-A +A
حمود أبو طالب
كل الذين على هذا الكوكب ستكون أنظارهم اليوم مصوبة على واشنطن لمتابعة ما سيحدث في يوم تأريخي فارق سبقته ظروف وأحداث وانقسامات وأخطار لم تشهدها أمريكا منذ بدايات القرن الماضي، هذه المدينة التي يدار معظم العالم من دهاليزها مشغولة اليوم بنفسها، تتحسب لما يمكن أن يحدث خلاله من مفاجآت، وتستعد لمرحلة قادمة تمثل أكبر التحديات التي تواجهها.

واشنطن اليوم ثكنة أمنية وعسكرية ومتاريس ونقاط تفتيش وآلاف من عناصر المراقبة والتدخل والطوارئ، ولا مجال فيها للاستمتاع بالتقاليد التأريخية العريقة لانتقال السلطة كما يحدث مع مجيء كل رئيس جديد. إنها تشبه المدن في البلدان التي يسيطر عليها العسكر ويفرضون حالات الطوارئ في معظم الأوقات، وليست المدينة الرمز لعراقة الديموقراطية والتأريخ التراكمي الطويل لها، هذه المرة يسيطر عليها الخوف ليس من هجمات خارجية أو منظمات إرهابية أجنبية بل من الانقسام الداخلي العميق الذي قارب شفير الخطر، اليوم تعرف واشنطن فحوى الهاجس الأمني والقلق المرعب الذي تعيشه كثير من بلدان العالم المسكونة بالمفاجآت المزعجة.


كل هذه الظروف والمعطيات والواقع المختلف، هل ستجعل أمريكا منكفئة على داخلها تماما في المرحلة القادمة، مشغولة بذاتها، وليس بخارجها. هل سيكون الدور الأمريكي خارجها محدوداً ولو مؤقتاً خلال المرحلة القادمة، هل سيتراجع نشاطها السياسي الذي ينتشر على امتداد اليابسة لحساب القوى الأخرى المنافسة، هل ستتغير معادلات كثيرة ابتداء من اليوم؟

لا نستطيع الجزم بشيء الآن، ولكن المؤكد أن مفاجآت كثيرة ستحدث.

habutalib@hotmail.com