أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author

https://cdnx.premiumread.com/?url=https://www.okaz.com.sa/uploads/authors/1372.jpg&w=220&q=100&f=webp

تان بانغلين

فتح عصر جديد لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك يداً بيد

في اليوم من 7 إلى 9 ديسمبر الجاري، حضر الرئيس الصيني شي جين بينغ القمة الصينية العربية الأولى والقمة الأولى للصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية والقيام بزيارة دولة المملكة العربية السعودية بنجاح. وهذا يُعدّ عملا دبلوماسيا ذا أهمية يتسم بمَعلم فارق في تاريخ العلاقات الصينية العربية، ويدشن عصرا جديدا لعلاقات الصين مع العالم العربي ودول الخليج العربية، كما سيقدم مساهمات مهمة في تعزيز تنمية العالم وازدهاره.

ترمز هذه الزيارة إلى ارتقاء العلاقات الصينية السعودية إلى مستويات جديدة، خلال زيارته للسعودية، التقى الرئيس شي جين بينغ بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وأجرى محادثات مع ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، وتوصل الجانبان إلى التوافق المهم الذي تكلل بالنتائج المبهرة. وقعت قيادة الدولتين على «اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية»، اتفقا على عقد اجتماع بين قيادات الدولتين بالتناوب في الدولتين كل عامين، وترقّت اللجنة الصينية السعودية المشتركة رفيعة المستوى إلى مستوى رئاسة الوزراء وأجمعا على المواءمة بين البناء المشترك لـ«الحزام والطريق»، و«رؤية 2030» السعودية. أصدر الجانبان بيانا مشتركا ووقعا 20 وثيقة التعاون التي تغطي مجالات البناء المشترك لـ«الحزام والطريق» والطاقة والاستثمار والعدلية والتعليم والإعلام وغيرها. اتفقا الجانبان على الاستمرار في تعزيز تعليم اللغتين الصينية والعربية في البلدين من أجل تعميق التفاهم والتقارب المتبادل بين الشعبين.

ستدفع القمة الأولى للصين ومجلس التعاون الخليجي بشكل فعّال الارتقاء الشامل للتعاون بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي وتحقيق طفرة في تنمية العلاقات. ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة مهمة في قمة الصين ومجلس التعاون الخليجي، مشددا على ضرورة أن تكون الصين ودول مجلس التعاون الخليجي معا شركاء لتعزيز التضامن وشركاء للسعي وراء التنمية وشركاء لتحصين الأمن وشركاء للنهوض بالحضارة، واقترح خمسة مجالات رئيسية للتعاون بين الصين ومجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة. وأصدر الجانبان «البيان المشترك للقمة الصينية الخليجية»، و«خطة العمل 2023-2027 للحوار الإستراتيجي الصيني الخليجي»، وأعلنا عن تعزيز الشراكة الإستراتيجية التي أقامتها الصين ومجلس التعاون الخليجي لوضع الخطوط العريضة لتنمية التعاون العملي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي.

كانت القمة الصينية العربية تبشيرا بفتح عصر جديد من بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك يدا بيد. ألقى الرئيس شي جين بينغ كلمة هامة في القمة الصينية العربية، وصقل روح الصداقة الصينية العربية الممتدة لآلاف السنين التي ستصبح أكثر عمقا مع مرور الوقت، واقترح أن تعمل الصين مع الجانب العربي لتنفيذ «الأعمال الثمانية المشتركة»، التي تغطي المجالات الثمانية التالية: تدعيم التنمية، الأمن الغذائي، الصحة، التنمية الخضراء والابتكار، أمن الطاقة، الحوار بين الحضارات، تأهيل الشباب، الأمن والاستقرار، فقد وضع تصميما على أعلى مستوى لتنمية العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، مما كمّل وحسّن الإطار الأساسي للتعاون العملي بين الجانبين. أصدر الجانبان الصيني العربي «إعلان الرياض للقمة الصينية العربية الأولى»، و«الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية»، و«وثيقة بشأن تعميق الشراكة الإستراتيجية الصينية-العربية من أجل السلام والتنمية»، واتفقا على بذل كل الجهود على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، مما يظهر الإمكانيات الهائلة والآفاق الواسعة للتعاون الصيني العربي في المستقبل.

لقد رسمت المقترحات الهامة التي طرحها الرئيس شي جين بينغ في القمم الطريق إلى الأمام لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك ووضعت تصميما على أعلى مستوى لتنمية العلاقات الصينية العربية في العصر الجديد، تماشيا مع الرغبات والمتطلبات المشتركة للجانبين، وتلقى ردودا إيجابية حارة من رؤساء جميع الأطراف الحاضرة في القمم. وقالوا إن العلاقات الودية بين الدول العربية والصين قائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المتكافئ والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، يولي الجانب العربي اهتماما بالغا بإنجازات التنمية العظيمة التي حققتها الصين ودورها المهم على الساحة الدولية ويؤدي تعميق الشراكة الإستراتيجية العربية الصينية إلى تحقيق العدل والإنصاف والحفاظ على السلام والتنمية العالميين بشكل أفضل، وفي صالح تحقيق المتطلبات المشتركة للشعوب العربية والصينية.

تعد زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى السعودية أول زيارة يقوم بها زعيم الصين إلى دولة في منطقة الشرق الأوسط عقب المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني وهي مسيرة لتوارث الماضي ولفتح الآفاق معا، التي لا تدفع تنمية العلاقات الصينية السعودية إلى مرحلة جديدة فحسب، بل تضع نموذجا للاحترام المتبادل والمعاملة المتساوية والتعاون المربح للجانبين بين الصين والدول العربية، مما يؤثر تأثيرا نموذجيا إيجابيا في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وإقامة علاقة دولية من نوع جديد.
21:39 | 18-12-2022

مغزى عالمي للمؤتمر الوطني الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني

اختتم المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بنجاح يوم 22 أكتوبر الجاري، وتم انتخاب الهيئة القيادية المركزية الجديدة خلال المؤتمر. إن المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني أشار إلى اتجاه التنمية عالية الجودة للصين ومسارها في المرحلة القادمة، وهذا ليس مهماً للغاية للصين فحسب، بصفتها أكبر دولة نامية في العالم والأكبر من حيث عدد السكان، عند لحظة حاسمة تشرع فيها البلاد في رحلتها الجديدة نحو بناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، بل ستكون له تأثيرات إيجابية على العالم بلا شك، في ظل الوضع الدولي الحالي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين والتحديات الخطيرة التي يواجهها السلام والتنمية العالميان.

تم تلخيص المؤتمر في الإنجازات العظيمة التي حققها الحزب الشيوعي الصيني في حوكمة الدولة وإدارتها خلال العقد الماضي.

قد مرت الصين بثلاثة أحداث مهمة خلال العقد الماضي: أولاً، استقبال الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني؛ ثانياً، دخول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية إلى العصر الجديد؛ ثالثاً، إنجاز المهمة التاريخية الخاصة بالتغلب على المشاكل المستعصية للقضاء على الفقر وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، ومن ثم تحقيق هدف الكفاح بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. قاد الحزب الشعبَ الصيني فى تطبيق مفهوم التنمية الجديد وشهدت الصين إنجازات مرموقة تستحق الفخر في جميع المجالات. تم انتشال ما يقرب من 100 مليون شخص من براثن الفقر المدقع، وشكل إجمالي الاقتصاد الصيني 18.5% من إجمالي الاقتصاد العالمي واحتل المرتبة الثانية في العالم بثبات، كما احتلت الصين المرتبة الأولى في العالم من حيث حجم التصنيع وقيمة التجارة السلعية واحتياطيات النقد الأجنبي، وتأتي في طليعة العالم من حيث جذب الاستثمار الأجنبي والاستثمار الخارجي. قد أصبح التعاون في بناء الحزام والطريق منفعة عامة دولية شهيرة ومنصة التعاون دولية المرغوب فيهما وأصبحت الصين شريكاً تجارياً رئيسياً لأكثر من 140 دولة ومنطقة. على مدى العقد الماضي، بلغ متوسط مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي 38.6% من ثم قدمت التنمية الصينية مساهمات إيجابية في تعزيز السلام والتنمية العالميين.

تم توضيح المهام الرئيسية لقضايا الحزب والدولة في الرحلة الجديدة خلال العصر الجديد.

من الآن فصاعداً، صارت المهمة المحورية للحزب الشيوعي الصيني هي الاتحاد مع أبناء الشعب من كافة القوميات في أنحاء البلاد وقيادتهم لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل وتحقيق هدف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، ودفع النهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط.

إن التحديث الصيني النمط هو التحديث الاشتراكي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، الذي يتسم بالصفات المشتركة للتحديثات في مختلف البلدان، ويتميز على وجه الخصوص بالخصائص الصينية القائمة على ظروف الصين الواقعية. والتحديث الصيني النمط هو التحديث الذي يغطي حجماً سكانياً هائلاً، والذي يتمتع فيه أبناء الشعب كافة برخاء مشترك، والذي تتوافق الحضارة المادية والحضارة المعنوية، والذي يتعايش فيه الإنسان والطبيعة بانسجام ووئام، والتحديث الذي يسلك طريق التنمية السلمية.

وتتمثل المطالب الجوهرية للتحديث الصيني النمط في ما يلي: التمسك بقيادة الحزب الشيوعي الصيني والاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وتحقيق التنمية عالية الجودة، وتطوير الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية، وإثراء محتوى الدنيا الذهنية للشعب، وتحقيق الرخاء المشترك لكافة أبناء الشعب، وتعزيز التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة، والمضي قُدماً في بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية، وخلق شكل جديد من الحضارة البشرية.

أكد المؤتمر مجدداً أن الصين تتمسك بغاية السياسة الخارجية المتمثلة في الحفاظ على السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وتلتزم بتعزيز بناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

وأكد المؤتمر مجدداً أن الصين تتمسك بثبات بالقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وتحمي الإنصاف والعدالة الدوليين، كما ترفض الصين بحزم نزعة الهيمنة وسياسة القوة وعقلية الحرب الباردة والتدخل في الشؤون الداخلية للغير، إضافة إلى ممارسة معايير مزدوجة. لن تسعى الصين أبداً إلى الهيمنة أو القيام بالتوسع الخارجي. ستواصل الصين التمسك بسياسة الدولة الأساسية؛ المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارج وتنتهج إستراتيجية الانفتاح المتصفة بالمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، مما يوفر بشكل مطرد فرصاً جديدة للعالم ناتجة عن التنمية الجديدة للصين. وتظل تشارك الصين بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها وتدعم التعددية الحقيقية، وتعزيز العلاقات الدولية. تدعو الصين إلى ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء المتمثلة في «قيم السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية»، وتستعد الصين للعمل مع المجتمع الدولي لتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي اللتين طرحتهما الصين فى سبيل خلق مستقبل أجمل للبشرية سوياً.

