-A +A
تان بانغلين
إن قطن شينجيانغ جودته عالية ولوزه كبير وليفاته طويلة ولونه أبيض ناصع بفضل وفرة أشعة الشمس وفرق كبير في درجات الحرارة بين النهار والليل والجفاف وقلة الأمطار وإمدادات المياه المستقرة من ذوبان الثلوج على الجبال في معظم مناطق شينجيانغ بالصين، وتحمل حقول القطن توقعات الأولاد الذين ولدوا في منطقة شينجيانغ وترعرعوا بالقرب من الحقول منذ صغرهم لحياتهم السعيدة في المستقبل.

في غمضة عين، قد تغيرت المظاهر تماما في حقول القطن بشينجيانغ: تتحرك المكنات الزراعية الحديثة بدوي هائل وتتحقق العمليات الآلية بطائرات بدون طيار على نحو كامل في كل الخطوات الزراعية من البذر وإبادة الحشرات إلى الحصاد. وفي عام ٢٠٢١، من المتوقع أن تتجاوز مساحة تشغيل قاطفة القطن ٢٠ ألف كيلومتر مربع ويصل معدل المكننة للإنتاج إلى ٨٨٪.


يرغب المزارعون من مختلف القوميات في شينجيانغ، خصوصا في جنوب شينجيانغ، في زراعة القطن بسبب مربحه العالي ومبيعاته الواسعة. عندما ينضج القطن، كثير من العمال الريفيين يتوافدون من مقاطعات خنان وسيتشوان وغيرهما بالقطار إلى شينجيانغ لقطف القطن، رغما عن تعب قطف القطن، إلا أن صاحب مزرعة القطن يتعهد بتقديم الطعام والمأوى لعماله ويمكن لكل عامل القطف أن يكسب ١٠ آلاف يوان في موسم الحصاد (المدة شهرين تقريبا)، مما يجذب بعض أفراد الأقليات القومية طوعا إلى قطف القطن.

تكون جميع مؤسسات الغزل القطني في شينجيانغ تسجل وتجري الإنتاج والعمل وتوقع عقود العمل مع موظفيها من جميع القوميات وفقا للقوانين واللوائح، الأمر الذي يضمن كافة حقوق الموظفين في الحصول على أجور العمل والراحة والإجازات وسلامة العمل والحماية الصحية والتأمين الاجتماعي وغيرها، كما يضمن مصالحهم في الاعتقادات الدينية والثقافة واللغات القومية. يدخل عمال القطن المصانع عن طريق التوظيف ويكسبون العيش والثراء اعتمادا على العمل الجاد فكل حقوقهم ومصالحهم المشروعة تحمي بالقانون ومعيشة حياتهم تتحسن.

إن قطن شينجيانغ يُنتج بالأيدي المجتهدة من شعب شينجيانغ من مختلف القوميات، وهو أيضا صورة تعكس حياتهم السعيدة التي يخلقوها بعملهم الجاد. في هذه السنوات الأخيرة، قد شهدت تغيرات كبيرة تقلب وجه الأرض في شينجيانغ بتنمية اقتصادية واجتماعية هائلة وإنجازات ملحوظة في مجال حقوق الإنسان. في الفترة ما بين عامي ٢٠١٤ و٢٠٢٠، ارتفع الإجمالي الناتج المحلي لشينجيانغ من ٩١٩.٥٩ مليار يوان إلى ١.٣٧٩٨ تريليون يوان. كما أحرزت شينجيانغ الانتصار التاريخي في القضاء على الفقر المدقع وتم تخليص جميع الفقراء البالغ عددهم ٣.٠٧ مليون نسمة ريفية من براثن الفقر وفقا للمعيار الحالي وتمت إزالة وصمة «الفقر» عن كل ٣٦٦٦ قرى و٣٥ محافظة فقيرة. وقد ازداد متوسط العمر من ٣٠ سنة في أوائل تأسيس جمهورية الصين الشعبية إلى ٧٢ سنة حاليا، وارتفع عدد السكان من قومية الويغور في شينجيانغ من ٥.٥٥ مليون نسمة إلى أكثر من ١٢ مليون نسمة على مدار ٤٠ عاما. وقد دخلت كل المدن والمحافظات المحلية في شينجيانغ عصر «الطرق السريعة»، وتم إنشاء روضات الأطفال والعيادات والمحطات الثقافية في جميع القرى، وتصبح طعم حياة الشعب ألذّ والطرق المؤدية إلى الثراء أوسع وأبناء الشعب من جميع القوميات يعيشون ويتواصلون في الوئام والتضامن والانسجام كأسرة كبيرة.

