-A +A
منى المالكي
تنتمي المملكة العربية السعودية إلى موقع جغرافي مؤثر تاريخياً، فهي دولة ممتدة الجذور إلى مكان راسخ وليس طارئاً، إلى مكان هو المتن لخطاب مؤثر ضم داخله ثقافات متعددة متجانسة بل ومختلفة في بعض الأحيان، وهذا يثري إنسان المكان لأن المكان وتشكيلاته يؤثر في إنتاج الثقافة التي يشكل داخلها الخطاب الجزء الصلب منها.

المكان والإنسان ثنائية مؤثرة ومهمة في تشكيل الثقافة والدبلوماسية بوصفهما رافعتين قويتين للتأثير على عواصم صنع القرار أولاً وللتغيير الذي نعيشه الآن، ففكرة التحول فكرة إنسانية ثقافية وحقيقة مطلقة، فالتحول هو الثابت الوحيد من سنن الكون! ولكن للتحول ظروفه الثقافية حتى ينجح ويؤتي ثماره.


مرحلة (اللا توازن) نتيجة الصدمة التي قادت المجتمع إلى التغيير فكرة ذكية، لأن كل ما كان في تاريخ الإنسانية من تحولات عظيمة لم تأتِ إلا بصدمات عظيمة ربما تكون حروبا أو كوارث كونية أو ثورات أو هجرات كانت النتيجة لما سبق، وللهجرة ظروفها الإنسانية والاقتصادية والثقافية المريعة وفواتيرها الباهظة، بينما الصدمة التي عشناها كانت الأقل ضرراً بل كانت عند الأغلبية الحلم الذي طالما انتظروه!

والآن ونحن نعيش مرحلة (الصحوة الثقافية) نرى أن علامات المرحلة بدأت تظهر بالشكل الذي نتمناه وإن كان الطموح أعلى بكثير ولكنها خطوة على طريق سيطول حتى نبدأ في تلمس أثارها، ففكرة ربط الشباب من خلال رياضة شعبية (كرة القدم) واستخدام (الفانيلة) الرياضية لكتابة أسماء اللاعبين بالخط العربي، أجدها فكرة جيدة في مواجهة تهميش اللغة العربية عن خطاب الشباب الجديد وهذا له أسبابه المقنعة في أغلبها للأسف! فوضع تدريس اللغة العربية وانحسارها عن الطلب في سوق العمل وضعف المحتوى العربي عن شبكات (الإنترنت) أسباب وجيهة لذلك التهميش! ولكن هذا لا يجعلنا نقف متفرجين أو نحاسب غيرنا على لغة هي الهوية الأصيلة لوطن هو قبلة العروبة، بل العمل على تذليل الصعوبات السابقة هدف لابد أن تتكاتف وزارات مثل الثقافة والرياضة والتعليم وهي الوزارات الحاضنة للشباب وللخطاب المهم والمؤثر.

والرهان في المرحلة القادمة والذي نتطلع إليه هو خطاب ثقافي عنوانه «السعودية أثرت في الإنسانية» هذا هو الخطاب الذي نستحقه.

كاتبة سعودية

monaalmaliki@