تم في المؤتمر ضخ الثقة والاستقرار والطاقة الإيجابية للعالم. تمت إعادة انتخاب الرفيق شي جينبينغ أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر، بما يعكس الإرادة الجماعية لأكبر حزب حاكم في العالم والذي يضم أكثر من 96 مليون عضو وللشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة، مما يوفر ضماناً واعداً للصين كسفينة عملاقة قادرة على المخر في عباب البحر إلى الأبعد بأمان ثابت. إن الاستقرارية والاستمرارية لسياسات الصين الداخلية والخارجية تفضي إلى سلام العالم واستقراره. فتضخ الصين الثقة والاستقرار والطاقة الإيجابية للعالم بمفهومها التنموي وممارساتها الناجحة وإنجازاتها العظيمة.

تلاقي الصين والمملكة العربية السعودية فرصاً جديدة لتعميق شراكتهما الإستراتيجية الشاملة. تعد المملكة العربية السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا، وعلى مرور السنين، تتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين بشكل مستمر ويتقدم التعاون المتبادل المنفعة في مختلف المجالات باطراد ويمتلك إمكانات كامنة هائلة. يسعدنا أن نرى أن المملكة العربية السعودية تواصل إحراز تقدم جديد في التحول الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة. وأنا على يقين من أنه تحت رعاية وإرشاد قادة البلدين ستكون هناك مساحة التنمية واسعة للالتحام المتعمق لمبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية 2030»، وسيلاقي تعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية فرصا تاريخية جديدة وآفاقا مشرقة.
22:22 | 25-10-2022

التكاتف لخلق مستقبل مشرق للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية

يسرنا أن يصادف اليوم الذكرى السنوية الـ73 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، شاركنا الأفراح مع الشعب السعودي قبل أسبوع احتفالاً بالعيد الوطني الـ92 للمملكة العربية السعودية الصديقة، ويسعدنا تقديم أطيب التمنيات للآفاق المشرقة للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية.

حققت كل من الصين والسعودية إنجازات مرموقة في عمليات تنميتهما خلال العام الماضي.

في النصف الأول هذا العام، حقق الناتج المحلي الإجمالي للسعودية نمواً عالي السرعة بنسبة 11% في ظل موجات متكررة للجائحة ومواجهة الاقتصاد العالمي تزايد مخاطر ركود التضخم، فإن هذا الإنجاز مثير للإعجاب.

أما الصين فنما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.1% العام الماضي. وفي النصف الأول هذا العام، صمدت الصين أمام ضغط الهبوط الاقتصادي وحقق اقتصادها نمواً بنسبة، 2.5% وزاد إجمالي قيمة الواردات والصادرات من السلع بنسبة 9.4% عما كان عليه في السنة الماضية. يشهد اقتصاد الصين انتعاشاً قوياً في النصف الثاني من العام الجاري، ومن المتوقع أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 4%- 5%، نرى من جميع النواحي أنه لم تتغير الأساسيات الاقتصادية الصينية المتوجهة إلى الوضع الأفضل الطويل الأمد.

في مطلع العام الجاري، نجحت الصين في استضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية للمعاقين ببيجينغ في جو اتسم بالبساطة والأمن والروعة. ونقرت تنمية الفضاء الصيني على«مفتاح التقديم السريع» خلال هذا العام، تم توسيع محطة الفضاء الصينية بأكملها، مما يتيح لرواد الفضاء البقاء في المحطة الفضائية لفترة طويلة لإجراء التجارب العلمية، وحقق القمر الاصطناعي «شي خه» اختراقاً جديداً في استكشاف الشمس. بلغ طول شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة في الصين أكثر من 40 ألف كيلومتر، ما يمثل أكثر من 70% من الإجمالي في العالم. تتعمق التنمية الخضراء للصين وتصبح آلية السياسات لتعزيز توفير الطاقة وخفض انبعاثات الكربون أكثر اكتمالاً، كما احتل إنتاج ومبيعات مركبات الطاقة الجديدة في الصين المرتبة الأولى في العالم لسبع سنوات متتالية. في النصف الأول من هذا العام، زادت القيمة المضافة للزراعة الصينية بنسبة 4.5% عما كان عليه في السنة الماضية، وبلغ إجمالي إنتاج الحبوب الصيفية 147.39 مليون طن، بزيادة 1% عما كان عليه في السنة الماضية. تطعم الصين ما يقرب من خُمس سكان العالم بـ9% من الأراضي الصالحة للزراعة فى العالم و6% من موارد المياه العذبة في العالم، الأمر الذى يضمن أمنها الغذائي المكتفي ذاتيا بشكل فعال. الجدير بالذكر أن الصين سجلت أقل عدد تراكمي للإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 بين الدول الكبرى الرئيسية في العالم.

تلتزم الصين دائماً بفلسفة التنمية المتمحورة حول الشعب، وتعتبر تطلعات الشعب إلى حياة أفضل كهدف نضالها، كان اقتصادها ومجتمعها مستقرين لفترة طويلة ويتقدمان في طريق الازدهار باطراد، فإن معدل الرضى الذي يتمتع به الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية في نظر الشعب الصيني فوق 90% لسنوات متتالية.

يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ25 لعودة هونغ كونغ إلى الوطن الأم. وتخلق هونغ كونغ وضعاً جديداً من الحكم الرشيد والإدارة الطيبة مع تطبيق النظام الانتخابي الجديد، وتشارك بعمق في بناء منطقة خليج الكبرى المتكونة من قوانغدونغ، هونغ كونغ، ماكاو، لتشترك في مزيد من الفرص والفوائد التي جلبتها تنمية الوطن الأم وتدخل عصر تنميتها الجديد.

تتعمق علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والسعودية باطراد بفضل الاهتمام المشترك والإرشاد الإستراتيجي بين كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، تحافظ العلاقات الصينية السعودية على زخم تنمية صحية وثابتة وقوية. وتتعمق الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين باطراد، ويواصل التعاون العملي الثنائي في التقدم وتصبح التبادلات الشعبية والثقافية بشكل وثيق ومتزايد. تعد السعودية أكبر شريك تجاري للصين في الشرق الأوسط لمدة 22 سنة متتالية، وبلغ حجم التجارة الثنائية 87.31 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، بزيادة سنوية قدرها 30.1%، أما في النصف الأول من هذا العام فيرتفع حجم التجارة بين البلدين بنسبة %43.7 إلى 52.75 مليار دولار أمريكي.

تدعم الصين والسعودية بعضهما البعض دائما كشريكين إستراتيجيين شاملين في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، وتُقدّر الصين دعم السعودية الثابت لمبدأ الصين الواحدة الطويل الأجل. تدعم وتمارس الصين والسعودية التعددية الحقيقية سوياً، وتعارضان الهيمنة وسياسة القوة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بذرائع «الديمقراطية» و«حقوق الإنسان» وترفضان «المعايير المزدوجة»، وتعملان سوياً على الحفاظ على السلام والأمن الإقليميين والدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين سوياً.

خلال هذا العام، وقعت شركة سينوبك الصينية وشركة أرامكو السعودية مذكرة التفاهم لتعزيز علاقات التعاون طويلة الأمد، وفتح مركز «فضاء المستقبل» في الرياض بعد إنشائه بتنظيم شركة هواوي للجماهير ويساعد على تنمية التفكير الإبداعي للشباب السعوديين، كما أكملت الشركة إنشاء السكك الحديدية الصينية المحدودة بنجاح التشغيل الفعلي لقطار المشاعر المقدسة فى موسم الحج عام 1443هـ، حيث نقلت أكثر من 1.29 مليون من ضيوف الرحمن بأمان وسلاسة. فوق ذلك، أضاء «موسم الرياض» باللون الأحمر احتفالاً برأس السنة الصينية الجديدة القمرية، وأُقيمت مسابقة «الجسر الصيني» العالمية في الرياض للمرة الأولى بنجاح، وأقيم حفل تدشين «ركن الكتب الصينية» بمكتبة الملك فهد الوطنية. تتقدم الصين والسعودية يدا بيد على طريق تحقيق أحلام التنمية المشتركة.

نحن على استعداد لمواصلة العمل مع الجانب السعودي في تعميق الثقة المتبادلة وتوطيد الصداقة القائمة وتوسيع التعاون الثنائي، من أجل تعزيز الالتحام المتعمق لمبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية 2030» وزيادة توسيع وتعميق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، مما يعود بأكبر نفع على البلدين والشعبين.

تشترك الصين والعالم في فرص التنمية والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك.

إن التعاون المنفتح يمثل التيار التاريخي، والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك من تطلعات الشعوب. خلال العام الماضي، واصلت الصين رفع راية السلام والتنمية والتعاون والفوز المشترك، وطرحت بالتتابع مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، مما يسهم بالحكمة الصينية في تحسين نظام الحوكمة العالمية للتنمية والأمن، وظلت تلتزم بكونها من بانيي السلام العالمي والمساهم في التنمية العالمية والمدافع عن النظام الدولي والمزود بالمنفعة العامة. تعمل الصين بثبات على تعميق الانفتاح رفيع المستوى بشكل شامل، تجعل السوق الصينية السوق التي يتقاسمها العالم لتوفير مزيد من الفرص في التنمية الاقتصادية لدول العالم من خلال منصات التبادل التجاري والاقتصادي الدولية الكبري مثل إقامة معرض كانتون، ومعرض الصين الدولي للاستيراد، ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، ومعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية وغيرها.

يحظى البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» بالمزيد من الترحيب من البلدان، حيث وقعت الصين أكثر من 200 وثيقة تعاون مع 149 دولة و32 منظمة دولية، وخلقت 392 ألف فرصة عمل للدول المعنية في إطار المبادرة. في عام 2021م، بلغ إجمالي حجم تجارة السلع بين الصين والدول على طول «الحزام والطريق» 7.1 تريليون دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 23.6%.

تقوم الصين بالتعاون الدولي في مكافحة وباء كوفيد-19. وقدمت الصين تباعا عددا ضخما من المواد لمكافحة الجائحة والوقاية منها إلى 150 دولة و13 منظمة دولية، وأرسلت 37 فريقاً من الخبراء الطبيين إلى 34 دولة، وقدمت أكثر من 2.1 مليار جرعة من لقاحات كوفيد-19 لأكثر من 120 دولة ومنظمة دولية.

