رغم ان "المولات" والمجمعات التجارية الحديثة انتشرت وبكثافة في مدن المملكة المختلفة الا انها لم تستطع ان تزيح عشرات الاسواق الشعبية البسيطة التي ظلت صامدة على الطريق الساحلي منذ بدايته في الليث وحتى نهايته في الخوبة على حدود المملكة مع اليمن حيث يتم ترويج السلع التراثية والتقليدية في الهواء الطلق. التجار في تلك الاسواق يفترشون الارض ولا يجدون ما يستظلون به بعيدا عن البوابات الالكترونية والسلالم المتحركة واجهزة التكييف المركزية. ولا يكدر صفوهم سوى دخول بعض الوافدين في طريقهم وتلاعبهم بالاسعار بالاضافة الى الاهمال وتدني مستوى النظافة ومداهمة مركبات الطريق الدولي لبسطاتهم.
محمد النعيري احد ملاك المحلات في سوق الوسقة الشعبي يقول ان الوافدين يتبعون اساليب ملتوية وينجحون لكثرتهم فالذي يساوي 60 ريالا يرفعون سعره الى 200 ريال.
ويقول صالح محمد - بائع سابق - انا احد ضحايا السوق ولقد رفعت الراية البيضاء بسبب الوافدين وبرر احد ملاك المحلات في السوق عدم سعودته للعمالة في محله بقوله اتمنى ان تكون عمالتي مواطنة ولكن امام هذه المنافسة انا مضطر ان افكر في توفير أي مبلغ وطالما الاستقدام مفتوح للاجانب لن نفعل شيئاً في السعودة ولكن ان تحسبها فالوافدون وتحديدا الهنود والبنغلاديشيون يرضون بالقليل مقارنة بالسعودي.
وابدى استياءه الشديد من حال السوق ووضعه قائلا ان وجود مثل هذا السوق في الليث مهم للغاية والمفترض ان توليه الجهات المعنية الاهتمام بعد ان غابت النظافة عنه وباتت الاسعار فيه غير واقعية تحكمها المزاجية.
وطالب مرزوق النعيري بالحلول السريعة والعاجلة فيه مشيرا الى ان العشوائية سيطرت على السوق.
وقال ان المتسوقين يوقفون سياراتهم فيه بطريقة غير منظمة الامر الذي يسبب الازدحام والاختناقات المرورية في الموقع. واقترح ايجاد لوحات ارشادية تدل المسافرين على موقع السوق ليتمكنوا من تجنبه. وطالب المهداوي الجهات المعنية في المحافظة المسارعة باصلاح وضع سوق غميقة الشعبي والعناية به واقترح عددا من الحلول منها سفلتة موقع السوق وتجهيز سواتر ومظلات فيه لحمايته من مصادر التلوث الملاصقة به واتخاذ تدابير وقائية من الجهات المعنية مثل رش السوق وازالة المخلفات منه قبل يوم الخميس. مشيراً الى ان تجهيز السوق يحل مشكلة المحافظة من عدم وجود سوق مجهز خاص لبيع المنتجات الموسمية التي تشتهر بها المحافظة كموسم بيع التمور والبطيخ والشمام.
احمد السلامي تحدث عن سوق محايل عسير الشعبي فقال قمت بجولة عليه ورأيت العشوائية ضاربة باطنابها فيها حيث رأيت طبقات من الحلوى الشعبية المشبك والحلقوم والمقصوص اعدت بطريقة تقليدية لافتا الى سيطرة العمالة الاجنبية على ادارة السوق الذين يقومون بتصنيعها غير مبالين بالمخاطر الصحية التي قد تترتب على المستهلكين مشيرا الى انها تستخدم قوالب خشبية لعجن الحلوى وتحريكها اضافة الى الطريقة الاخرى المخالفة بعيدا عن معايير السلامة في انتاج الاغذية وعلى الرغم من ذلك تجد على الحلوى اقبالا كثيفا من الاهالي لا سيما الزوار الذين يتوافدون على السوق الشعبي لشرائها. وطالب البلدية ان تكثف جولاتها على السوق.
اما سوق كياد الشعبي بالقنفذة والذي يفصله عن الطريق الساحلي بضع امتار ارق الاهالي والمتسوقين وفقا لسلطان الفقيه. فالعشوائية والاختناقات المرورية سيدة الموقف فيه ودائماً ما تتسبب في الحوادث والشجارات بين السائقين.
ويقول الفقيه ان موقع السوق بالقرب من الطريق الدولي الذي لا يهدأ من حركة السيارات على مدار الساعة يشكل خطراً جسيماً على المارة والمتسوقين على حد سواء الذين قد يتعرضون للدهس من سيارات المسافرين فاغلبهم يجهلون قرب السوق من الطريق. واضاف يختلط الحابل بالنابل فكل سائق يريد العبور ويرى ان له الاحقية في السير وربما تجد نفسك امام خروج مفاجئ لاحدى السيارات المعترضة.