-A +A
خالد السليمان
علاقات الدول قائمة على المصالح، هذا أساس يجب أن نضعه عند تقييم أي علاقة مع أي دولة دون أن ننجرف وراء العواطف والذكريات أو نسترجع المواقف والأحداث، فلا رهان على صداقة دائمة ولا ارتهان لخصومة دائمة!

والعلاقة مع أمريكا ليست استثناء، فمد وجزر هذه العلاقة ارتبط دائماً بالمصالح الأمريكية في الشرق الأوسط واستقرار أسواق الطاقة، ولم تكن المبادئ السياسية أو الأخلاقية يوماً جزءاً من اعتبارات السياسة الأمريكية في علاقاتها بالدول والشواهد التاريخية كثيرة، فكم من حليف خذلوه وكم من عدو صالحوه وفق مصالحهم ودون اكتراث لتأثيرات ذلك على حلفائهم وأصدقائهم!


ونحن في السعودية عانينا دائماً من النظر إلى العلاقات مع الدول الأخرى من زوايا أخلاقية وكانت النتيجة في كثير من الأحيان محبطة، فعلاقاتنا في العالم العربي تعرضت في مواقف كثيرة للخذلان سواء من دول وقفت معها المملكة في كل ملماتها وقدمت لها الدعم السياسي والاقتصادي لحفظ استقرارها ونصرة قضاياها، بينما جاءت أزمة الخليج الأخيرة لتبرهن على أن علاقات الأقربين أيضاً تخضع لعواصف المصالح السياسية وخذلان العواطف، والفطن من أمن ظهره قبل أن يضع درع صدره!

لذلك يجب أن نتعامل بواقعية المصالح في العلاقات مع أمريكا وأوروبا وحتى روسيا والصين، ففي عالم السياسة قيمتك بقدر الحاجة إليك، وهيبتك بقدر قوة قدراتك على المواجهة والصمود والتصدي للضغوط!

باختصار.. لم نكن مدينين لأمريكا أو غيرها في أي يوم بصفاء علاقة، ولن نكون رهينة كدرها!