فضلا عن ذلك، تعمل الصين بنشاط على إجراء تعاون الجنوب-الجنوب ومدت يد العون إلى البلدان النامية في وقت الشدة. تم تنفيذ المشاريع التابعة لبرنامج منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والصين لإجراء تعاون الجنوب-الجنوب في 20 بلداً، وانتشر الأرز الهجين الصيني في عشرات البلدان والمناطق، مما يفيد أكثر من 100 ألف شخص بشكل مباشر. قدمت الصين على التوالي عدة دفعات من المساعدات المادية الإنسانية لأوكرانيا، وقدمت يد العون إلى سريلانكا، وساعدت أفغانستان في أعمال الإغاثة ما بعد الزلزال، ودعمت باكستان بنشاط لمواجهة الفيضانات الشديدة. تلتزم الصين في قلبها بحمل مصالح الدنيا ووضع العدالة في المقام الأول، وتواصل إسهام جهدها في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية. نحن على استعداد للعمل جنباً إلى جنب مع شعوب العالم للحفاظ على الأمن والسلام سوياً، وتعزيز التنمية العالمية، في سبيل بناء عالم أفضل بعد الوباء بشكل مشترك.
22:32 | 29-09-2022

مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد

أصدر مكتب شؤون تايوان التابع لمجلس الدولة ومكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة لجمهورية الصين الشعبية، كتابا أبيض بعنوان «مسألة تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد» في يوم 10 أغسطس الجاري، وذلك للتأكيد مجدداً على الحقيقة والوضع الراهن بأن تايوان جزء من الصين، وإظهار الإرادة الراسخة والعزيمة الثابتة للحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني في سبيل السعي الى إعادة التوحيد الوطني، وعرض موقف وسياسات الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية في دفع تحقيق إعادة التوحيد الوطني في العصر الجديد. من أجل مساعدة القراء على معرفة الأساس التاريخي لمسألة تايوان بصورة أفضل وفهم سياسات الحكومة الصينية وموقفها في تحقيق إعادة التوحيد الوطني، يسعدني أن أشارك مع القراء ما لخّصت من مُلخّصات الكتاب الأبيض.

أولا: إن تايوان جزء من الصين لا يقبل الجدل والتغيير..

كانت تايوان تنتمي إلى الصين منذ القِدم، وذلك له أساس تاريخي وقانوني بديهي.

منذ منتصف القرن الـ12 ميلادياً، أنشأت كل الحكومات المركزية في الصين لمختلف الأسر الامبراطورية هيئات إدارية في بنغهو وتايوان لممارسة الولاية القضائية عليها. في عام 1624م، قام المستعمرون الهولنديون بغزو الجزء الجنوبي من تايوان واحتلالها. وفي عام 1662م، طرد البطل القومي تشنغ تشنغ قونغ المستعمرين الهولنديين من تايوان واستعاد الجزيرة. في عام 1684م، أنشأت حكومة أسرة تشينغ الامبراطورية إدارة محافظة تايوان تحت الولاية القضائية لمقاطعة فوجيان. في عام 1885م، تم ترقية تايوان الى مستوى المقاطعة فأصبحت المقاطعة الـ20 في الصين آنذاك.

في يوليو عام 1894م، شنت اليابان حرباً عدوانية ضد الصين واحتلت تايوان وجزر بنغهو بقوة. في عام 1943م، أصدر رؤساء الصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة «إعلان القاهرة»، الذي ينص بوضوح على إرجاع اليابان الأراضي التي أخذتها من الصين بما في ذلك تايوان إلى الصين. وقد أعاد «إعلان بوتسدام» لعام 1945 التأكيد على ضرورة تنفيذ شروط «إعلان القاهرة». في سبتمبر 1945م، وقعت اليابان على «معاهدة استسلام اليابان»، ووعدت بـ «الوفاء المخلص للالتزامات المنصوص عليها في إعلان بوتسدام». في 25 أكتوبر 1945م، أعلنت الحكومة الصينية أنها «استأنفت ممارسة السيادة على تايوان»، وعقدت «حفل قبول استسلام مقاطعة تايوان للمسرح الصيني» في تايبيه.

في 1 أكتوبر1949م، تأسست الحكومة الشعبية المركزية لجمهورية الصين الشعبية وحلت محل حكومة جمهورية الصين السابقة لتصبح الحكومة الشرعية الوحيدة في الصين كلها. هذا هو تغيير السلطة الحاكمة في حالة أن مكانة الصين لم تتغير باعتبارها موضوع القانون الدولي، ولم تتغير سيادة الصين ونطاق أراضيها المتأصلة، فمن الطبيعي أن تتمتع حكومة جمهورية الصين الشعبية بالسيادة الكاملة للصين وتمارسها، والتي تشمل سيادتها على تايوان. نتيجة لاستمرار الحرب الأهلية في الصين وتدخل القوى الخارجية، وقع جانبا مضيق تايوان في حالة خاصة من المعارضة السياسية المطولة، لكن لم تقسَّم سيادة الصين وأراضيها قط ولن يسمح بتقسيمهما أبداً، ولم يتغير وضع تايوان كجزء من أراضي الصين قط ولن يسمح أبدا بتغييره.

أقر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 الصادر 1971م، بأن ممثلي حكومة جمهورية الصين الشعبية بصفتهم الممثلين الشرعيين الوحيديين عن الصين لدى الأمم المتحدة. وقد حل القرار قضية تمثيل الصين بأكملها، بما فيها تايوان، لدى الأمم المتحدة من النواحي السياسية والقانونية والإجرائية بشكل نهائي، كما أوضح أن الصين لديها مقعد واحد في الأمم المتحدة، بالتالي لا يوجد «صينان اثنتان» أو «صين واحدة وتايوان واحدة».

إن القرار 2758 هو وثيقة سياسية تجسّد مبدأ الصين الواحدة، وقد أكدت الممارسات الدولية بشكل كامل صلاحيتها القانونية ولا يجوز تحريف معناه. في السنوات الأخيرة، تواطأت بعض العناصر في عدد قليل من الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، مع القوى الانفصالية التي تسعى إلى ما يسمى «استقلال تايوان»، في محاولة تغيير وضع تايوان كجزء من الصين واختلاق «صينين» أو «صين واحدة وتايوان واحدة»، لتحقيق هدفها السياسي المتمثل في «احتواء الصين باستغلال تايوان». تلك التصرفات شوّهت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 وخالفت القانون الدولي وأخلفت بشكل خطير الالتزامات السياسية التي وعدتها الدول المعينة للصين، كما انتهكت سيادة الصين وكرامتها، وداست المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. وقد أعربت الحكومة الصينية عن موافقها المهيبة لمعارضة هذه الأفعال وإدانتها الشديد.

يمثل مبدأ الصين الواحدة التوافق العام للمجتمع الدولي ومن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. لحد الآن، أقامت 181 دولة، من بينها الولايات المتحدة، علاقات دبلوماسية مع الصين على أساس مبدأ «الصين الواحدة». وصرح بوضوح في «بيان إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة» في ديسمبر 1978م: «تعترف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بموقف الصين بوجود صين واحدة فقط وتايوان جزء من الصين»، «تعترف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، وفي هذا السياق، سيبقي الشعب الأمريكي على العلاقات الثقافية والتجارية والعلاقات الأخرى غير الرسمية مع أهل تايوان».

ينص دستور جمهورية الصين الشعبية المعتمد في ديسمبر 1982م على ما يلي: «إن تايوان جزء من الأراضي المقدسة لجمهورية الصين الشعبية وتحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل يمثل واجبا مقدسا لجميع أبناء وبنات الأمة الصينية، بمن فيهم أبناء تايوان». ينص قانون مناهضة الانفصال المعتمد في مارس 2005م على ما يلي: «لا توجد في العالم سوى صين واحدة، ينتمي كلا البر الرئيسي وتايوان إلى صين واحدة. ولا يسمح أي تقسيم في سيادة الصين ووحدة أراضيها. إن حماية سيادة الصين ووحدة أراضيها هي التزام مشترك لجميع الصينيين بمن فيهم أبناء تايوان». «تايوان جزء من الصين، ولن تسمح الدولة مطلقا لقوى (استقلال تايوان) الانفصالية بفصل تايوان عن أراضي الصين تحت أي اسم أو بأي شكل».

لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وإن تايوان جزء من الصين. وهذه حقيقة يدعمها التاريخ والقانون لا يجوز الشكّ فيها. لم تكن تايوان دولة أبداً ووضعها كجزء من الصين غير قابل للتغيير. أي محاولة لتشويه مبدأ الصين الواحدة أو إنكاره أو استفزازه ستنتهي بالفشل.

ثانياً:سلسلة من الإجراءات الرئيسية التي يتخذها الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية لرسم مسار العلاقات عبر المضيق وتعزيز التقدم نحو إعادة التوحيد الوطني.

من أجل تحقيق التوحيد الوطني، طرح الحزب الشيوعي الصيني في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، الفكرة العلمية «دولة واحدة ونظامان»، التي تم تطبيقها أولا في حل مسألتي هونغ كونغ وماكاو. في عام 1992، توصل جانبا مضيق تايوان إلى «توافق 1992» الذي يجسد مبدأ الصين الواحدة، كبداية المفاوضات والمشاورات عبر المضيق.

في يوم 29 أبريل 2005م، عقد القادة الرئيسيون للحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ الصيني محادثاتهم الأولى في بكين منذ 60 عاما، الأمر الذى كسر حالة العزل بين جانبي مضيق تايوان وهزم محاولات تشين شوي بيان لتلفيق أساس قانوني لـ«استقلال تايوان»، مما فتح الصفحة الجديدة للتطور السلمي للعلاقات بين جانبي المضيق من خلال تعزيز المشاورات والمفاوضات المؤسسية التي أسفرت عن نتائج مثمرة وإنشاء روابط مباشرة وشاملة ثنائية الاتجاه في البريد والأعمال التجارية والملاحة المائية والجوية وإلخ من إجراءات تسهيلات أخرى وتوقيع وتنفيذ «اتفاقية مؤطرة للتعاون الاقتصادي عبر المضيق»، شهدت علاقات عبر المضيق تغيرات عميقة.

بفضل توجيه الحزب الشيوعي الصيني ودفعه، تم إحراز تقدم كبير في العلاقات بين جانبي المضيق خلال العقود السبعة الماضية، خاصة منذ انتهاء العزل بين الجانبين. وجلبت التبادلات المتزايدة والتعاون الأوسع والتفاعلات الأوثق فوائد ملموسة للأبناء عبر المضيق خاصة أبناء تايوان. كان حجم التجارة عبر المضيق 46 مليون دولار أمريكي فقط في عام 1978م، ويرتفع إلى 328.34 مليار دولار أمريكي عام 2021م، بزيادة أكثر من 7000 مرة. ظل البر الرئيسي الصيني أكبر سوق تصدير لتايوان لمدة 21 عاما متتاليا، الأمر الذي كان يجلب فائضاً كبيراً إلى تايوان كل عام. كما يعد البر الرئيسي الصيني أكبر مقصد استثمار خارج الجزيرة لرجال الأعمال في تايوان، لحد نهاية عام 2021، بلغ عدد المشروعات التي استثمر فيها رجال أعمال تايوان في البر الرئيسي الصيني 123.781 مشروعا بقيمة استثمارات فعلية تبلغ 71.34 مليار دولار أمريكي. كان عدد تبادل الأفراد عبر المضيق أقل من 50 ألف شخص عام 1987، أما في عام 2019 فبلغ حوالي 9 ملايين شخص.

