في كتابه «من الكعبة وإليها .. بناء الانسان وتنمية المكان» وفي معرض حديثه عن قيام الدولة السعودية منذ تأسيسها على يد الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيب الله ثراه، يقول الامير خالد الفيصل «وحسب معلوماتي فإن التاريخ لم يشهد تحديثا في أمر البيعة لما وضعه ثاني الخلفاء الراشدين حتى جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله بالأمر رقم أ/135 وتاريخ 28/09/1427هـ بتأسيس هيئة للبيعة في المملكة العربية السعودية» وهكذا ركزت حكمة القيادة على ضرورة ترسيخ قواعد الحكم لتعزيز استقرار الوطن كي تمضي مسيرته التنموية الى غايتها تحلق في آفاق العصر، وتجاوبا مع المقتضيات المستجدة يأتي الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الامير مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد اضافة الى كونه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ليؤكد حرص القيادة الرشيدة على المزيد من عوامل ترسيخ الاستقرار بالمزيد من القرارات التي تحدد خارطة الطريق واضحة لا لبس فيها أمام الحاكم والمحكوم، وبذلك تجري التعاقبات في مواقع المسئولية بمرونة وأمان على مرجعية النظام الحاكم لهيئة البيعة بكل الشفافية والوضوح.
الجدير بالذكر أننا هنا ولله الحمد والمنة اذ ننعم بالأمن والرخاء لننظر بعين الحسرة والأسى على الاشقاء في غير مكان من عالمنا العربي وهم يفتقدون ادنى درجات الأمن بل واللقمة يموت بفقدها الجياع في أتون حروبهم الداخلية التي تنطلق من أيدلوجيات أغفلت تماما هذا النموذج الإسلامي القائم على البيعة والشورى في المملكة.
حق علينا أن نشكر المولى جل وعلا أن هدانا الى ما نحن عليه قيادة مبادرة مطورة تقود القافلة الى آفاق العصر في حمى شريعة الكتاب والسنة وشعب اختار قيادته على هذه
الشريعة وأحب قائده فأسلم له قياده ومضى في كتيبة الناهضة جنديا يسترخص كل جهد في سبيل الوطن. قائدا لم يترك مجالا إلا وله بصمة واضحة، قائد استشعر ان الأمم لا تنهض إلا بالعلم فأعطى التعليم ما يستحق هذا القائد الذي وضع البنية التحتية لكل مجالات الحياة في هذا الوطن العزيز.
تحية الشكر والتقدير للقائد الوالد ولسمو ولي عهده الأمين على هذا القرار الحكيم، والتهنئة الخاصة لولي ولي العهد سائلا الله جل وعلا ان يعينه على مهامه الجسام وأن يوفق قيادتنا في مواصلة المسيرة أمنا ورخاء، وأن يبصرنا على ما نحن فيه من نعم لاتعد ولا تحصى ويرزقنا الشكر والثناء عليها للرزاق الكريم وينبه بعض من بني جلدتنا لكي يعملوا عقولهم بدلا من قلوبهم وأن يوقظهم من رقدة الغافلين الجاحدين.
آخر الكلام ..
بالشكر تدوم النعم.