-A +A
بندر بن عبدالله بن تركي ال سعود
أخيرا قتل الرجل الثاني في نظام الملالي الذي شارك في جرائم قتل الأبرياء في العالم العربي وفي داخل إيران وقتل أحرار العرب الذين وقفوا ضد إيران ومليشياتها ودفعوا حياتهم ثمنا للدفاع عن أرضهم من احتلال نظام الملالي ومليشياته لها، لكن بعد قتل الولايات المتحدة قاسم سليماني بغارة جوية في العراق يتساءل الكثيرون ماذا بعد؟

من وجهة نظري إن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة وليست معقدة، وإن القادم سوف يكون أسوأ على نظام الملالي، وسوف يدفع ثمن أخطائه الفادحة في دول المنطقة، ونظام الملالي أجبن من أن يرد بشكل متهور على قتل قاسم سليماني؛ لأنه يعرف أن الولايات المتحدة انتقلت من مرحلة المهادنة إلى مرحلة الحساب والعقاب، وأن أي رد على قتل قاسم سليماني بشكل متهور سوف يكون ثمنه نهاية نظام الملالي بكافة أركانه ولن يتراجع ترمب قيد أنملة إذا أراد نظام الملالي المواجهة العسكرية، لكن المواجهة قادمة وأمريكا لا تخشى هذه المواجهة، وترمب جاهز لهذه المواجهة ويريد تصحيح أخطاء الماضي، بعد أن سمح أوباما لإيران بالتمدد في دول المنطقة، واليوم أصبحت إيران تستهدف الولايات المتحدة بكل فجاجة وكل التصريحات الأمريكية بعد قتل قاسم سليماني تتحدث على أن الهدف من توجيه ضربة لقتل سليماني لأنه كان يخطط لجرائم جديدة واستهداف الأمريكيين في العراق، بالإضافة إلى أن البنتاغون أكد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب صادق على القرار بعد الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد من مليشيات إيران، والذي كان يقف خلفه قاسم سليماني.


قتل الإرهابي سليماني في العراق كان خبرا سعيدا لكل أحرار العراق ولبنان وسوريا واليمن، الذين رقصوا فرحا بقتل شيطان كان السبب وراء تدهور الحال في بلادهم، لكن بلا شك أن قتل سليماني أصبح زلزالا شديدا وكبيرا على نظام الملالي، وأصاب المسؤولين في إيران بالصدمة الشديدة، لدرجة أن التصريحات التي خرجت من إيران كانت متخبطة وفوضوية أكثر منها عقلانية، خاصة من القضاء الإيراني الذي قال إنه سيقاضي الولايات المتحدة على قتل سليماني، لكن هذا القضاء الذي ينتفض لقتل سليماني يصمت على جرائم النظام ضد الشعب الإيراني ويصدر الأحكام الظالمة على الشعب الإيراني الذي يريد الحرية والكرامة ويريد أمواله التي نهبها نظام الملالي.

الدول الأوروبية لم تتوقع الخطوة التي قامت بها الولايات المتحدة وما زالت أوروبا متخبطة، لكن بومبيو وزير الخارجية الأمريكي وجه لهم رسالة أن قتل الإرهابي قاسم سليماني أنقذ أرواحا في أوروبا، وأن قرار الولايات المتحدة الهدف منه دفع إيران لتغيير سلوكها، وأن يصبح سلوكها طبيعيا بقتل قاسم سليماني، لكن أوروبا قلقة من احتمالات المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران التي قد تشتعل في أي وقت، لكن ترمب أكد أن قتل الإرهابي قاسم سليماني لوقف طبول الحرب وليس لقرعها أو بدايتها وسوف يظل السؤال: ماذا بعد قتل قاسم سليماني؟

هذا ما سوف تكشف عنه الأيام القادمة.