ثالثاً:يتحتم تحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل بتاريخ الأمة الصينية وثقافتها، ويتحدد بالتيار والزخم المتعلق بإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. ولم تكن الصين أبداً أقرب وأكثر ثقة وأقدر على تحقيق هدف إحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية مثلما تكون عليه الآن وينطبق الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بتحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل. إن التنمية والتقدم في الصين، لا سيما الإنجازات العظيمة التي أحرزتها الصين على مدى أربعة عقود من الإصلاح والانفتاح والتحديث، ظلت ولا تزال تُؤثر بعمق على العملية التاريخية لحل مسألة تايوان وتحقيق إعادة التوحيد الوطني الكامل.

رابعاً: تصر سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في جزيرة تايوان على موقف «استقلال تايوان» الانفصالي وتتواطأ مع القوى الخارجية وتواصل استفزازها في محاولة «استقلال»، مما أدت إلى توتر العلاقات عبر المضيق، وإضرار السلام والاستقرار في مضيق تايوان وتخريب آفاق إعادة التوحيد السلمي وتضييق مجالها، ومن ثم يجب إزالة هذه العقبات لدفع عملية إعادة التوحيد السلمي. تعتبر بعض القوى في الولايات المتحدة أن الصين أهم خصم استراتيجي وأكبر تهديد لها على المدى الطويل انطلاقا من منطق عقلية الهيمنة والحرب الباردة، وتبذل قصارى جهدها لاحتواء الصين وقمعها، وتشتد في «احتواء الصين باستغلال تايوان». تدّعي الولايات المتحدة بأنها «تتمسك بسياسة الصين الواحدة ولا تدعم ’استقلال تايوان‘»، لكن في الواقع، بعض القوى الأمريكية سارت في طريق معاكس، تحاول بألف وسيلة لخلق العراقيل أمام إعادة التوحيد السلمي للصين. لا يوجد مخرج لـ «السعي إلى الاستقلال اتّكالا على الدول الأجنبية»، و«احتواء الصين باستغلال تايوان» مكتوب عليه بالفشل.

مسألة تايوان من الشؤون الداخلية للصين وهي تتعلق بالمصالح الجوهرية للصين والمشاعر القومية للشعب الصيني ولا يسمح بأي تدخل خارجي فيها. أي محاولة وعمل لاستخدام مسألة تايوان للتدخل في الشؤون الداخلية للصين وعرقلة عملية إعادة توحيد الصين، ستلقى معارضة شديدة من جميع أبناء الشعب الصيني، من ضمنهم أبناء تايوان.

خامساً:إن إعادة التوحيد السلمي و«دولة واحدة ونظامان» هما المبدآن الأساسيان لحل مسألة تايوان وأفضل نهج لتحقيق إعادة التوحيد الوطني، وهما تجسيد للحكمة الصينية القائلة: «نزدهر من خلال احتضان بعضنا البعض»، ويأخذان في الاعتبار بشكل كامل واقع تايوان ويساعدان على الحكم والاستقرار طويل الأجل في تايوان بعد إعادة التوحيد. بعد إعادة التوحيد السلمي، يمكن لتايوان أن تطبق نظاماً اجتماعياً يختلف عن نظام بر الوطن الأم الرئيسي، وتتمتع بدرجة عالية من الحكم الذاتي وفقاً للقانون، حيث يتواجد النظامان الاجتماعيان ويتطوران معا طويل الأمد. إنه حل سلمي وديمقراطي لمسألة تايوان، يجسد حسن النية ويحقق المنفعة المتبادلة، إن اختلاف النظام عبر المضيق ليس عقبة أمام إعادة التوحيد ولا عذرا أبدا للانقسام.

سادساً: نحن مستعدون لخلق مساحة واسعة لإعادة التوحيد السلمي، لكننا لن نترك أي مجال للأنشطة الانفصالية لـ«استقلال تايوان» بأي شكل من الأشكال. سنعمل بأكبر قدر من الإخلاص ونبذل قصارى جهودنا لتحقيق إعادة التوحيد السلمي، لكننا لن نتخلى عن استخدام القوة ونحتفظ بخيارات في اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، وذلك للوقاية من تدخل القوى الخارجي وقلة قليلة من الانفصاليين لـ«استقلال تايوان» وأنشطتهم الانفصالية ولن يستهدف ذلك إخوتنا في تايوان، ستكون الوسيلة اللاسلمية الملاذ الأخير الذي يُتخذ في ظل ظروف قاهرة. إن مستقبل تايوان يكمن في إعادة التوحيد الوطني ورفاهية الشعب في تايوان تتوقف على إحياء نهضة الأمة الصينية، سوف نتحد مع إخوتنا الغفيرة في تايوان لتسجيل صفحات جليلة في تحقيق إعادة التوحيد الوطني وإحياء نهضة الأمة الصينية.

سابعاً:تحقيق إعادة التوحيد السلمي وفقا لمبدأ «دولة واحدة ونظامان»، سيرسي أسساً جديدة للصين لتحقيق مزيد من التنمية والتقدم وإحياء النهضة العظيمة للأمة الصينية. وفي الوقت نفسه، سيخلق فرصاً هائلة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في تايوان وسيحقق فوائد ملموسة لأبناء تايوان. بعد إعادة التوحيد الوطني، سيُحترم النظام الاجتماعي في تايوان وطريقة العيش لأبناء تايوان احتراماً كاملاً، وستحمي الملكيات الخاصة والمعتقدات الدينية والحقوق والمصالح المشروعة لأبناء تايوان بشكل كامل. وجميع مواطني تايوان الذين يدعمون إعادة التوحيد الوطني وإحياء نهضة الأمة الصينية سيكونون سادة تايوان الحقيقيين، ويساهمون في بناء الوطن الأم ويستفيدون من تنميتها. مدعوما بسوق البر الرئيسي الشاسع، سيتمتع الاقتصاد التايواني بآفاق أوسع وسيصبح أكثر منافسة، وستتطور سلسلتا الصناعة والتوريد أكثر استقرارا وسلاسة، وستظهر حيوية أكبر في النمو المدفوع بالابتكار. يمكن استخدام الإيرادات المالية لتايوان بشكل أفضل لتحسين مستويات معيشة الشعب وتحقيق منافع حقيقية لجماهيرها وحل صعوباتهم. سيشترك إخوتنا كل في تايوان والبر الرئيسي معا كرامة وشرف الصين العظيمة ويفخرون بكونهم صينيين كرام. إن إعادة التوحيد السلمي عبر المضيق لا تعود بالسعادة على الأمة الصينية وأبناء الشعب الصيني فحسب، بل تعود بالنفع على جميع شعوب العالم والمجتمع الدولي.

لن تضر إعادة توحيد الصين بالمصالح المشروعة لأي دولة أخرى، بما في ذلك مصالح اقتصادية قد تكون لها في تايوان. بل على العكس، ستوفر المزيد من فرص التنمية لجميع البلدان وسيخلق المزيد من الزخم الإيجابي للازدهار والاستقرار في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبقية العالم، كما سيساهم بشكل أكبر في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية وتعزيز السلام والتنمية العالميين ودفع التقدم البشري.

بعد إعادة التوحيد الوطني، يمكن للدول المعنية أن تواصل تطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية مع تايوان. وبموافقة حكومة الصين المركزية، يمكن للدول الأجنبية أن تنشئ قنصليات أو مؤسسات رسمية وشبه رسمية أخرى فيها، ويمكن للمنظمات والوكالات الدولية أن تنشئ أجهزة إدارية فيها، ويمكن تطبيق الاتفاقيات الدولية ذات الصلة هناك، كما عقد المؤتمرات الدولية ذات الصلة هناك.

نبارك المملكة العربية السعودية ونشارك مع إخوتها البهجة والسرور في استعادة سيادة جزيرة تيران وجزيرة صنافير. نأمل أن يواصل المجتمع الدولي وجميع الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين الالتزام بمبدأ الصين الواحدة والتعامل بشكل صحيح مع القضايا المتعلقة بتايوان وفهم ودعم الشعب الصيني في القضية العادلة المتمثلة في معارضة «استقلال تايوان» والسعي وراء تحقيق الوحدة الوطنية.

فيما يلي رابط النص الكامل للكتاب الأبيض باللغة الإنجليزية:

http:/‏‏‏‏/‏‏‏‏www.scio.gov.cn/‏‏‏‏zfbps/‏‏‏‏32832/‏‏‏‏Document/‏‏‏‏1728491/‏‏‏‏1728491.htm
22:45 | 30-08-2022

مبادرات الصين تزخم الرؤية المشتركة حول الأمن والتنمية

يعد السلام والتنمية سعيا أبديا للمجتمع البشري. وكان عنوان قمة جدة التي انعقدت قريبا هو «الأمن والتنمية».

في عصر العولمة، يرتبط أمن جميع البلدان ببعضها البعض ويؤثر على بعضها البعض، لا يمكن لأي بلد أن يبني أمنه المطلق على اضطرابات البلدان الأخرى. في الوقت الراهن، أثارت بعض الاتجاهات قلق الناس في العلاقات الدولية: صعدت موجة عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات والهيمنة، كما برزت بلا انقطاع أزمات مثل تفشي الوباء وتغير المناخ والانكماش الاقتصادي والركود التنموي... إلخ. أثارت الأزمة الأوكرانية المزيد من مخاوف الشعوب من اندلاع الحرب العالمية. ماذا يحتاج إليه العالم من المفاهيم في الحوكمة الأمنية العالمية والتنمية العالمية؟ كيف نتجنب مخاطر الحرب؟ هذه الأسئلة تدفع الناس إلى التفكير بعمق.

طرح الرئيس الصيني شي جينبينغ مبادرة الأمن العالمي في الاجتماع السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2022، أكد أن الأمن الشرط الأساسي للتنمية، وأن البشرية تعد مجتمعا كليا ذا المصير الأمني المشترك لا يتجزأ. ودعا جميع دول العالم إلى التمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، والتمسك باحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها بحزم، والتمسك بالالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتمسك بالاهتمام بالهموم الأمنية المعقولة لكافة الدول والتمسك بإيجاد حلول سلمية للخلافات والنزاعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، ويسلك مسار الأمن الجديد الذي يتميز بالحوار والشراكة والكسب المشترك بدلا من المواجهة والتحالف واللعبة الصفرية.

كلما كان الوضع العالمي أكثر تعقيدا وتقلبا، كلما يتطلب جميع البلدان أن تكون شمولية ومنفتحة وتتعاون من أجل تحقيق الكسب المشترك والتنمية المشتركة. لقد أثبتت الحقائق مرارا وتكرارا أن التنمية هي المفتاح لحل معضلات الحوكمة المختلفة وتحسين رفاهية الشعب. إن الأمن شرط أساسي للتنمية، بينما التنمية وحدها ترسّخ أسس الأمن، فلا يمكن تحقيق الأمن والتنمية الدائمين بشكل حقيقي إلا بالاهتمام بالتنمية والأمن على حد سواء.