يكون القطن أبيض ناصع، ولكن قلوب بعض القوى العدائية ضد الصين سوداء. تستخدم «مبادرة أفضل قطن» السويسرية (BCI) تأثيرها الدولي للترويج لما يسمى بـ«العمل الإجباري» المزعوم في شينجيانغ بلا سبب، اختلاقا قصة بناء على المشهد الحقيقية للعمل الإجباري الذي حدث في الفترة قبل الحرب الداخلية الأمريكية، حيث كان العبيد السود يقطفون القطن ويزيلون البذور تحت الضرب بسوط المشرفين البيض، وهذا لا يهدف إلا إلى تسويد الصورة الصينية وشيطنة الصين، مما يحقق الغرض السياسي لتعكير صفو الوضع في الصين ثم احتواء تنميتها. من المعروف أن مصدر التمويل لـBCI يشمل الأجهزة الحكومية لبعض الدول العدائية ضد الصين. إن اختلاق الأكاذيب المثيرة مثل «العمل الإجباري» و«الإبادة العرقية» في شينجيانغ هو نفس السبيل لاختلاق الكاذبة القائلة بأن «العراق امتلك أسلحة دمار شامل»: أولا تسويد الدول العدائية على البعد الأخلاقي من خلال فبركة المعلومات المزيفة وترويج الرأي العام، ثم فرض العقوبات حتى شن الحرب عليها، وهذا الخدعة المفضلة لدى بعض الدول بدافع الهيمنة الدولية والاستراتيجيات الجيوسياسية.

في أغسطس عام ٢٠١٨، قال المدير السابق لمكتب وزير الخارجية الأمريكية السابق كولن باول والكولونيل المتقاعد ويلكرسون علنا في منتدى كلية رون بول «إن واحد من أهم الأسباب لإرسال الولايات المتحدة قواتها إلى أفغانستان هو استخدام ٢٠ مليون من الويغور في شينجيانغ لإثارة الاضطرابات في الصين زعزعة استقرارها».

يتجاهل بعض الدول الحقائق وينشر الشائعات والافتراءات في المسائل المتعلقة بشينجيانغ في محاولة إثارة الفوضى في الصين بنفس السبيل الذي كان يستغله في العراق وسوريا وليبيا. ما فعلته هذه الدول في الأيام الماضية تسبب في مئات الآلاف القتلى وعشرات الملايين اللاجئين وتدمير عائلاتهم، الأمر الذي يشكل الأزمات السياسية والإنسانية الهائلة. بعد سنوات عديدة، عندما اعترف قادة هذه الدول المعينة بأن الأدلة في ذلك الوقت مزيفة، هل هم شعروا بالذنب في أنفسهم؟ هل هناك من يحاسبهم؟ هل الوسائل الإعلامية التي كانت تهيج المشاعر تراجع النفس بجد؟

إن العدالة تبين نسفها، والحقيقة خير من الكلام. قبل الأيام، قام وفد من السفراء العرب المعتمدين لدى الصين ورئيسه سعادة سفير المملكة العربية السعودية د. تركي بن محمد الماضي بزيارة شينجيانغ. وشهد السفراء بعيونهم وقائع متمثلة في الاستقرار الاجتماعي والتضامن القومي والانسجام الديني والازدهار الاقتصادي والمعيشة الرغيدة للشعب من مختلف القوميات والتنمية المزدهرة في متنوع القطاعات.

نعتقد بثبات أن العدالة قد تكون متأخرة لكنها لن تكون غائبة. في الحقيقة لا تهتم الدول المعينة بحقوق الإنسان للدول الأخرى، بل تحاول التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى من نيتها الخبيثة بحجة حقوق الإنسان. ويفهم المجتمع الدولي تكتيكات الهيمنة بدقة لبعض الدول لأن الحكيم لا يشتري الأكاذيب.

إن الحزب الشيوعي الصيني حزب حاكم يسعى لسعادة الشعب الصيني بكل أمانة وإخلاص والحكومة الصينية حكومة تتمسك بمبدأ خدمة الشعب من صميم قلبها، تتمتع بتأييد مخلص من الشعب الصيني. لن تنجح أي محاولة من قبل قوى خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية للصين من خلال اختلاق الأكاذيب المتعلقة بشينجيانغ. كما لن يسمح بتلطيخ قطن شينجيانغ الأبيض الذي لا تشوبه شائبة، ولن تزعزع بضع أكاذيب مخلوقة الوضع الممتاز من التنمية المستقرة والتضامن القومي في شينجيانغ أبدا.