حذر علماء من اتهام الآخرين بالتكبر لكون الآخر خالفهم الرأي، أو لمواقف يغلب عليها الأهواء، قائلين: إطلاق صفة التكبر على الآخرين جريمة يعاقب القانون عليها.
وعد أحد المشاركين رمي هذه التهمة على الآخرين من القذف الذي نهى الشرع عنه، مطالبا بالترفع عن ذلك لئلا تؤخذ صورة غير حسنة عن نظرة وأخلاق وتعامل المسلم مع الآخرين، خصوصا أن الأمر منتشر بين بعض الفرق المعاصرة، كما نادى بحسن الظن وبالابتعاد عن الغرور لئلا يكون الشخص عرضة لهذه الألقاب.
وأجمع المشاركون على أن المتكبر مكروه ولا يحظى باحترام الآخرين، وأن التواضع من أجل صفات المسلم التي يعتز بها.
وشدد المستشار القضائي الخاص وعضو الجمعية العربية للصحة النفسية بدول الخليج العربي والشرق الأوسط الدكتور صالح اللحيدان على عدم جواز إطلاق صفة التكبر وغيرها كالمغرور أو المبتدع، معتبرا ذلك من القذف الذي يتيح للمتضرر رفع دعاوى ضد متهمه.
وقال إن كان ولا بد من الانتقاد، فعلى الشخص اللجوء إلى العموميات وانتقاد الصفات وليس أن يذكر شخصا بعينه، مبينا أن إطلاق هذه التهم على الآخرين يجر إلى ما هو أكبر، كما أن بعض القضايا وجدت أسبابها الحقيقية عند اتهام الآخرين بالكذب والانحراف.
وبين أنه ومن خلال وقوفه على بعض قضايا الاتهام والتلفظ على الآخرين اتضح له أن مطلق التهم على الآخرين كالكذب أو التكبر إنما هو نفسه الكاذب، قائلا لا يجوز إطلاق هذه الألفاظ إلا بدليل ظاهر من رجل عاقل عالم يعي ما يقوله، وليس من أحمق أو به حسد.
وأشار اللحيدان إلى أن الأصل في إلقاء الألفاظ التحدث بالطريقة الحسنة ونصح كل من ينشر الإشاعات، محذرا من إطلاق لفظ المتكبر على من خالف رأي المتحدث، فهذه الحالة يوصف صاحبها بالمخالف في رأيه.
واستاء اللحيدان من بعض الفرق المعاصرة قائلا «ينشر بعضهم هذه التهم تجاه الفرق الأخرى المخالفة لهم فيسفهونهم ويتهمونهم أمام الناس بالغرور والكذب»، محذرا من غيبة الناس والنهش في أعراضهم.
وطالب بأهمية الترفع عن مثل هذه الأقوال، وضرورة حسن الظن.
ونادى عموم أهل العلم والكتاب قراءة بعض الكتب المعينة على تجنب هذه التهم، ككتاب: ما لا يسع العالم جهله، أخلاق العلماء، تلبيس إبليس، تذكرة الحفاظ، الرفع والتكميل، الفروق.
إلى ذلك، اعتبر مدير الأوقاف والمساجد في محافظة جدة فهيد البرقي انتشار هذه التهم بين أفراد المجتمع آفة خطيرة، مبينا أننا أمة الرحمة وحسن الظن، والبعد عن إطلاق ما لا يليق.
وطالب بمراعاة قول الله تعالى: (إن الله لا يحب المتكبرين)، مشيرا إلى أن المرء لو تعاهد هذه الآية لترفع عن التكبر ولتبين له سوء منقلبه، ولتحلى بالصفات الحميدة التي نادى الشرع بها.
ونادى البرقي إلى أهمية أن يراعي المرء قول الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، كما لفت إلى حديث رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: (وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)، مبينا أن اللسان سلاح ذو حدين، وأضاف «تحقق اللسان للإنسان أحيانا من الخير ما لا يعلمه» كما في حديث رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات وأن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في نار جهنم).
وخلص إلى أن «أكثر ما ابتلي الناس به في العصر الحاضر هو الغيبة رغم النهي عنها في كتاب الله ــ سبحانه وتعالى ــ في قوله: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه).
رفضوا إطلاق الغرور على مخالفيهم الرأي.. علماء وشرعيون لـ «عكاظ» :
اتهام الناس بالتكبر قذف يجرمه القانون
4 أبريل 2013 - 23:04
|
آخر تحديث 4 أبريل 2013 - 23:04
تابع قناة عكاظ على الواتساب
محمد المصباحي «جدة»