قبل شهر، دعا الرئيس شي جيبينغ في كلمته في اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية ببكين إلى أنه يتعين علينا بذل جهود مشتركة لبلورة التوافق الدولي حول تعزيز التنمية، وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة والعمل على إيجاد توافق سياسي يتمثل في اهتمام الجميع بالتنمية ومساعي كافة الدول إلى التعاون. ويتعين علينا بذل جهود مشتركة لتهيئة بيئة دولية مواتية للتنمية فى سبيل بناء اقتصاد عالمي منفتح وإقامة منظومة الحوكمة والبيئة المؤسسية الأكثر إنصافا وعدالة في العالم. ويتعين علينا بذل جهود مشتركة لإيجاد طاقة جديدة للتنمية العالمية وندفع بتحقيق تنمية عالمية أكثر قوة وخضرة وصحة. ويتعين علينا بذل جهود مشتركة لبناء علاقات الشراكة للتنمية العالمية، حيث يجب على الدول المتقدمة الوفاء بواجباتها وعلى الدول النامية تعميق التعاون في ما بينها، بغية التعاون في إقامة شراكة التنمية العالمية التي تتسم بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع.

أمام التحديات الجديدة المختلفة، أصبحت رغبة جميع البلدان في السعي للأمن والتنمية أقوى، وكلها تأمل في تعزيز التعاون لمواجهة التحديات بشكل مشترك.

تُعدّ مبادرات الصين حول الأمن العالمي والتنمية العالمية المطروحة مساهمة «الحكمة الصينية» في الحفاظ على سلام العالم وأمنه وتعزيز التعاون والتنمية العالميين، مما لقي ترحيبا دوليا على نطاق واسع.

رغم أن الصين ودول الشرق الأوسط تختلفان من حيث الظروف الوطنية، إلا أن الطرفين يحترمان بعضهما بعضا على الدوام ويتعاملان بصدق، ويتبادلان الدعم في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر. ظلت الصين تتمسك بموقف موضوعي وعادل من قضايا الشرق الأوسط، وتلتزم بالوقوف إلى جانب الحق وتكرس العدالة وتتجاوب مع التطلعات التاريخية لدول الشرق الأوسط في السعي إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار. تدعم الصين القضية العادلة للشعب الفلسطيني وترفع الصوت لصالحه. في العام الماضي، زار مستشار الدولة وزير الخارجية وانغ يي عددا من دول المنطقة، حيث طرح المبادرة ذات النقاط الخمس بشأن تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وهي التي تتمثل في الدعوة إلى الاحترام المتبادل والالتزام بالإنصاف والعدالة وتحقيق عدم انتشار الأسلحة النووية والعمل سويا على تحقيق الأمن الجماعي وتسريع وتيرة التنمية والتعاون، مما قدم مساهمات جديدة للحفاظ بشكل أفضل على السلام والاستقرار في المنطقة.

إن مفاهيم التنمية بين الصين ودول الشرق الأوسط متشابهة، وتتمتعان بمزايا تكاملية في تحقيق التنمية، تمضيان قدما جنبا إلى جنب بالتضامن والتساند في استكشاف الطرق التنموية بالإرادة المستقلة. لقد وقعت الصين وثائق التعاون بشأن التشارك في بناء «الحزام والطريق» مع جامعة الدول العربية، وأن الخطط الوطنية لدول المنطقة بما فيها «رؤية السعودية 2030»، و«إستراتيجية العمل الوطنية استعدادا للأعوام الخمسين المقبلة الإماراتية»، و«رؤية عمان 2040» تستمر في الاندماج مع جهود بناء «الحزام والطريق» بجودة عالية، ويحقق التعاون العملي بين الصين ودول المنطقة مزيدا من النتائج.

ظلت الصين أكبر شريك تجاري لدول الشرق الأوسط للسنوات العديدة. في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، قد تجاوز حجم التبادل التجاري الثنائي بين الصين والمنطقة 200 مليار دولار، بزيادة ما يقرب من 40% عما كان عليه في العام الماضي، وازدادت واردات الصين من النفط من المنطقة بنسبة 75% على أساس سنوي. تتقدم المشاريع التعاونية بين الصين والمنطقة بشكل مطرد بما فيها مشروع تخزين الطاقة بالمدينة الجديدة على البحر الأحمر فى السعودية. أما التعاون في مكافحة الوباء، فقدمت الصين حتى يوليو 2022م أكثر من 500 مليون جرعة من اللقاحات إلى 17 دولة في الشرق الأوسط، وأجرت الصين والإمارات ومصر ودول أخرى التعاون في توطين إنتاج اللقاحات والبحث والتطوير للأدوية، مما بنى حاجزا مناعيا قويا للعالم بخطوات ملموسة.

تساعد الصين بنشاط البلدان النامية في بناء القدرات وتشارك تجاربها في حوكمة الدولة وإدارتها مع البلدان النامية وتدرب المواهب المميزة للدول النامية الغفيرة في هذا المجال. في اجتماع الحوار الرفيع المستوى للتنمية العالمية، اقترحت الصين توفير 100 ألف عدد مقرر للتأهيل والدراسة للدول النامية الغفيرة من أجل دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الدول بعد الوباء، سيساعد ذلك الدول النامية على الكشف عن القوة الكامنة في النمو وتحقيق التنمية المتعددة المستويات والمستقلة والمستدامة.

تتمسك الصين بالتعددية الحقيقية. ستزيد الصين من الاستثمار في التعاون التنموي في العالم باستمرار، ستقوم الصين بإعادة هيكلة صندوق المساعدة لتعاون الجنوب الجنوب وترقيته إلى «صندوق التنمية العالمية وتعاون الجنوب الجنوب»، وزيادة مليار دولار أمريكي إضافي إلى الصندوق على أساس أصوله البالغة 3 مليارات دولار أمريكي، كما ستزيد الصين استثمارها في صندوق الصين-الأمم المتحدة للسلام والتنمية بغية دعم التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية. في إطار الصندوق الجديد، ستساهم الصين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الموعد المحدد بأوفر الموارد وأقوى الأفعال.

يفتح طرح مبادرتي الصين للأمن العالمي والتنمية العالمية بابا جديدا للحفاظ على السلام والأمن الدوليين وتعزيز التعاون التنموي والتقدم البشري في العصر الجديد، مما يظهر حيوية قوية وآفاقا واسعة. ظلت الصين عضوا في العائلة الكبيرة للدول النامية، تتمسك دائما على مساعدة الدول النامية الأخرى على قدر الإمكان في تحقيق التنمية المشتركة حينما تحقيق التنمية بنفسها. إن تكاتف كافة الأطراف في التمسك بأولوية التنمية ودفع الابتكار هو السبيل الوحيد للتغلب على صعوبات التنمية العالمية وتنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للتنمية العالمية. طالما تلتزم جميع الدول بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، تتخلى عن ممارسة اللعبة الصفرية بعقلية الحرب الباردة القديمة والتمسك بحل النزاعات بالوسائل السلمية، فإن طريق التنمية الدولية سيصبح أوسع ورحلة السلام العالمي ستكون أبعد.
20:44 | 7-08-2022

مسألة تايوان من الشؤون الداخلية للصين.. ومبدأ الصين الواحدة توافق دولي

لا توجد في العالم سوى صين واحدة، وإن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضي الصين، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها. وذلك يمثل المحتوى المحوري لمبدأ الصين الواحدة، والذي أصبح توافقا عاما لدى المجتمع الدولي ومن المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية. في أكتوبر عام 1971، تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ26 القرار 2758، حيث قررت استئناف جميع حقوق جمهورية الصين الشعبية، والاعتراف بمندوب حكومتها بصفة المندوب الشرعي الوحيد الذي يمثل الصين في الأمم المتحدة، وطرد ممثلي سلطات جيانغ كاي شيك فورا من المقاعد التي تحتلها عن طريقة غير شرعية في منظمة الأمم المتحدة وجميع الأجهزة التابعة لها. لقد أقامت 181 دولة، من بينها الولايات المتحدة، العلاقات الدبلوماسية مع الصين على أساس الاعتراف بمبدأ الصين الواحدة.

يعتبر مبدأ الصين الواحدة الجوهر الأساسي للبيانات الصينية الأمريكية الثلاثة، كما هو المقدمة والأساس لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتطويرها. لقد تعهد الجانب الأمريكي بشكل واضح في البيان المشترك لعام 1979 بشأن إقامة العلاقات الدبلوماسية بأنه «تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة للصين، وفي هذا السياق، سيُبقي الشعب الأمريكي على العلاقات الثقافية والتجارية والعلاقات الأخرى غير الرسمية مع أهل تايوان». إن الكونغرس الأمريكي باعتباره جزءا من الإدارة الأمريكية، ومن المفروض أن يلتزم التزاما صارما بسياسة الصين الواحدة التي تتبعها الإدارة الأمريكية، ولا يجري أي تبادل رسمي مع منطقة تايوان الصينية. ويعارض الجانب الصيني دائما قيام أعضاء الكونغرس الأمريكي بزيارة منطقة تايوان الصينية، إن رئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي هى من القيادة الحالية للكونغرس الأمريكي، وإن توجهها إلى تايوان، مهما كان شكله ومبرره، يعد استفزازا سياسيا خطيرا من خلال الارتقاء بمستوى التبادل الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان، ولن يقبل الجانب الصيني ذلك، لن يوافق الشعب الصيني على ذلك.

إن مسألة تايوان أهم مسألة وأكثرها جوهرية وحساسية في العلاقات الصينية الأمريكية. في الوقت الحاضر، يواجه الوضع في مضيق تايوان جولة جديدة من التوتر والتحديات الخطيرة، يرجع السبب الأساسي لذلك إلى استمرار سلطات تايوان والجانب الأمريكي في تغيير الوضع القائم. وتتشبث سلطات تايوان بنهج «تحقيق استقلال تايوان بالاعتماد على الولايات المتحدة»، وترفض الاعتراف بـ«توافق عام 1992»، وتمارس «إزالة الطابع الصيني»، وتدفع بـ«استقلال تايوان بالتدرج». أما الجانب الأمريكي فيحاول «احتواء الصين باستغلال تايوان» ويقوم بتحريف وتشويه وتفريغ مبدأ الصين الواحدة باستمرار، ويعزز التواصل الرسمي بينها وتايوان، ويوازر ويدعم الأنشطة الانفصالية لـ«استقلال تايوان». وإن هذه التصرفات خطيرة للغاية شأنها شأن اللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتما.

