-A +A
حسين شبكشي
في عقدي الثمانينات والستينات من القرن الميلادي الماضي، برزت وانتشرت ظاهرة تبادل وبيع البيانات المالية بين شركات بطاقات الاعتماد والمصارف ووكالات السفر والسياحة، والتي تظهر أهم الشخصيات المقتدرة، وأسلوب ونمط ومواقيت صرفها الاستهلاكي واعتبر ذلك «ثروة معلوماتية» مميزة تستحق التضحية المالية بالتالي سداد مبالغ باهظة لأجل الحصول عليها بأساليب خاصة وطرق غير رسمية. واليوم مع الحصار الهائل والعظيم من قبل التطبيقات الإلكترونية المختلفة، والبالغة التطور والتعقيد، والتي تحاصر حياتنا وتراقب وتعرف كل صغيرة وكبيرة عن حامليها، فيستطيع من يحلل هذه البيانات النتيجة عنا معرفة أنماط وأساليب المعيشة المتبعة لمستخدمي التطبيق بشكل دقيق جدا. فمن خلال هذه البيانات ممكن التعرف على الكم النقدي للاستهلاك والكم النوعي له أيضا، ويشمل أيضا التعرف لمواقيت قرارات الشراء وموسمياته. ومع تنوع التطبيقات ودقتها المعتمدة على منظومة دقيقة ومعقدة من آليات الذكاء الاصطناعي المتطورة جدا أصبح بالإمكان التعرف على خصوصيات الميول والتفضيلات الشخصية في مجالات خيارات الترفيه بمختلف مجالاته وما ينطبق على الترفيه ينطبق على الرياضة والثقافة والاقتصاد والاجتماعيات.

اليوم هناك مناجم مهولة الحجم من سلسلة ما يطلق عليه «البيانات الكبرى». ومحليا يتضح لنا مع مرور الوقت أن تطبيق «توكلنا» باق معنا حتى بعد السيطرة على جائحة كوفيد – 19 بإذن الله تعالى، فمنصة «توكلنا» آخذة في التوسع وزيادة قدرات اعتمادياتها بعيدا تماما عن محدودية ما يخص الجائحة الصحية الطارئة. فالمنصة التي أصبحت جزءا مهما من حياتنا تتطور وتنمو وتتوسع لتشمل كل حياتنا تقريبا بما في ذلك المعاملات الرسمية الحكومية، والخيارات الشخصية. وهذا الكنز المعلوماتي بحاجة لحماية من الاختراق أو من الاستفادة غير البريئة منه بلا شك. الحكومة الإلكترونية وتطبيقاتها الاستباقية التي خرج منها تطبيق «توكلنا» المميز كان أحد أهم نتائج وأسباب نجاح السعودية في مواجهة وحسن التعامل مع تحدي الجائحة الكبير. وكل الأمل أن يتم الاستخدام الأمثل للبيانات الكبرى والمميزة جدا الناتجة عن تحليل معلومات التطبيق وغيره.