ بقرب التخلص من الكابوس بعد ظهور اللقاحات وانخفاض أعداد الإصابات تدريجياً، لكن الفايروس المراوغ بزغ مرة أخرى بصيغة أوميكرون ليفسد الاستبشار بقرب النهاية، ويعيد البشر إلى ذكريات البداية عندما اجتاح العالم كطوفان لا يبقي ولا يذر.

ولكن رغم الزيادة السريعة لانتشار المتحور الجديد، ورغم كل التحذيرات الوقائية والتشديد على الالتزام بها في كل دولة، فإن النزعة البشرية تواقة بالفطرة إلى اقتناص لحظات البهجة مهما كانت المخاطر، وطبيعة الإنسان تدفعه بشكل تلقائي للبحث عن الفرح مهما كانت التبعات، هذا ما شاهدناه في مشارق الأرض ومغاربها، في الدول الغنية والفقيرة، في البلدان التي تصنع اللقاحات وتتوفر لديها أسباب العلاج، والتعيسة التي لا تبالي بالمرض لأن لديها مشاكل مستعصية أهم من كورونا، كلهم تحدوا الفايروس وتهديده وخرجوا للاحتفال بأنهم ما زالوا أحياء يستقبلون عاماً جديداً يضاف إلى أعمارهم.


معركة الإنسان مع الأخطار التي تهدد حياته لن تنتهي مهما تقدم العلم، بل إن تقدم العلم قد يكون مهدداً أخطر من الأوبئة باختراع الأسلحة الفتاكة التي باستطاعتها إبادة الملايين في لحظات، ولذلك يبحث هذا الإنسان المهدد بالمفاجآت المزعجة عن أي تلويحة فرح حتى لو اكتنفتها المخاطر.

كان كورونا حاضراً بقوة ليلة رأس السنة، لكن الإنسان كان حاضراً بشكل أقوى، ولعله يكون عاماً جديداً نعلن فيه الانتصار على هذا الفايروس الذي أفسد الحياة.