-A +A
حمود أبو طالب
حتى نحن، السعوديين، الذين نعرف جيداً ما يحدث في وطننا، قلنا لا بأس، فلننتظر هذا التقرير الخطير الذي يَعد أنه سيكشف ما لا نعرفه، ويرفع الستار عن ما نجهله، ويفاجئنا بما لم نكن نتوقعه. انتظرنا مفاجأة خطيرة قد تربك ثقتنا وتعصف بيقيننا، وتجعلنا نعيد النظر في معلوماتنا التي نعرفها ولا نشك في صحتها. انتظرنا التقرير الموعود الذي ظن العالم بأنه سوف يحمل أدلة دامغة على ما حدث في الثاني من أكتوبر عام 2018، اليوم الذي حدثت فيه الحادثة المقيتة وراح ضحيتها المواطن جمال خاشقجي رحمه الله.

خرج التقرير وإذا به ـ كما جاء في نصه ـ


نظن.. نعتقد.. احتمال.. غالباً.. ليس مؤكداً.. تقييمنا لما حدث.. وغير ذلك من المفردات الهلامية العائمة التي تؤكد أن التقرير لا يملك دليلاً واحداً مؤكداً على صحة الادعاءات المرسلة المغرضة التي تم تحشيدها ضد قيادة المملكة، وتحديداً للنيل من رمز مستقبلها، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

لو كانت هناك معلومة واحدة مؤكدة بدليلها لما توانوا في نشرها، لكنه نفس الكلام الذي تلوكه أذرعة العداء للمملكة التي تعمل بقوة لصياغة مستقبل جديد يليق بتأريخها الذي تتراكم فيه التحديات والمنجزات، المملكة التي وضعت رؤيتها وتمضي في تحديث وتطوير كل شيء كي تصل إلى مستهدفاتها التي ترنو لأن تكون نموذجاً للدول في السباق نحو المستقبل مع الاحتفاظ بعلاقة استثنائية مع القيم والمثل التي تربط مؤسسة الحكم بالشعب، وتربطها بالعالم المتحضر، وتستمد منها صيغة مفاهيمها لكيفية إدارة الأوطان.

هذه الورقة التي اهترأت من كثرة توظيفها ضد المملكة، جاء هذا التقرير من حيث لم يحتسب ليدفنها في ركام الملفات التي أريد إلحاق الضرر بها. خرجت لكي تقول للعقلاء إنها مجرد مؤامرة فضحتها محاولة تلفيقها، ودحضها يقين شعب بقيادته، وثقته بها، والاطمئنان إلى مستقبله معها.

habutalib@hotmail.com