أعترف بداية هذا الأسبوع أنني أعيش بذاكرة مشوشة..
يوجد في رأسي من الداخل عقل بأثره لا بواقعه الفسيولوجي الآيل إلى التشخيص البيولوجي، ولكن هذا العقل بنوافذه وغرف التفتيش المتوافرة إليه ملحقات ومستلحقات، طاله التشويش إلى درجة تقترب من الوباء.
وإليك الخلفية الآيلة إلى تشخيص منفرد على هكذا نحو.
إنني أكره الفيس بوك درجة المقت، فهو يعمل على تضخيم التشويش في رأسي، وبوصفي قد أدمنت عليه قبل أسابيع قلائل من الالتحاق بـ «عكاظ» باحثا صحافيا، فقد سألت أحد أصدقائي الصيادلة كيفية التخلص منه مؤقتا، فلم يعدم الوسيلة أبدا وناولني على عجل بعض حبات (السيردالود). إن ثمنها لا يتجاوز بضعة ريالات قلائل، ولكنه زعم في النهاية أنها سوف تقضي على جميع أشكال التوتر العضلي الذي ينتابني مخيخا من الداخل، هذا عدا كل عضلة مرفقة بطيه..
هذا الفيس بوك هو مصدر المشاكل، ولابد أن كثيرا من المتكاتبين تراسلا من خلاله وإليه أدمنوا الآفة تلو الآفة والأخيرة تأتي بعدها آفة أخرى!!.
قبل أيام من افتتاح معرض الكتاب في العاصمة الرياض تلقيت رسائل من أشخاص بدعوى الحوار حول مسألة الثقافة.
على عجل كتب أحد حضراتهم إلى حضرتي قائلا: إن هناك مواقع جرى إغلاقها نظرا لخطورتها على معابر التفكير ليل نهار. في اليوم التالي تلقيت رسائل من مصادر يبدو أنها ليست على وفاق من الأولى زاعمة تصحيح ما سبقت إليه الإشارة. وعلى هذا الأساس فقد كتبوا لقد تلقيت أيها الانسان خبرا ليس صحيحا.
في اليوم الثالث أرسل طرف آخر رسالة بعنوان ترمي بشرر، صرفة هكذا جاءت الرسالة، وسألني بطيها: ما هو رأيك!!
وفي رسالة رابعة قبل خامسة كتب من لا أعرف عنه شيئا: إنه خطأ جسيم هذا الذي يحدث، فلو لم يبعثوا الشباب في سن مبكرة إلى الخارج وتحديدا عقب الثانوية، لما كان لدينا هذا الكم من المتراكمات التي تسيء إلى واقعنا وحياتنا، ولن أكمل شيئا حول حياتنا، لأنه ما بعد الحياة غير موت بمرفقات التراب،، وبدأت أكتب من غير معرفة به وعنه وإليه: فمن وجد خيرا فليحمد الله ربه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه!!، وهكذا تناولت نصف حبة من السيردالود، وقذفت بكل محتويات المشط الدوائي في أقرب حاوية للنفاية. إذا طال هذا المقال فأقصروه ها هنا!!، ولكنني ماذا فعلت.. فقد رقدت في مكاني.
ومن قبل ذلك حاولت المقاومة واكتشفت أن «السيردالود» دواء خطير، وقلت يا إلهي: «لن أتعاطى هذه الأدوية التافهة»، لابد أنهم صرفوها بالخطأ، فالشد العضلي ببعض المعاناة فيه من الله رحمة، وسقط جسمي مغشيا عليه في مكانه، وبعد ساعات قلائل أفقت خفيف الظل هكذا أفقت وفجأة تلقيت رسالة وبمرفقات الكلام صورة لسيدة محاضرة خليجية. إنها تطلب صوتا واحدا بقولة نعم: فقط لأجل الله صوت واحد.
وللواقع خفت داخل نفسي، فقد شككت أن ذلك ربما كان خيالا من بقايا «السيردالود»، أو أنه مس شيطان، ولكنني اقتربت وبأصابعي كتبت: أعوذ بك ربي من الغواية.. ولاحقا أيضا نسيت أنني ولدت سباعيا وتوحدي مقرف في آن واحد. ولماذا أخاف الآن. وهكذا سألت تعالي دكتورة، فأنا أيضا دكتور: هل أنتي ليبرالية، حديثة أو مستديمة. قوليها صراحة محافظة أنت أو من بقايا الشيوعية.. قوليها صريحة وسريعا وسوف أدعمك بصوت بروليتاري توحدي ولاحقا سوف أكون معك وإلى جانبك بكل ما أوتيت من حواس تكنوقراطية، وليس من دواعي أن أعرف ما هي القضية، فنحن في الخليج.. جميعنا من أهل الفريج.
يا رب سامحني ها أنا أعيش وأحيا منذ زمان بعيد جدا،.. وأكثر حياتي أعيشها بغير قصد في قضايا انصرافية، فمنذ زمن بعيد لا أذكر أنني فعلت أو حتى قلت أو كتبت شيئا!!.
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة
الكتابة عبر بوابة «السيردالود»!
6 مارس 2010 - 21:46
|
آخر تحديث 6 مارس 2010 - 21:46
تابع قناة عكاظ على الواتساب