-A +A
ريهام زامكه
يُحكى أن هُناك زوجاً تزوج على زوجته، فثارت ثائرة الزوجة وطلعت (عفاريتها) وطَبقت في (زُمارة رقبته)، ووجهت أصبعها نحوه مُهددة وقائلة:

اسمع يا أفندي، أنا مثل «الفريك ما بحبش شريك» يا أنا يا هيّ، ومستحيل أعيش مع ضرة، يا تطلقني يا تطلقها يا حسفرك في رحلة (One way) للآخرة !


فتلخبط (الزوج) وأصابته (أم الرُكب) ولمن لا يعرفها، هي حالة مرضية مفاجئة تتسبب بانتفاضة الرجلين بسبب الخوف بعدما يورط الحبيّب ويوقع (ومحدش يسمي عليه) !

لا أحد يستنكر التعدد ولا يُحرمه، فالإسلام شَرع للرجل تعدد الزوجات مثنى وثلاث ورُباع بالعدل ولهذا حكمة إلهية لا يعلمها إلا الله، لكن لا أحد يستنكر أيضاً على أي امرأة غيورة ومُحبة لزوجها رفضها (لشريكة) تُشاركها فيه وهذا من حقها الإنساني.

وقد سمعنا الكثير من قصص التعدد التي بَنت وهَدمت أيضاً بيوتاً كثيرة، فلماذا يتزوج الرجل بامرأة أخرى ولا يكتفي بواحدة؟

أليس هذا خيراً له من أن يحاول (ولن يستطيع) توزيع حبه واهتمامه و(أبراج عقله) ووقته وجهده وماله بين امرأتين؟!

(الشماعة) التي يُعلق عليها أغلب الرجال المُعددين فعلتهم هي (المرأة)، فيتحجج بعضهم أنها (نكدية) ولا مبالية أو رومنسية بزيادة، ويعتقد بعضهم أن امرأة واحدة لا تكفي بالفعل، وبعضهم الآخر بدون أسباب مقنعة وضرورية قد يكون أصابه المَلل من العلاقة وأراد أن يُجدد نشاطه ليس إلا... !!

بالطبع هذا ليس كل شيء؛ ففي المقابل وحتى نكون واقعيين، هناك بالفعل (زوجة نكدية) تهوى المشاكل ولا تتعاشر، وزوجة مُهملة لنفسها وزوجها وبيتها، وزوجة لا يستطيع زوجها التفريق بينها وبين أي أحد من شدة إهمالها لأنوثتها وجمالها.

ولكني اليوم لست بصدد الحديث عن هذه الفئة، لأن الرجل في هذه الحالة ربما يكون (معذوراً) ومعه الحق في التعدد بحثاً عن امرأة تُسعده وتُحبه وتحتويه.

لكن (سبع البُرمبه) الذي يُعدد ويتزوج بدون أسباب ضرورية،، ما عُذره؟ لن نسمع منه سوى (الشرع محللّي أربع) دون أي اهتمام لمشاعر زوجته وكرامتها وقلبها وسنين عمرها التي قضتها معه وضاعت هباءً منثوراً.

وقد (شهد شاهدٌ من أهلها) في هذه النقطة، فقد أكد استشاري طب نفسي شهير في أحد اللقاءات أن أغلب الرجال الذين يبحثون عن التعدد يكذبون في تحديد دوافعهم، وهُم يستخدمون الدين كذريعة فقط، داعياً إلى عدم معاملة التعدد بعبثية ويجب تجنبه، فبنات الناس لسن لعبة، وليست (علبة كولا) تشتريه وإذا لم يعجبك تريد استبداله (بعصير) !

ومع تحفظي على تشبيهه (السخيف) ربما اختلطت عليه الأمور، فالمرأة صحيح (قارورة) ولكنها ليست سِلعة تُباع وتُشترى يا دُكتور !

قد تكون مثل (العسل) فيها شفاء لكل داء، وبعض الأحيان مثل (السُم الهَاري)، وأنت وحظك !

أحدهم قال: «إن كورونا مثل (بعض) الزوجات؛ حيث تحاول في البداية السيطرة عليها ثم تدرك أنك لا تستطيع، ثم تتعلم كيف تتعايش معها».

عزيزي الزوج؛ هناك ثلاثة أنواع من الرجال لا يفهمون المرأة وهُم: (الشبان، والشيوخ، والكهول)، فلا تكن واحداً منهم ولا تسألني ما الحل.. (تصرف بهدوء) !

Rehamzamkah@yahoo.com