-A +A
ريهام زامكه
اسمحوا لي أن أبدأ هذا المقال (المتكهرب) بمثل يقول:

(اللي يرضى بالقضا، يصبر على البلا) !


وأنا في حياتي أسير على مبدأ (الكُحة ولا كتمة الصدر)، لذا ومن باب «سد الذرائع» والحفاظ على الصحة النفسية العامة، اسمحوا لي أن (أكَح كِح) في محطاتي براحتي، ولن أطلبكم إلا أن تسمّوا على قلبي وتدعون لي بالعمر المديد والحظ السعيد.

دعوني أحكي لكم قصة لا تعنيكم في شيء، وهذا من باب أننا (نمون) على بعض، كنت قد قررت قبل عدة أيام أن أنام مبكراً، أولاً لأستيقظ في الصباح وأنا بكامل قواي العقلية والنفسية، وثانياً حتى أبطل الإشاعات المنتشرة عني بأني مثل (الخُفاش) لا أظهر إلا في الليل.

هيأت نفسي للنوم، وقرأت ما تيسر لي ثم غطيت في سُبات عميق أعتقد لم أمر من خلاله على مراحل النوم، بل (فصلت) مرة واحدة.

وبعد مرور ساعات قليلة استيقظت من شدة الحر واكتشفت أن (مكيفي الحبيب) لا يعمل، فطار النوم من عيني حين علمت أن الكهرباء مقطوعة وليس هناك أي عطل من عندي، فرددت (يا ليل ما طولك).

وبالفعل طال الليل، ومرت ساعة واثنتان وست، خاطبنا خلالها شركة الكهرباء وكان ردهم المُعتاد:

«نأسف لمرورك بهذه التجربة، هناك عطل عام وجاري إصلاحه في أقرب وقت».

المشكلة ليست هُنا فقط، المشكلة أن حتى موظفي خدمة العملاء لديهم (الله بالخير) وكلاً يعطيك وقت (من جيبه)، فمنهم من يقول لك ساعة، ومنهم من يقول ساعتين، ويتركونك معلقاً ما بينهم وعاد أنت وحظك!

تضجر الناس لطول الوقت، فقد مرت أكثر من ثماني ساعات بلا كهرب، وقد تكرر نفس الشيء خلال أسبوعين تقريباً، ومع الأسف شركة الكهرباء أذن من طين وأذن من عجين وحتى لم تُكلف على نفسها بإرسال رسائل تفيد فيها بوجود عطل وإصلاحه سوف يطول لعدة ساعات، أقلها حتى يأخذ الناس (قشهم) ويخرجوا من بيوتهم.

لكن بصراحة الحق على الناس، فلماذا التضجر يا جماعة الخير؟ خذوا الأمر بروح رياضية (ولا تقروشوهم) باتصالاتكم!

فانقطاع التيار الكهربائي سوف يجعلكم تتعرقون وبذلك سوف تتخلصون من الكرش والماء الزائد في أجسامكم و(تنحفون).

هذا إلى جانب أنه سوف يذكركم بظلمة القبر، ويجعلكم تعددون ذنوبكم وتستغفرون.

كما أنه سوف يخلق جواً من الألفة والرومانسية بينكم لأنكم سوف تضطرون لإشعال الشموع وتسعد زوجاتكم بكم ولا تجدون مفراً من الحديث معهن وفي هذا «مجبر أخاك لا بطل».

ولا أنسى أن أذكركم بأهم فائدة من فوائد انقطاع الكهرباء وهي أنكم لن تكونوا مضطرين لدفع فواتير فلكية تسلخ جلودكم بسبب مكيفاتكم ومكانسكم وغسالاتكم، صدقوني الحر أهون عليكم!

جاءني أخي وأنا أحاول أن أكتب لكم (مقالاً رومانسياً) على ضوء الشموع، فقال لي:

يا بنت الحلال (متنا حر) أنتِ ليه ما تكتبي عن معاناة الناس مع شركة الكهرباء؟

ومع العلم هو «لا له في الثور ولا في الطحين»، ولكني لبيت له مطلبه.

وأتمنى من شركة الكهرباء أن ترسل لنا (مروحة) تعمل على الطاقة الشمسية حتى لا (يفطس) راكان!

ومشكورين مقدماً.