-A +A
حمود أبو طالب
نحتفل بالذكرى الخامسة لإطلاق أهم وأضخم مشروع تنموي شامل للدولة السعودية عبر تأريخها القديم والحديث وبعد توحيدها لشتات البلاد، مشروع لا يجرؤ على التفكير فيه والعزم والإصرار على تنفيذه إلا الاستثنائيون الذين يعشقون التحدي ويطمحون إلى التميز، مستعينين بالله وباتخاذهم كل الأسباب والوسائل التي توصلهم إلى أهدافهم، ومستندين إلى شعب يشاركهم الطموح والتطلعات، بالعمل والإخلاص والوفاء.

عندما تم إعلان الرؤية الوطنية التأريخية 2030 قبل خمسة أعوام بأهدافها المزمّنة ومراحلها اعتبرها البعض في الخارج، وحتى في الداخل، رومانسية وخيالاً حالماً أو فانتازيا سوف تتلاشى بعد وقت قصير، تعرضت لمحاولات تثبيط من جهات عديدة، وعندما تيقنوا أنها ماضية في طريقها المرسوم بدأت الحرب ضدها بكل الوسائل، لأنها ستخلق كياناً مرعباً للذين كانوا يحيكون المؤامرات لوطننا، ويظنون أنه سوف يستمر في أوضاعه التقليدية التي اعتاد عليها ردحاً طويلاً من الزمن، وحولته إلى مستهلك ضخم يبيع النفط ويستورد ما يشاء، لا أكثر. فاجأتهم تلك الانتفاضة المدوية بأننا وطن قرر أن يتغير إلى الأفضل على كل الأصعدة وفي كل الجوانب.


اليوم، وبالأدلة والشواهد والبراهين، يتأكد أننا قطعنا شوطاً مهماً في مشوار الرؤية، وأنها أصبحت حقيقة معاشة لا خيالاً، الأرقام والمواقع المتقدمة التي حققناها في مجالات مختلفة خلال الفترة القصيرة الماضية تثبت أننا وطن قادر على تحقيق المعجزات، وبالتأكيد لن يكون المشوار الطموح خالياً من بعض المتاعب والصعاب والعثرات، هذا شيء طبيعي في أي مشروع طموح ضخم، لكن الأهم هو وعينا بها وقدرتنا على تداركها وتجاوزها بروح وطنية عالية.

إنه مشروع كل العصور لوطننا، المشروع الحلم لأجيالنا الحاضرة والقادمة، فلنعمل على إنجازه بكل إتقان، ولا ندع فرصة لمن يحاولون تعطيله بسوء النوايا وسوء الأداء.