-A +A
حمود أبو طالب
مهما كانت الأسباب والمبررات التي يمكن للصين أن تعتقدها فإنه ليس مقبولاً أن ترفض طلب منظمة الصحة العالمية المشاركة في التحقيقات الجارية بشأن كورونا، وهو الرفض الذي أكده ممثل المنظمة، وأفاد برفض السلطات الصينية وصول المنظمة إلى وثائق مختبرين للفايروسات في مدينة ووهان التي انتشر منها الفايروس. ممثل المنظمة صرح بذلك لوسائل الإعلام قبل يومين، وفي ذات الوقت الذي أكد فيه الرئيس ترمب وجود أدلة مؤكدة الآن على تعمد الصين التعتيم والتضليل بشأن الوباء في بدايته، ما أدى إلى هذه الجائحة العالمية.

ومع أن منظمة الصحة العالمية متهمة بالتقصير أيضاً والإخلال بواجباتها في بدايات الوباء، إلا أنها تظل المرجعية الصحية الدولية كونها إحدى منظمات الأمم المتحدة ولديها دستور وأنظمة وصلاحيات تخولها مشاركة أي دولة في معلومات المشاكل الصحية وخصوصاً الأوبئة والأمراض المعدية، وبالتالي من حقها مشاركة الصين في التحقيقات بشأن كورونا، ولا تملك الصين أي حق لحجب المعلومات عنها لأنها ليست قضية سيادية أو معلومات عسكرية أو سراً يتعلق بالأمن القومي، الوباء بدأ في الصين وانتشر في كل العالم، ومن حق العالم المتضرر أن يعرف ماذا حدث، وهذه المنظمة تمثله رسمياً وعليه الوقوف معها لتمكينها من القيام بمسؤوليتها.


وإذا كانت الصين واثقة من سلامة موقفها ومعلوماتها وإجراءاتها فإنها هي التي يجب أن تُشرك الآخرين معها في التحقيقات وتحرص على تفنيد الاتهامات الموجهة لها، ولكن حين لا تقوم بذلك أو تتهرب من مشاركة مرجعية دولية رسمية فإنها تثير مزيداً من الشكوك حولها.

إن الإعجاب بأداء الصين في التعامل مع الوباء بكفاءة لا يعفيها من حق العالم مشاركتها البحث والتقصي عن كل الملابسات المتعلقة به، كما أن عدم معرفة دول العالم بكل الحقائق والتفاصيل قد يجعلها معرضة لتكرار خطر الوباء، ولذلك فإنه على دول العالم إلزام الصين قانونياً بمشاركتها التحقيق في هذه الكارثة الكونية، شاءت أم أبت.

habutalib@hotmail.com