-A +A
حمود أبوطالب
تناقلت وسائل الإعلام العالمية باهتمام يوم الجمعة تصريحاً لمسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إجراء مباحثات مع إيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، مؤملاً في نجاح المحادثات، وأن كل ما نطمح إليه أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران، ومشدداً على أن المملكة تريد أن ترى أفعالاً يمكن التحقق منها.

ويأتي هذا التصريح الرسمي بعد أيام قليلة من حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن علاقة المملكة مع إيران ضمن حواره التلفزيوني الشامل عن رؤية المملكة، حين قال إن إيران «دولة جارة»، وإن: «كل ما نطمح إليه أن يكون لدينا علاقة طيبة ومميزة مع إيران»، وإن «كل إشكالياتنا هي في التصرفات السلبية التي تقوم بها إيران سواء برنامجها النووي أو دعمها لمليشيات خارجة عن القانون».


بالنسبة للمملكة فإن هذا هو موقفها الثابت من إيران الذي تؤكده دائماً، الرغبة في علاقة حسن جوار جيدة والمشاركة في إحلال السلم والأمن في المنطقة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتبادل المصالح التي تعود بالنفع على البلدين والشعبين. هذا هو موقف المملكة رغم كل المنعطفات والأزمات التي مرت بها العلاقة، ورغم كل ما واجهته المملكة من إساءات وأضرار نتيجة السياسة الإيرانية في المنطقة التي لا يمكن القبول بها، ولا يمكن أن تؤسس لعلاقات إيجابية مبنية على التفاهم والثقة.

هذه السياسة العدمية أضرت بالشعب الإيراني كثيراً وأدخلت إيران في مآزق وأزمات متوالية، وأشعلت حرائق كثيرة في محيطها، وأفسدت علاقاتها مع دول الجوار العربي نتيجة تدخلاتها من خلال المليشيات التي ترعاها في أكثر من دولة عربية، كما أنها اعتادت النكث بوعودها كلما لاحت بادرة لتحسين العلاقات معها، واستمرت في نهجها العدائي وممارساتها التخريبية وإصرارها المسعور للتدخل في شؤون الآخرين، وهذا السلوك السلبي المستمر هو ما يدفع للتشكيك في حسن نواياها وصدق رغبتها في أن تكون جاراً جيداً.

وفي كل الأحوال، فإن المملكة بالرغم من قدرتها على تحجيم الضرر الإيراني وحماية أمنها ومقدراتها، فإنها ترجو دائماً الخير والسلام للشعب الإيراني، وتسعى إلى علاقات مشتركة تقوم على الاحترام والإيجابية وعدم التجاوزات، فهل تصغي إيران إلى صوت العقل هذه المرة؟