-A +A
حمود أبو طالب
عمان، الدولة الخليجية الهادئة المستقرة التي تجاوزت صعوبات كثيرة بحكمة، ومضت تبني نفسها وتطور أوضاعها بطريقتها الخاصة دون ضجيج لتصبح نموذجاً للتنمية المتدرجة المتواصلة التي تجلت بوضوح مدهش، إنساناً ومكاناً، بفعل الاستراتيجيات والخطط المتزنة التي اتخذها السلطان الراحل قابوس بن سعيد مؤسس عمان الجديدة الحديثة قبل حوالي خمسة عقود، تعيش الآن مرحلة جديدة أخرى منذ تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، الذي أعلن منذ بدايته برنامجاً للإصلاحات السياسية والاقتصادية وتطوير هيكلة أجهزة ومؤسسات الدولة لتواجه تحديات الحاضر والمستقبل وتلبي طموحات الشعب العماني.

اتسم عهد السلطان هيثم بوضوح أكثر في الرؤية والأداء الداخلي والخارجي أزال بعض الانطباعات عن بعض المواقف العمانية المشوبة بالالتباس سابقاً إزاء ملفات هامة خليجياً وعربياً، وذلك ما يؤكد الحضور العماني الجديد بسياسة واقعية تراعي مصالحها ومصالح المنظومة الخليجية التي تنتمي لها، وها هو السلطان هيثم بن طارق يبدأ تفعيل إعادة هندسة العلاقات العمانية الخارجية بزيارة للمملكة، هي أول زيارة خارجية له، تحمل معاني وأبعاداً ودلالات في غاية الأهمية، سينتج عنها مزيد من التعاون والتنسيق وصولاً إلى التكامل في مجالات عديدة.


إننا في هذه المرحلة الحساسة التي تتخللها كثير من التحديات الوجودية بحاجة إلى تنسيق حقيقي وجاد للمواقف على مستوى المنظومة الخليجية التي يمثل ترابطها صمام أمان ضد الأخطار المحدقة، وهذه الزيارة تبعث كثيراً من التفاؤل بسد الثغرات واستشعار المسؤوليات وتقوية حائط الصد الخليجي الذي يحاول الكثيرون اختراقه، من الجوار القريب والبعيد.