-A +A
منى المالكي
شرفت بتكليف مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بعضوية مجلس أمناء أكاديمية الشعر العربي في مرحلة التأسيس، تلك الأكاديمية الحلم التي رسمنا ملامحها عند الإعلان عن مدينة سوق عكاظ. فقد كانت رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خالد أن تصبح أكاديمية الشعر العربي القلب النابض لعكاظ الشعر والتاريخ والاقتصاد والمعرفة.

وقد سعدنا الأسبوع الفائت بتوقيع الشراكة المهمة والمميزة بين الأكاديمية ووزارة الثقافة، تلك الشراكة التي ستنضج مع الأيام فعاليات ومهرجانات ودراسات وبحوثاً وكتباً تعود لصناعة إنسان المكان، ذلك الإنسان المفتون والمعجون بالشعر وتأويلاته ومجازاته، فالشعر ليس كلاما يُقال فقط، الشعر حياة وتاريخ وهوية، ومهما كثرت حولنا وسائل التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل يظل الشعر الوسيلة الأبقى للتواصل والخلود عبر الزمان والمكان.


أكاديمية الشعر العربي وعبر تاريخها القصير منذ أن بزغت لتعلن ميلاد بوصلة أخرى للحياة قدمت الكثير، وأعلم ذلك من خلال الجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ذلك الشاعر الذي آمن أن الشعر هو الباقي، هو الهوية التي ستحفظ لنا كياننا ووجودنا، فبدأ العمل الكبير والجهود العظيمة تتوالى من خلال تقارير حالة الشعر العربي، ومن ثم العمل على نشر ثقافة الشعر والموسيقى -ذات الارتباط الوثيق بالشعر- من خلال عقد شراكة مع إدارات التربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة، والإعلان عن مسابقة شاعر شباب الجامعات السعودية للاحتفاء بالمنجز الشبابي والسير في رحلة الشعر والإبداع مدعوماً من أكاديمية الشعر العربي الرقم الأصعب في الثقافة العربية.

هذا المنجز الثقافي يُتوج في حفل بهيج يحتفي بالفائزين والفائزات بجائزة الأمير عبدالله الفيصل (يرحمه الله) في فروعها المختلفة، ذلك الاحتفاء بالجائزة يُحسب لأكاديمية الشعر العربي تحت مظلة جامعة الطائف، تلك الجامعة التي تعتني بالجودة والتطوير والتميز الأكاديمي والبرامجي في أعمالها، وقد أصبحت من الجامعات القوية المنافسة على الاعتمادات الدولية، وهذا ما يجعلنا نطمئن إلى أن الجودة والتطوير معايير مهمة في أعمال الأكاديمية والتي تشكل الجائزة واسطة العقد بها، كما أن جامعة الطائف تقدم خدمة مجتمعية ثقافية مهمة من خلال أعمال أكاديمية الشعر العربي.

جائزة الأمير عبدالله الفيصل من أهم الجوائز السعودية، والعناية بها له عائد ثقافي وزخم حضور للثقافة السعودية كبير وذلك لسببين أولهما: أن الاحتفاء بشاعر سعودي شكل حضوره عربياً في فترة الستينيات اهتماما كبيرا بالشعر السعودي من خلال نصوصه «ثورة الشك، يا مالكاً قلبي» والتي تغنى بها عمالقة الغناء العربي: أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، يعطي بعداً مهماً لحضورنا عربياً في فترة كنا فيها على الهامش، وهذا ما يرسل رسالة واضحة لشبابنا اليوم أن هناك مرتكزات ثقافية مهمة وأسس العمل عليها هو صلب العمل الثقافي، السبب الثاني: هو العناية بالأدب السعودي في أعمال الأكاديمية، لأننا معنيون كثيراً بالأدب بوصفه قوة ناعمة للوجود السعودي في المجالات السياسية أو الاقتصادية والاجتماعية.

والاعتناء بجائزة الأمير عبدالله الفيصل والاهتمام بتسويق أعمالها إعلامياً، وأن يكون لها أعمال أمانة خاصة تعنى بالجائزة وحضورها ثقافياً وإعلامياً، مطلب ملح في الفترة القادمة، وهذا ما يحقق الفرق في الحضور والتميز في أعمال أكاديمية الشعر العربي.