-A +A
إياد عبدالحي
قبل حين.. كنتُ ممن يستفزهم السطر خاصةً إن كان ممن له (وزن)..!

• والوزن الذي أعنيه يُقاس بوحدة (الفِكر) لا الرطل..!


• وأما الاستفزاز الذي أقصده فهو الرّطبُ منه لا الجاف وأعني: أنه يحملني على الأخذ والرد معه بـ (منطقية) حوار وليس يجبرني بـ (جهالة) قول..!

• حينها كنتُ أطيل المكوث حول طاولة النقاش، أحاور الفكرة.. أجابه الرأي.. أتجاذب أطراف الحديث.. أفنِّد وجهة النظر.. سطرًا بسطر ومقالاً بمقال..

• ولكن..

• بعد أن غزا الشيب رأسي غزوةً بعد غزوة، لم يعد لمقارعة كؤوس الرأي عندي ذات النشوة..! فوجدتُ اكتراثي بإقناع الآخر يقل شيئًا فشيئًا.. لم أعد آبه بالاختلاف بيني وبينه.. بِت غير مهتم بالوصول إلى نقطة الالتقاء.. أضحى الاكتفاء بالاستماع له هو الأغلب.. فإن أقنعني تمتمتُ بالموافقة بيني وبين نفسي، وإن لم أقتنع أكتفي باستمهال الزمن فهو كفيل بتصحيح المفاهيم ولو بعد حين.

• ولذلك بالطبع أسباب منها: خبرة سنين أقنعتني أن تبديل القناعات في زماننا هذا أضحى أصعب من إبدال الضرس بضرس..! وأن إقامة الحجج وتقديم الأدلة والإثبات بالبراهين ما عادت كافية لتغيير مجرد (وجهة نظر)..!

• استمهال الزمن أيسر لعملية هضم رأي، فعُسر (الفهم) لن تُجدي معه غالبًا كبسولات إقناع طالما أن العقل لا يستسيغ (منطقها)..!

• نعم.. الزمن كفيل بإظهار ما في الغد، وهو وليس غيره ما (سيؤرشف) سطر اليوم والأمس، وبعد حين بالإمكان العودة ببساطة لأيقونة (البحث) ومن ثم الاكتفاء بـ (رتويت) يُظهر مَن كان مِنّا على حق..؟

iyad_abdualhay@