يكون موقف الصين حكومة وشعبا من مسألة تايوان دائما وثابتا، وإن الدفاع بحزم عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها يمثل إرادة راسخة للشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسمة، وإن تحقيق إعادة التوحيد الكامل للوطن يمثل رغبة مشتركة وواجبا مقدسا لجميع أبناء الشعب الصيني. إن إرادة الشعب لا تقاوم، وإن التوجه العام لا رجعة فيه. ولا يمكن لأي دولة أو أي قوة أو أي شخص أن يخطئ في تقدير العزيمة الثابتة والإرادة الراسخة والقدرة القوية للحكومة الصينية والشعب الصيني على الدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها وتحقيق إعادة توحيد البلاد ونهضة الأمة. وسيتخذ الجانب الصيني بالتأكيد كل ما يلزم من الخطوات للرد على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي إلى منطقة تايوان الصينية، بغية الدفاع بحزم عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها، ويجب على الجانب الأمريكي والقوى الانفصالية لـ«استقلال تايوان» أن تتحمل كافة العواقب المترتبة على ذلك.

إن مسألة تايوان من الشؤون الداخلية الصينية البحتة، فلا يحق لأي دولة أخرى أن تكون حاكما في مسألة تايوان. تتعلق مسألة تايوان بالمصالح الجوهرية للصين. إن خيانة الجانب الأمريكي بمسألة تايوان أمر مُخزٍ ولا يمكن إلا أن يزيد من إفلاس المصداقية الوطنية للولايات المتحدة. استفزت الولايات المتحدة الخط الأحمر للصين باستمرار تجاهلا للمعارضة الشديدة وإثارة الموضوع بشكل مهيب من قبل الجانب الصيني مرارا وتكرارا، فتعتبر أية إجراءات مضادة تتخذها الصين مبررة وضرورية تهدف تماما إلى الدفاع عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.
21:29 | 3-08-2022

جلّى النظام الانتخابي الجديد لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة طبيعته الديمقراطية والتقدمية

في 8 مايو، تم إجراء انتخاب الرئيس التنفيذي للولاية السادسة لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة بنجاح، حيث فاز السيد لي جيا تشاو (جون لي كا تشيو) في الانتخاب بأغلبية كاسحة من الأصوات. كانت عملية الانتخاب جارية بموجب القانون والنظام بطريقة عادلة ومنصفة ومنظمة. توضح هذه النتيجة تماماً طبيعة الديموقراطية والتقدّمية للنظام الانتخابي الجديد في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة، الأمر الذي يثبت أن النظام الجديد هو نظام جيد يتّفق ومبدأ «دولة واحدة ونظامان» ويناسب واقع هونغ كونغ، ويعكس الرأي العام السائد والتوافق القوي على الوحدة والتقدم من كل جماعات وقطاعات مجتمع هونغ كونغ.

فى يوم 12 مايو، تُظهر نتائج آخر استطلاع أجراه معهد هونغ كونغ بوهينيا للأبحاث أنه أعرب 83.2٪ من أفراد العينة عن متابعتهم بالاهتمام بشأن انتخاب الرئيس التنفيذي السادس لهونغ كونغ، وأعرب 81.6٪ عن رضاهم عن أول انتخابات الرئيس التنفيذي في ظل النظام الانتخابي الجديد، ووافق 75.3٪ على وجهة السياسة المقترحة من قبل الرئيس التنفيذي الجديد. وهذا يوضح تماماً أن مجتمع هونغ كونغ يعترف على نطاق واسع بالنظام الانتخابي الجديد في المنطقة الإدارية الخاصة، ويوافق بالدرجة العالية على الرئيس التنفيذي الجديد المنتخب وأجندة السياسة الخاصة به، كما يولي سكان هونغ كونغ التطلعات الحريصة إلى أن تبدأ المنطقة الإدارية الخاصة في رحلة جديدة نحو الازدهار من الاستقرار.

في الوقت الذي يترسّخ فيه النظام الانتخابي الجديد على نحو شامل، ويشهد التطور الديموقراطي في المنطقة قيد التحسين والارتقاء، حاولت بعض القوى الغربية التي لا تريد أن ترى الاستقرار والازدهار في هونغ كونغ اتهام وتلطيخ عملية الانتخابات وتسويد وتشويه نتائجها. إذا كان نفس الأمر حدث في الولايات المتحدة يُعتبر طبيعياً، لكنه إذا حدث في هونغ كونغ بالصين فسيعاني من التشويه والافتراء. على سبيل المثال، سبق لرئيس بلدية نيويورك إريك آدامز أن كان شرطياً لأكثر من 20 عاماً، وكذلك لعمدة بلدية تامبا بولاية فلوريدا جين كاستور أن عملت كشرطية لمدة 30 عاماً. كما هو موضح أدناه:

جلّى النظام الانتخابي الجديد لمنطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة طبيعته الديمقراطية والتقدمية


إن الأمر السالف الذكر يثبت مرة أخرى أن الغرب يطبّق معايير مزدوجة متعمدة لأغراض سياسية، وهذا يفضح تماماً وجههم الحقيقي المتمثل في استخدام «الديموقراطية» و«الحرية» كغطاء للتدخل في الشؤون الداخلية للصين وتقويض ازدهار واستقرار هونغ كونغ. إنهم صفقوا طرباً إزاء الديموقراطية المزيفة التي تتميز بالتسييس الشامل والعنف المتفشي، لكنهم يشعرون بالضيق من الديموقراطية الحقيقية التي تناسب واقع هونغ كونغ وتطبق مبدأ الوطنيين الذين يديرون هونغ كونغ، كأنهم يجلسون على الأشواك. لقد كشف الشعب الصيني بما في ذلك مواطنو هونغ كونغ بوضوح مثل هذه المعايير المزدوجة في الديموقراطية. في هونغ كونغ اليوم، لم تعد خدعتهم فعالة ولم تعد حيلهم في التدخل تعمل!

منذ تنفيذ قانون الأمن القومي في هونغ كونغ لأكثر من عامين، حققت هونغ كونغ انتقالاً من حالة الفوضى والاضطرابات إلى الاستقرار، وإعادة ملاحة تألق «لؤلؤة الشرق» المستقرة والمزدهرة من جديد. إن هونغ كونغ هي المنطقة الإدارية الخاصة في الصين، فالحكومة الصينية وكل الشعب الصيني هم الذين يهتمون حقاً بازدهار هونغ كونغ واستقرارها ورفاهية الشعب فيها. كيف تم إجراء الانتخابات ومن فاز في الانتخابات في هونغ كونغ هي شؤون داخلية للصين بالكامل، وليس لأية قوة خارجية حق في الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة. يتعين على قلة من الدول الغربية مواجهة حقيقة أن هونغ كونغ عادت إلى أحضان الصين لمدة 25 عاماً، واستيعاب الاتجاه السائد لانتقال هونغ كونغ من حالة الفوضى إلى الانتظام والاستقرار، ووقف فوراً أي شكل من أشكال المحاولات لتعطيل هونغ كونغ واحتواء الصين.
12:40 | 18-05-2022

تعيش منطقة شينجيانغ اليوم أفضل فترة من الازدهار والتطور في التاريخ

«مياه آبار الكهريز الجارية صافية ونقية، والترنيمات المترددة في حقول العنب متعددة ومرنة، فكيف يمكن دفء الطقس في توربان أن يجاري الحماسة الفياضة في قلبي...» مع الألحان المبهجة لأغنية شينجيانغ الشعبية «أغنية حلوة ترحب بالضيوف»، يرقص جماهير الويغور المحليين المتحمسين مع السياح رقصة الويغور التقليدية الطروبة (Meshrep) في وادي العنب في مدينة توربان بمنطقة شينجيانغ. هذا مشهد من المشاهد الحقيقية في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم بشمال غربي الصين التي تعكس اقتصادها المزدهر واجتماعها المستقر وحياة شعبها السعيدة.

منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حققت شينجيانغ إنجازات عظيمة في مختلف القضايا.

ينمو اقتصادها باضطراد: زاد الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الذاتية الحكم من 791 مليون يوان (حوالي 124 مليون دولار أمريكي) في عام 1952 إلى 1379.758 مليار يوان (حوالي 216.739 مليار دولار أمريكي) في عام 2020، بزيادة قدره 1744 مرة. كما زاد نصيب الفرد المتوسط من إجمالي الناتج المحلي من 166 يوانا (حوالي 26 دولارا أمريكيا) في عام 1952 إلى 53593 يوانا (حوالي 8419 دولارا أمريكيا) في عام 2020، بزيادة قدره 323 مرة. وخاصة منذ أكثر من أربعين سنة الماضية من الإصلاح والانفتاح، يواصل اقتصادها النمو بسرعة، ويتجاوز متوسط معدل النمو السنوي لنصيب الفرد من الدخل المتاح 12٪. في عام 2021، ازداد الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة الذاتية الحكم بنسبة 7٪ ليصل إلى 1598.365 مليار يوان (حوالي 251.082 مليار دولار أمريكي)، وهو ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لدولة اليونان بأسرها.

في عام 2020، تم انتشال جميع فقراء الريف البالغ عددهم 2.73 مليون شخص في شينجيانغ من الفقر المدقع وفقاً للمعيار الحالي، فدخلت منطقة شينجيانغ حقبة جديدة من مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل سويا مع المناطق الأخرى من البلاد.

يتحسن مستوى الخدمات العامة الأساسية باستمرار منذ أن نفذت الصين إستراتيجية تنمية الغرب الكبرى في أواخر القرن الماضي، شهدت تنمية اقتصاد شينجيانغ سرعة متزايدة، خاصة منذ العقد الماضي دخلت شينجيانغ المسار السريع للتنمية الشاملة وتحسن بناء البنية التحتية لها بلا انقطاع، بفضل مساعدات الاقتران من 19 مقاطعة ومدينة متقدمة في جميع أنحاء البلاد لشينجيانغ في المجالات المختلفة مثل الأكفاء والتنمية الصناعية ورأس المال والتكنولوجيا والتعليم والرعاية الطبية والتدريب والتوظيف وغيرها. فضلا عن ذلك، تم استكمال الحلقات الضعيفة في مشروعات البنية التحتية في الأماكن الفقيرة والنائية بالمنطقة، حيث تم تمهيد طرق متصلبة ممتدة إلى كل قرية وبلغت نسبة القرى المغطاة بإشارات الاتصالات الضوئية والجيل الرابع للاتصالات 98٪، وبلغت نسبة القرى التي أوصلت لها الطاقة الكهربائية 99٪، وتحسنت الظروف الصعبة في السفر والطاقة الكهربائية والمياه والاتصالات باضطراد.

تتحقق التغطية الكاملة للتربية والتعليم. لحد عام 2020، تأسست روضة الأطفال في كل قرية، وتوجد فى شينجيانغ 3641 مدرسة ابتدائية و1211 مدرسة متوسطة عادية و147 مدرسة مهنية ثانوية (باستثناء المدارس التقنية) و56 جامعة عادية و6 جامعات للبالغين. بلغ معدل الالتحاق الإجمالي بالتربية الحضانية أكثر من 98٪، وتجاوز معدل الالتحاق الصافي بالمدارس الابتدائية 99.9٪، ويزيد معدل الالتحاق الثابت في التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات عن 95٪، وبلغ معدل الالتحاق الإجمالي بالمدارس الثانوية أكثر من 98٪.

