-A +A
حمود أبو طالب
ما زالت وزارة التعليم مستمرة في إدهاشنا بالحراك الواسع المهم الذي يدور في عقول المسؤولين التنفيذيين فيها، صحيح أن وزيرها هو المايسترو الذي يقود الفريق، لكنه كمسؤول أول يؤمن بروح الفريق والتفكير الجمعي والتناغم في الرؤى والتشارك في استيلاد الأفكار الإيجابية المثيرة والجريئة أيضاً، ولهذا نجد الوزارة تعمل بإيقاع سريع لكنه دقيق وموزون ومحسوب، وأيضاً شامل لكل الجوانب المتعلقة بمهام الوزارة.

لقد عقدت الوزارة عزمها على تغيير جوهر العملية التعليمية وفق الرؤية الوطنية الجديدة، فبدأت العمل على كل الملفات الشائكة والمعقدة المزمنة التي توجس الكثيرون في السابق من اقتحامها حتى لا يدخلوا أعشاش الدبابير والكهوف المسكونة بالأشباح المخيفة. لقد نهضت الوزارة بشجاعة وحكمة لتطوير المناهج جذرياً، وتنقية مفاصل التعليم من السموم الفكرية المترسبة فيها لعقود طويلة، وأعادت هيكلة أجهزتها وإداراتها بما يحقق أهدافها الآنية والمستقبلية، ومؤخراً فاجأتنا باتخاذ خطوة متقدمة وغير مسبوقة في الأجهزة الحكومية بمختلف مستوياتها عندما أطلق وزير التعليم منصة «قادة المستقبل» التي تستهدف اختيار القيادات التعليمية بتنافسية عادلة وبحسب الكفاءة والكفاءة فقط، بعيداً عن المحسوبية والوصاية والشللية والمجاملات والمؤثرات المختلفة، وذلك ما يتيح لكل من تنطبق عليه الشروط أن يتنافس على الفرصة دون شرط أن يكون له قريب أو نسيب أو حسيب، أو تزكية من تيار فكري معين، أو رافعة فاسدة تدفع به إلى الأعلى دون استحقاق.


أجدني أصر على القول إنها خطوة تأريخية في فكرنا الإداري تُحسب لوزارة التعليم، ورغم أنه لا يحبذ الثناء الذي يستحقه إلا أنه من الإنصاف أن نقول للوزير حمد آل الشيخ: أحسنت.. أحسنت..