وأنا هنا أستخدم كلمة وثبة بديلا عن كلمة ثورة التي درجنا على استخدامها في الانفلاتات والأشياء السلبية !
مع أنه يمكن استعمالها في الجانب السلمي والخيري والتقدمي والحضاري !
فالمفاعلات النووية يمكن أن تستخدم لخدمة الإنسانية في عدة مجالات ليست للدمار فقط.
إن ما يجري على أرض الواقع هذه الأيام في المملكة العربية السعودية هو وثبة حقيقية في مجال التعليم والتعلم تشمل كل ما يهم التعليم بدءا من المكان والمعلم والطالب والمجتمع والأسرة والمنهج وهو في رأيي قمة الهرم في هذه المنظومة وحتى تطوير وسائل النقل شملتها هذه الوثبة المباركة.
لقد كان لدينا بيات شتوي أخذ منا عدة عقود دون أن نتطرق إلى تجديد المسيرة التعليمية وكنا نغط في سبات عميق لا يختلف عن مرقد أهل الكهف.
لقد منحنا الله سبحانه وتعالى ثروات ضخمة وزادنا على ذلك بملك عظيم أطلق على نفسه اسم خادم الحرمين، هذا الرجل الذي لم يرفض أي مشروع أو فكرة تخدم الوطن والمواطن إلا وأمر حفظه الله باعتماد الميزانيات الضخمة لها.
هذا الملك يحتاج إلى رجال منفذين يسيرون على نفس خطاه وبنفس السرعة لأنه أيقن أدامه الله أن الزمن سوف يتخطانا إذا سرنا بنفس سرعتنا السابقة فالعالم يتقدم كل دقيقة نحو الأفضل. ورأى حفظه الله أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال تطوير منظومة التعليم فهو الركيزة الأساسية لتقدم الأمم والشعوب خاصة ونحن أمة اقرأ لذا فإن الأمر يحتاج إلى مؤازرة بين الدولة والمجتمع، ففي التعليم المجال واسع جدا والتعاون ممكن وبسيط فالمنزل هو الخطوة الأولى والأساسية لبناء الإنسان من عدة نواح، فإذا تعاونت المدرسة والمنزل أصبح لدينا طالب مميز أما ترك الحبل على الغارب والاكتفاء بمجرد ذهاب الطالب للمدرسة والعودة منها فهذا لا يكفي البتة.
إن مجالس الآباء على طريقتها الحالية غير مجدية وليس لها أي نتائج إيجابية إلا بفرح الطالب بحضور والده أمام زملائه في الحفل الختامي.
أقترح أن تكون هناك ورش عمل بين أولياء الأمور ومسؤولي التعليم في المدارس بصفة دورية يكون لها تدوين ونتائج تتم متابعتها وتؤثر على مستقبل الطالب.
إن من حسن حظ التعليم في المملكة هو اختيار خالد الفيصل وزيرا للتربية والتعليم لا تملقا وإنما هي الحقيقة فما يتمتع به من صفات أخلاقية وإدارية وثقافية وقيادية تؤهله ليكون قائدا لهذه المسيرة التعليمية وحاملا للوائها ليحقق الحلم على أرض الواقع، متمنيا من سموه إعطاء إدارات التعليم في أنحاء المملكة صلاحيات واسعة ليتواكب عملها مع ما هو مطلوب منها بعيدا عن المركزية الإدارية التي جربناها عدة عقود ربما كانت مطلوبة سابقا أما الآن وأمام هذا التطور التقني وجملة الأهداف المطلوب تحقيقها فلا مجال إلا إعطاء الصلاحيات فهو المخرج الوحيد للوصول بالتعليم إلى مصاف الدول المتقدمة مع إيجاد رقابة فاعلة ومستمر ة على كل القرارات التي تصدرها إدارات التعليم وذلك من خلال تزويد الإدارات المختصة في الوزارة بصورة مستمرة منها وإبداء أي ملاحظات عليها إن وجدت حتى يمكن تفاديها مستقبلا.
وفق الله العاملين على جميع المستويات لرفعة هذا الوطن الغالي.
آخر الكلام: إذا أردت السؤال عن أمة فاسأل ماذا يتعلم أبناؤها.
وثبة في منظومة التعليم
7 يونيو 2014 - 19:38
|
آخر تحديث 7 يونيو 2014 - 19:38
تابع قناة عكاظ على الواتساب