-A +A
منى العتيبي
فرحت كما فرح الجميع واحتفى بالفوز السعودي وترؤسه المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بمشاركة 21 دولة عربية. ومن يعرف الحراك الثقافي والعلمي في المملكة العربية السعودية يدرك أن هذا الفوز مستحق. ومن يشهد المشهد العلمي في المملكة العربية السعودية سيرى الدعم الذي يقدمه خادم الحرمين الشريفين وولي عهده للعلم والإبداع والابتكار والجهود المبذولة على الصعيدين العربي والإسلامي لتنمية الفكر وتعزيز الثقافة ونشر العلوم.

‏وهذا النجاح يجعلنا أمام مسؤولية تجاه الوطن أولاً والعالم ثانياً، هذه المسؤولية تكمن في ضرورة مضاعفة الجهود محلياً للعناية بالعلم وبالثقافة المحلية الوطنية، وإبراز الهوية الوطنية الثقافية لكل شبرٍ من بلادنا، وتصحيح الصورة الذهنية المغلوطة والمشوشة عن الإنسان السعودي والوطن بصورة عامة، وتقديم التاريخ والموروث الثقافي السعودي، وكذلك ما نعيشه الآن من صور الاستمرار في التقدم والتطور الحضاري والثقافي بصورة جلية من خلال دعم البرامج والمبادرات والأبحاث في هذا المجال.


وأيضاً حتى ننجح في ذلك، يتطلب الأمر دعم المؤسسات الثقافية، وقبلها دعم المثقف وتعزيز دوره الفاعل والمسؤول تجاه وطنه والتفاعل مع قضايا مجتمعه ووطنه بشكل عام، فلا بد للمثقف أن يكون ساعياً حاضراً ومشاركاً في الأحداث المجتمعية والوطنية، وأن يمثل ثقافته وهويته الوطنية لا أن يلبس ثقافة مستعارة تتوه معها هوية رسالته الثقافية.

يجب أن يكون هذا النجاح الثقافي السعودي مستمراً في صناعة أدوات اتصالية وثقافية جديدة يمكنها التأثير في المجتمعات العربية والعالمية ومد الجسور الثقافية بين الشعوب كافة من خلال دعم الثقافة والبحث العلمي وتوجيهها نحو الإبداع والابتكار. كما حان الوقت إلى الالتفات إلى المكتبات الوطنية المركزية ومراكز البحث العلمي والعمل على نقلها إلى مرحلة نوعية علمية وثقافية عالمية.

أخيراً.. أعلم جيداً بأننا لن نقف عند حدود الألكسو، وما حدث فقط هو كيكة الفوز الأولى التي ستتلوها الأفراح والنجاحات الوطنية، ومبروك لك يا وطن هذا الفوز.