-A +A
راوية حشمي (بيروت)
الكاتب معتقل، والمخرجة اعتذرت، وأبطال المسلسل متوارون خارج حدود الوطن.
هذا ما آلت إليه حال «الولادة من الخاصرة» التي تعسر مخاضها في الجزء الثالث بعدما صدر قرار من قبل السلطات السورية تعتبره إنتاجا غير سوري ومنعت عرضه على قنواتها الرسمية على عكس الجزءين الماضيين.
المسلسل الذي شتت فريق العمل، يطرح الكثير من علامات الاستفهام، تبدأ مع الاعتذار غير المبرر للمخرجة رشا شربتجي، مرورا باعتقال الكاتب سامر رضوان على طريق بيروت دمشق، والأسباب ما زالت مجهولة كذلك مصيره، وصولا إلى الفنانين أبطال المسلسل الذين ما زالوا خارج حدود الوطن، وقد كانوا يدخلونه عبر المراكز الأمنية والعسكرية طيلة الأشهر الفائتة، أي قبل عرض المسلسل بحجة تصوير أعمال درامية أخرى دون إتيانهم على ذكر اسم «الولادة من الخاصرة».
فهل حقا إن هؤلاء الفنانين مطلوبون للنظام؛ لأنهم خانوا وطنهم وأن الاعتقال سيكون مصيرهم لا محالة؟
أبطال المسلسل لم ينبسوا حتى اليوم بكلمة واحدة، فيما التطمينات والتهديدات من الموالين للنظام تخرج إلى صفحات التواصل بعد عرض كل حلقة، متوعدين إياهم بالاعتقال والمحاكمة، الأمر الذي نفاه مصدر في وزارة الإعلام السورية في الخامس والعشرين من يوليو الجاري، حيث قال: «أولا لا يجوز تصوير المسلسل من الناحية القانونية».
وأضاف: «فيما يتعلق بآراء اعتبرته مسلسلا مسيئا للوطن، أيد المصدر هذه الفكرة، وقال إن منبر الموتى كتب لدوافع أخرى غير صناعة دراما، مؤكدا أن رأيه هذا شخصي وليس نقابيا. ونفى علمه بأية عقوبات قد تطال القائمين على المسلسل أو نجومه، مستبعدا حصول ذلك بشكل تام. ويعتبر مسلسل «منبر الموتى» أول عمل سوري لا يعرض على قناة سورية في تاريخ الدراما السورية برغم عرض أول جزءين للمسلسل في العامين الماضيين «ولادة من الخاصرة» و«ساعات الجمر».
وحده الممثل السوري رفيق السبيعي عن الصمت الذي توارى خلفه فريق العمل، فقال مدافعا عن ابنه سيف الدين سبيعي (مخرج الجزء الثالث)، مستغربا حالة الاستياء التي بدت على وجوه كثيرين من متابعي المسلسل الذي يتخذ من «منبر الموتى» عنوانا له، فقال: «ابني سيف يؤمن بسورية وبأمنها واستقرارها، ويتخذ من العلم الأحمر علما له يمثله وطنيا، ومسألة إخراجه لهذا المسلسل طبيعي جدا، فالجدل يقوي الأعمال الدرامية بطبيعة الحال».
الانتظار وحده سيد الموقف. فالمشاهدون ينتظرون نهاية هذا المخاض الذي أنهكهم على مدى ثلاث سنوات، والممثلون ينتظرون، إطلاق سراح سامر رضوان، فإن حصل على حريته، فهذا يعني أنهم غير مطلوبين، وغير خائنين لسوريتهم.