-A +A
أسامة يماني
حديث الجهلاء لا يزيد المرء إلا خبالاً، خاصة إذا لجأ إلى قِران فاسد، أو استشهاد مضلل، أو قياس مع الفارق، فهم يستخدمون لغة أرقام خادعة، وأفكاراً منحرفة وقناعات مغلوطة، ومشاعر سلبية لتضليل المستمع، مدفوعين من أعداء جندوا خبراتهم ومعارفهم للإضرار بدول المنطقة ومحاولة الانتقاص من سيادتها، مستغلين الأخطاء أو الهفوات، فيقومون بتوظيفها أو توظيف المشاعر السلبية لإحداث البلابل والفتن.

سؤال يطرح نفسه لماذا يصغي ويسمع البعض لهذه الترهات؟ الجواب يتضح من الأسباب التالية:


١- قدرة الأعداء على توظيف التراكمات الماضية والقناعات الخاطئة لصالح أجندتهم التخريبية.

٢- بالرغم من أن النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي أهم من حرية التعبير والمشاركة السياسية وغيرها من الحقوق الديمقراطية إلا أن عدم شعور الفئات الأقل دخلاً بذلك النمو يعد أحد الأسباب التي تمكن المغرضين من التمادي في ترهاتهم.

٣- ضعف وعي المستمعين لهذه الترهات.

٤- خلط الأمور والتضليل من خلال الأرقام المضللة والقياس الفاسد.

هذه أهم أسباب ومسببات وجود آذان صاغية لحديث الجهلاء، الذين يظنون أنهم يحسنون صنعاً وهم المفسدون في الأرض، قال تعالى: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ»

على سبيل المثال لأساليب التضليل والخلط، عندما تريد قياس قيمة سلعة في بلد معين يتعين قياسها بسعر سلعة مماثلة لها في نفس البلد وليس بسلعة مماثلة في بلد آخر؛ لأن تكلفة الإنتاج تختلف من بلد لآخر، كما تختلف كثير من المعطيات التي تجعل من هذا القياس في غير محله.

نحتاج لخطاب توعوي مبني على استراتيجية إعلامية، كما نحتاج إلى تصويب الهفوات وإعطاء مساحة للتعبير. كما أن التفاعل مع المجتمع فن وإبداع يتطلب الاهتمام، خاصة أن المجتمعات العربية عاشت تحت سطوة الفكر الظلامي الذي سطح تفكير المجتمع إلا ما رحم ربي. فليس سهلاً الخروج من سطوة فكر عاش فيه أجيال وأجيال إلا بخطاب متوازن يصل للعقول وللقلوب.