يتحقق «الاكتفاء من الغذاء والكساء وضمان التعليم الإلزامي والخدمات الطبية الأساسية وسلامة المساكن» للسكان الفقراء. تمنح الدولة دعما ماليا وتؤسس آلية حتى لا يعاني السكان الفقراء من نقص الغذاء والكساء. كما تم إشراك أكثر من 99.9٪ من السكان الفقراء في نطاق تأمين ثلاثي من حيث التأمين الطبي الأساسي والتأمين ضد الأمراض الحرجة والمعونة الطبية، مما يحل بشكل فعال المشكلات في النقاط الصعبة والنفقات الغالية التي يواجهها السكان الفقراء خلال عمليات العلاج الطبي. وتم تحسين معيشة الشعب بشكل مستمر، بينما تحسن إحساس الشعب بالكسب والسعادة باضطراد.

يستمر عدد سكان الأقليات القومية في النمو. كمنطقة مستوطنة لقوميات متعددة، زاد عدد سكان الأقليات القومية في شينجيانغ من 4.4515 مليون عام 1953 إلى 14.9322 مليونا عام 2020، بزيادة قدره 3.35 مرة. من بينه، نما عدد سكان مجموعة القومية الويغورية من 3.6076 مليون عام 1953 إلى 11.6243 مليونا عام 2020، بزيادة قدره 3.22 مرة. كما ارتفع متوسط العمر المتوقع من دون 30 عاما في عام 1949 إلى 74.7 عاما في عام 2019.

تكون البيئة الإيكولوجية أفضل. في السنوات العشر الماضية، جمعت منطقة شينجيانغ التنمية الاقتصادية والتخفيف من حدة الفقر من التنمية، مع حماية البيئة وبناء الحضارة الإيكولوجية، وتم تحسين مستوى حماية البيئة الإيكولوجية في المنطقة بشكل ملحوظ من خلال الإجراءات مثل التخفيف من حدة الفقر من حماية ومعافاة الأنظمة الإيكولوجية وتحسين البيئة السكنية لسكان الريف، الأمر الذي جعل البيئة الطبيعية الجيدة أصبحت الكنز الحقيقي، فجعل هذه المنطقة المتميزة بالمناظر الطبيعية الجميلة والملونة تزهر بمزيد من الروعة، لقد جذبت أكثر فأكثر من المستثمرين والسياح. أصبحت السياحة من أبرز المعالم البارزة للتنمية الاقتصادية العالية الجودة في شينجيانغ. في عام 2021، استقبلت شينجيانغ ما يقرب من 200 مليون سائح محلي وأجنبي، كما أثارت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين لعام 2022 التيار المتدفق من السياحة الجليدية والثلجية إلى شينجيانغ.

تعيش الجماهير من مختلف القوميات في التضامن والوفاق، وحقوقهم في حرية الاعتقاد الديني مضمونة بالكامل. كمنطقة مستوطنة لقوميات متعددة ومتواجدة لأديان متعددة، يتعامل أبناء الشعب من مختلف القوميات في شينجيانغ على قدم المساواة ويتساند ويتآزر، يرسخ الوعي باضطراد بأن الأمة الصينية هي مجموعة مصير مشترك، ويكثف الجو الاجتماعي في التضامن بين القوميات كعائلة واحدة. إن حقوق الجماهير من مختلف القوميات في حرية الاعتقاد الديني وممارسة الأنشطة الدينية وفقا للقانون مضمونة فعليا. يوجد في شينجيانغ 24.8 ألف مكان لممارسة النشاطات الدينية وفيها 24.4 ألف مسجد و59 معبدا بوذيا و277 كنيسة بروتستانتية. خلال شهر رمضان، يقوم المسلمون من مختلف القوميات في شينجيانغ بصقل أنفسهم الجسدية والعقلية أثناء الصيام وممارسة المعنى الحقيقي والروح الإنسانية الداعمة لـ«الوطنية والسلام والتضامن» للإسلام سويا مع المسلمين من جميع أنحاء البلاد.

المحافظة على الاستقرار الاجتماعي لفترة من الزمن، شن القليل من الناس آلاف الهجمات الإرهابية العنيفة ضد الأبرياء بسبب التضليل والتحريض من الأيديولوجيات الدينية المتطرفة والمعادية للصين والانفصالية وراء البحار، مما أدى إلى خسائر فادحة في سلامة الأرواح والممتلكات لأبناء الشعب وهدد بشكل خطير الوضع الممتاز الذي يعيش جماهير الشعب فيه بطمأنينة ويعملون بارتياح، فوضعت حكومة منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم مكافحة التطرف والاحتراس من العنف والإرهاب والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي على رأس أولوياتها، واتخذت إجراءات شاملة تعالج كلا الأعراض والجواهر. لقد حققت الإجراءات نتائج ملحوظة، حيث لم تقع حوادث إرهابية عنيفة لأكثر من 6 سنوات متتالية، يقوى إحساس الجماهير من مختلف القوميات بالأمن بشكل ملحوظ.

في الوقت الحاضر، تشهد منطقة شينجيانغ مشهدا ممتازا يسوده الاستقرار والسلام والازدهار والتنمية وهي تعيش أفضل فترة من الازدهار والتطور في التاريخ. كما تغني الأغنية الشهيرة، إن شينجيانغ مكان رائع، مليء بالمناظر الملونة ومفعم بالحيوية والأمل. نرحب بالشعوب من جميع أنحاء العالم لزيارة شينجيانغ، لمشاهدة روعة المناظر وحيوية التنمية هناك، ويشعرون بالوحدة والانسجام لأبناء الشعب من مختلف القوميات في شينجيانغ وتمتعهم بالحياة السعيدة والعمل برضا.
23:59 | 18-04-2022

تقف الصين دائماً إلى جانب السلام في أوكرانيا

أحدثت أزمة أوكرانيا مع تداعياتها تأثيراً واسعاً على العالم بأسره وأثّرت في السلام والاستقرار والانتعاش الاقتصادي للعالم. لقد ارتفعت أسعار الطاقة والغذاء بغاية السرعة أخيراً، مما ترك التأثيرات في معيشة الشعب والاستقرار في كثير من الدول، حيث تولي عديد من الدول النامية اهتماماً بالغاً في تطور الوضع وتقلق بالانقسام والمواجهة في العالم وتبدي قلقاً واهتماماً شديداً بالعقوبات الأحادية التي تخرب سلاسل الصناعة والإمداد الدولية.

إن الصين تتمسك بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة دائماً وتصدر أحكامها انطلاقاً من طبيعة الوقائع. في قضية أزمة أوكرانيا، تلعب الصين دوراً بنّاءً على أسلوبها الخاص في تهدئة الوضع ودعم محادثات السلام والحيلولة دون حدوث الأزمة الإنسانية. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن لكل دولة الحق في تقرير سياساتها الدبلوماسية بشكل مستقل. لا ينبغي لأي دولة أن تضطر الآخرين إلى الانحياز إلى جانب أو صف ما، ولا ينبغي أن تتبع نهج أبيض وأسود لتقسيم الآخرين إلى أصدقاء أو أعداء، وعلينا أن نقاوم عقلية الحرب الباردة ومواجهة التكتلات على وجه الخصوص. تحمل الصين مع عديد من الدول، بما فيها الدول النامية، نفس الموقف إزاء هذا الشأن.

إن الصين تبذل الجهود الإيجابية في تعزيز التصالح والتفاوض. منذ وقوع أزمة أوكرانيا، أجرى الرئيس الصيني شي جينبينغ مكالمات هاتفية أو مرئية مع رؤساء كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأفريقيا الجنوبية وإندونيسيا ومجلس الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية ورئيس وزراء بريطانيا، وتبادل وجهات النظر معهم بشكل عميق حول قضية أوكرانيا، ودفع محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وطرح «الخطة الصينية» لتحقيق السلام للبلدين. أما مستشار الدولة وزير الخارجية الصينية وانغ يي، فأجرى الحوارات الهاتفية أو المرئية أو وجهاً لوجه مع نظرائه كل من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وغيرها من أكثر من عشرين دولة أوروبية وآسيوية وأفريقية وقدمت المساهمة الصينية في سبيل تعزيز التصالح والتفاوض لتخفيف توتر الوضع.

إن الصين تتخذ التدابير الفعالة لتخفيف الأزمة الإنسانية الأوكرانية. بعد اندلاع الأزمة، طرحت الصين اقتراحاً من ست نقاط لمنع حدوث أزمة إنسانية واسعة النطاق في أوكرانيا، أي الالتزام الضروري بمبدأ الحياد وعدم التحيز، وإيلاء الاهتمام بالنازحين في أوكرانيا وتزويدهم بمعونات ومأوى مناسباً، وتجنب وقوع كوارث إنسانية ثانوية في داخل أوكرانيا، وضمان إجراء أنشطة مساعدات إنسانية آمنة وسلسة، وضمان السلامة والأمن للأجانب في أوكرانيا، كما دعمت الأمم المتحدة في لعب دورها التنسيقي لتقديم المساعدات الإنسانية. لقد قدمت منظمة الصليب الأحمر الصينية مساعدات إنسانية طارئة إلى أوكرانيا، بما فيها الغذاء والحليب المجفف وأكياس النوم ولحاف القطن والحشية المضادة للرطوبة، وقد وصلت الدفعة الأولى منها بقيمة ٥ ملايين يوان إلى أوكرانيا. في الآونة الأخيرة، نظراً لتطورات الوضع في أوكرانيا، أعلنت الصين تقديم دفعة أخرى من المساعدات الإنسانية بقيمة ١٠ ملايين يوان. كما قدمت الصين المواد لمساعدة الدول الأوروبية التي تؤوي كثيراً من اللاجئين الأوكرانيين.

إن «ازدواجية المعايير» غير مقبول في الشؤون الدولية. يجب على المجتمع الدولي ألا يتبنى معايير مزدوجة سواء كان في قضية أوكرانيا أو قضية فلسطين أو غيرهما من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة الأخرى. صحيح أن اللاجئين الأوكرانيين يستحقون التعاطف، ولكن اللاجئين من الشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ودول أخرى ألا يستحقون التعاطف؟ هذه المعايير المزدوجة غير مقبولة! فإذا كان الأذى الذي يلحق بالمدنيين الأوكرانيين جريمة حرب، فكيف يمكن أن يمر الأذى الذي لحق بالمدنيين في يوغوسلافيا وأفغانستان وفلسطين دون عقاب؟ هذه المعايير المزدوجة غير مقبولة! ووُصفت الهجمات على أوكرانيا الانتهاك لمبدأ احترام السيادة، وأما الهجمات والاحتلالات على أراضي يوغوسلافيا وفلسطين وغيرها تحركات فهي معقولة ومشروعة؟ هذه المعايير المزدوجة غير مقبولة! ويكرَر التشديد على حرمة السيادة في سياق قضية أوكرانيا، لكن في قضايا ليبيا والسودان والعراق يكرر الهتاف بأن حقوق الإنسان أعلى من السيادة؟ هذه المعايير المزدوجة غير مقبولة!

