-A +A
خالد السليمان
قيل في الأمثال: تعرف فلانا؟ قال نعم، سافرت معه؟ قال لا، فقيل له إذن أنت لا تعرفه، والأمر عندي أيضا ينطبق على معرفة أي مسؤول يتولى منصبا عاما تسمع به ولا تعمل معه !

فكم تصدم أحيانا بأشخاص كنت تسمع عن جدارتهم وكفاءتهم ونجاح إداراتهم حتى تسوقك الأقدار للاحتكاك المباشر بهم والعمل معهم في مبادرات أو لجان أو فرق عمل، فتجدهم ليسوا سوى باعة كلام وتجار وعود وخبراء «تسليك»، يغدقون من معسول الكلام كما لو أنهم يملكون ينابيع العسل، ويهدرون الجهود والطاقات في شراء الوقت الضائع كما لو أنهم يملكون الزمن، وفي النهاية تكتشف أنك صدمت مرتين، مرة بزيف الانطباع السابق عن طريقة إدارتهم، ومرة بالحسرة على ضياع الوقت القادم من عمر إدارتهم !


هؤلاء إما أنهم يملكون قدرات مذهلة على التلون لتراهم عيون الآخرين بحسب ألوانها المفضلة رغم رمادية صورتهم وضعف قدراتهم وفقر إمكاناتهم، أو أنهم محتالون بارعون في تسويق أنفسهم وخداع الآخرين، ومنهم من تكمن موهبته في اقتناص الفرص والأفكار، يدفع الآخرين للعمل بالنيابة عنه وقطف ثمار جهودهم !

وهناك من تعمل معه على مشروع محدد فتبدي له خشيتك من أن ينتهي عملك حبيس درج مكتبه، فيجيب: أنا مكتبي بلا أدراج، لتكتشف لاحقا أن مكتبه ليس إلا درجا كبيرا !

باختصار.. العمل مع الشخص اليوم كالسفر معه !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com