-A +A
سلطان الزايدي
في حقيقة الأمر كنت دائمًا أرى أن الإعلام الرياضي مثله مثل سائر صور الإعلام المختلفة في كافة تفاصيل المجتمع، يحمل رسالةً نبيلةً تساهم في رفع مستوى وعي المجتمع رياضيًّا، ويخلق جوًّا تنافسيًّا كبيرًا، يعطي طابع الإثارة والتشويق؛ حتى تصبح منافساتنا الرياضية في أعلى مستوياتها من خلال حالة الاهتمام المتوقعة والمرجوّة، لكن الواضح ومن خلال بعض الأخبار والتفاصيل أن بعض الإعلام الرياضي بمختلف تفرعاته لا يخدم هذه الفكرة، ولا يراعي عدالة المنافسة؛ مما يفقد المنافسة قوتها ويحجب المتعة المتوقعة.

هناك تفاصيل كثيرة تحدث أثناء الموسم، ويتم نقاشها والتطرّق لها؛ لوضع الحلول المناسبة لها من خلال الإعلام الرياضي، فالأخبار الرياضية في أنديتنا كثيرةٌ ولا يمكن حصرها، فلكلّ نادٍ أخباره الخاصة، منها الإيجابي ومنها السلبي، وهذا أمرٌ طبيعيٌّ، لكن أن تتجه بعض وسائل الإعلام للتركيز على نادٍ واحدٍ لنشر كلّ أخباره السلبية المحبطة، ستكون العدالة ناقصةً هنا، وندخل في جوانب كثيرة، لا يمكن أن نخمن ما الصحيح منها، فالمصالح الخاصة جزءٌ من تلك التخمينات التي من الممكن أن نصل لها، ونستنتجها حين نجد مثل هذا التوجه في إعلامنا الرياضي.


في هذا الموسم تحديدًا بدأ النصر بدايةً قويةً من ناحية التعاقدات على مستوى فريق كرة القدم للمحترفين، لدرجة أن الكلّ وبشكلٍ جماعيٍّ توقعوا أن النصر هو فارس الموسم وسيحقق كل بطولاته، وسيكون الأبرز من ناحية المستوى الفني، لكن هذا الأمر لم يحدث، إذ رافقه الإخفاق في كثير من المباريات إلى أن حصل على كأس السوبر، ثم عاد بعد ذلك لوتيرة الإخفاقات، بعد أن ساهمت بعض وسائل الإعلام المتخصصة في الشأن الرياضي في هذا الإخفاق، حين وضعوا النصر في دائرة الشكوك عندما كان يبرم التعاقدات الكبيرة، ومن بعد ذلك أصبح النصر في مرمى سهامهم بالتركيز على كلّ صغيرةٍ وكبيرةٍ تحدث داخل أروقته، على سبيل المثال: تخيلوا أن صحيفةً رياضيةً متخصصةً ترسل خطابًا للفيفا، تسأل عن عقد لاعبٍ كان محترفًا في النصر: هل قدّم شكوى ضدّ النصر؟ ومتى يصدر قرار لجنة الانضباط ضدّه؟

بينما أنديةٌ منافسةٌ يحدث فيها ما يحدث في النصر؛ لأن حجم الدعم يكاد يكون متساويًا، ومن الطبيعي أن يكون هناك قصورٌ في بعض الجوانب، لكن بعض صحفنا والبرامج الرياضية تأبى إلا أن تتخصص في مشاكل النصر وإخفاقاته، بهدف إحداث حالةٍ من التوتر والقلق وعدم الثقة بين الجمهور وإدارة النصر، ليبدأ بعدها الضغط الجماهيري الذي من الممكن أن يشترك فيه الأعضاء الذهبيون كما حدث مؤخرًا.

* وقفة:

الضمائر النقية لا تتعمَّد الإضرار بالآخرين.

ودمتم بخير..

zaidi161@