يجب احترام السيادة وسلامة الأراضي لجميع الدول، ويجب مراعاة المقاصد والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة، وينبغي أخذ الشواغل الأمنية المشروعة لكل دولة بجد. لا تتم تسوية القضايا الإقليمية الساخنة بشكل عادل وتحقيق السلام الدائم للعالم إلا بشرط التخلي عن المعايير المزدوجة!

إن الصين تدعو لمفهوم الأمن المشترك الشامل التعاوني المستدام. لقضية أوكرانيا الظروف التاريخية المعقدة، وتطور الوضع إلى هذا الحد هو نتيجة التأثير المشترك لعوامل مختلفة، والمجمدة ثلاثة أقدام ليست برد النهار. تعتبر الجولات الخمس لتوسيع الناتو إلى الشرق تحت قيادة الولايات المتحدة سبباً جذرياً لأزمة أوكرانيا. لا يمكن إنهاء الحرب إلا انطلاقاً من إيجاد السبب الجذري وحله. نؤكد على أن ضمان أمن دولة ما لا يمكن يبنى على حساب الإضرار بأمن دول أخرى، ولا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي بواسطة تعزيز الكتلة العسكرية. يجب بناء هيكل الأمن المتوازن الفعال المستدام بمبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة لكى تجنّب الحرب في أراضي أوروبا وتورط المناطق الأخرى.

إن الصين تقف دائماً إلى جانب السلام بقضية أوكرانيا. في الوضع الحالي، يجب الالتزام بالنقاط الأربع لحل أزمة أوكرانيا. أولاً، ينبغي التمسك بتعزيز التصالح والتفاوض. يجب على المجتمع الدولي أن يواصل تهيئة الشروط والظروف للمحادثات بين الجانبين الروسي والأوكراني وإفساح المجال للحل السياسي، بدلاً من صبّ زيت فوق النار وزيادة حدة التناقض.

ثانياً، ينبغي منع حدوث أزمة إنسانية أكبر. ثالثاً، ينبغي إيجاد السلام الدائم في قارتي أوروبا وأوراسية. لم يعد من الممكن بناء هيكل الأمن العالمي والإقليمي بعقلية الحرب الباردة في عصر اليوم الحديث. إن الصين تدعم أوروبا، خاصة الاتحاد الأوروبي للعب الدور القيادي، وتشجع الدول الأوروبية وروسيا والولايات المتحدة والناتو على إجراء الحوارات ومواجهة التناقضات المتراكمة في الأعوام الماضية لإيجاد الحل ودفع بناء هيكل الأمن المتوازن الفعال المستدام. رابعاً، ينبغي الحد من توسع النزاعات المحلية. يجب التعامل مع الأزمة الأوكرانية بشكل صحيح، ولكن من غير الصحيح أن تربط هذه القضية بالعالم كله، ناهيك عن جعل شعوب جميع البلدان تدفع ثمنا باهظا مقابل ذلك كالغارق اليائس الذي يمسك بقشة. إن المنظومة الاقتصادية العالمية الحالية هي الإطار الذي تشكله من خلال الجهود الطويلة المدى لجميع دول العالم وهي مجموعة عضوية. على جميع الأطراف أن تحرص على الإنجاز المثمر، بدلاً من تدمير المنظومة الاقتصادية العالمية بسهولة، ناهيك عن تسييس الاقتصاد العالمي واستغلاله وتسليحه، مما يسبب أزمات عالمية خطيرة في المجالات المالية والتجارة والطاقة والتقنية والغذاء وسلاسل الصناعة والإمداد.

إن عالم اليوم مجتمع مصير وثيق الصلة لجميع الدول. إن السلام والاستقرار كالهواء وضوء الشمس بالنسبة للبشرية، ولا ينبغى ألا نحرص عليهما إلا بعد فقدهما. دعونا نعمل سوياً على التمسك بالإنصاف والعدالة الدوليين والحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.
23:23 | 12-04-2022

إذكاء الروح الأولمبية لبناء مستقبل أفضل يداً بيدٍ

إن تقديم دورة ألعاب أولمبية مختصرة وآمنة ورائعة هو وفاء الصين الجاد بعهدها تجاه العالم. مضى أكثر من 6 سنوات على الاستعدادات بكل عناية بعد بذل قصارى جهدها للتغلب على تداعيات وباء كوفيد-19، أضاءت بكين الشعلة الأولمبية عام 2022 مرة أخرى لتصبح أول مدينة أولمبية «مزدوجة» في العالم.

الصين تجعل دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين أول مهرجان رياضي عالمي شامل يقام في موعده المقرر مسبقا منذ اندلاع وباء كوفيد-19، تمسكا بمفهوم الاستعداد الأخضر والمشترك والمنفتح والنزيه للألعاب الأولمبية، وبخدماتها الآمنة والفعالة في المباريات واستخدامها للتقنيات الإبداعية المغطية جميع الجوانب، الأمر الذي يجلب الأمل والثقة لكافة دول العالم المحدقة بالجائحة، ويظهر تألق الصين أمام أنظار العالم ويقدم مساهمات جديدة للقضية الأولمبية العالمية.

حماية البيئة أولاً

لأول مرة، استغلت الأولمبياد الشتوية في بكين التقنية المتقدمة لصنع الجليد التي تقلل بشكل فعال من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتم تزويد كل الملاعب والاستادات الأولمبية بالطاقة الكهربائية الخضراء بنسبة 100%. وكانت جميع الوقود المستخدمة في مشاعل التتابع داخل الصين وقود الهيدروجين، كما خدمت أكثر من 200 مركبة تعمل بالهيدروجين للمباريات. فضلا عن ذلك، تم تحويل العديد من الملاعب والاستادات التي تم إنشاؤها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين لعام 2008 وإعادة استغلالها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، بما فيها مضمار قفز شوقانغ التزلجي مع مداخنه الصناعية التي لا تطلق دخان أبدا يجعله أن يصبح نموذجا لإحياء المخلفات الصناعية. يمثل اندماج التكنولوجيا الحديثة ومفاهيم التنمية المستدامة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين قدوة يحتذى بها في التنمية المستدامة على نطاق العالم.

التمكين التكنولوجي

تم تحقيق التغطية الكاملة لشبكات الجيل الخامس للاتصالات لجميع الملاعب والاستادات في المدينتين ومناطق المباريات الثلاث وخطط السكك الحديدية الفائقة السرعة التي تربط بين المناطق المذكورة أعلاه، بث المباريات «على السحاب» وتوقعات الطقس الدقيقة ونظام كاميرا «فهد» فائق السرعة ومطعم روبوت وقطارات دون سائق وفرش سرير ذكية وضمائد لقياس درجة الحرارة ونقود إلكترونية...إلخ. تحضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين ابتكارات ثورية في صناعة الرياضة، تخلق «ملاذا آمنا» من الوباء العالمي من خلال الإدارة الكاملة العملية وإدارة «الحلقة المغلقة» والإدارة «من نقطة إلى نقطة» سعيا لبناء بيت آمن ومريح للرياضيين.

تحقيق هدف «دفع 300 مليون شخص للمشاركة في رياضات الجليد والثلج»

في عملية تقديم طلب الاستضافة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، طرحت الصين هدف «دفع 300 مليون شخص من الجماهير للمشاركة في رياضات الجليد والثلج». بذلت الصين جهودا عظيمة للتغلب على أوجه القصور مثل الفروق الكبيرة في المناخ الإقليمي بين شمالي الصين وجنوبيها والخدمات والمرافق المتعلقة غير الكاملة، ونفذت على نحو شامل استراتيجية «دفع رياضات الجليد والثلج من أبعاد مد الجنوب وتوسع الغرب وبسط الشرق» و«دفع الناس بممارسة رياضات الجليد والثلج طوال الفصول الأربعة» في سبيل كسر قيود الزمان والمكان لرياضات الجليد والثلج. لحدّ أوائل عام 2021، تم إنشاء 654 حلبة قياسية للتزلج على الجليد و803 منتجع تزلج في البلاد، بزيادة قدرها 317% و41% على التوالي مقارنة مع عام 2015، لقد شارك 346 مليون شخص في أنحاء البلاد في رياضات الجليد والثلج. أصبحت رياضات الجليد والثلج من الرياضات «الأكثر شعبية» حقاً، مما افتتح عصرا جديدا للرياضات الشتوية على مستوى العالم.

معاً للمستقبل المشترك

إن الأولمبياد ظل يحمل تطلعات البشرية إلى السلام والتضامن والتقدم منذ العصور القديمة. تلعب بعض الدول الغربية ورق «حقوق الإنسان» لتسييس الرياضة وتنخرط في التلاعب السياسي بالألعاب الأولمبية الشتوية، ولن يحظى ذلك بالشعبية قط، ولن تكون نتيجته سوى مجرد مهزلة. فأتى حوالى 170 ممثلا رسميا من ما يقرب من 70 دولة ومنظمة دولية إلى بكين رغم مشقة السفر الطويل هتافا لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية وشد حيل الرياضيين. وصل ما يقرب من 3000 رياضي من جميع أنحاء العالم في الموعد المقرر للانضمام إلى الشعب الصيني مع شعوب العالم للمشاركة في المهرجان العظيم. كما أرسلت المملكة العربية السعودية ودول أخرى وفودا إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لأول مرة في التاريخ، وذلك يظهر بشكل كامل الدعم الراسخ لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين والقضية الأولمبية العالمية.

من شعار «عالم واحد، حلم واحد» عام 2008، إلى شعار «معاً للمستقبل المشترك» عام 2022، ظلت الصين تسعي بنشاط وتعمل بعزم من أجل تحقيق المثل العليا للألعاب الأولمبية، تدافع بحزم عن القيم الأولمبية المتمثلة في الاحترام والصداقة، وتمارس التعددية الحقيقية، وتعزز التبادلات والتعلّم المتبادل بين مختلف الحضارات، وتوفر مسرح الشمول والتسامح لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتبلور السعي المشترك والتوافق الساحق بين شعوب العالم لبناء عالم أفضل.

تكون دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين على وشك الاختتام، التي شهدت الحماس والتأثر من الكفاح والاختراق وتحقيق الأحلام، وألقت الضوء على الطريق نحو التنمية السلمية والتضامن والتعاون والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. إن الروح الأولمبية المتجسدة في «أسرع، أعلى، أقوى-معاً» لا تسقط ستارها أبدا. ستواصل الصين العمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، على التضامن والتعاضد وتضافر الجهود للتقدم معاً نحو مستقبل مشرق.
22:25 | 19-02-2022