-A +A
سلطان الزايدي
ستّون عاماً مضت وعكاظ الجميلة عنوان الريادة والتميّز، قدّمت نفسها كصوتٍ يتحدث باسم الناس، تحركت في كل الاتجاهات، ولم تتوقف عن العمل الإبداعي المهني في طرح الحقائق والبحث في أدقِّ تفاصيلها؛ حتى تكون الصورة أمام المتابع واضحةً وترضي حالة الفضول والتشويق التي تسيطر على أحاسيسه، والقضايا التي تحمل هذا الطابع كثيرةٌ في عكاظ.

عكاظ اليوم تتربع على قمة العمل المهني المرتبط بالحقيقة أولاً، فمَن يبحث عن الحقيقة ويجعلها عنوان عمله الإعلامي لن يجد غير الرضا والمتابعة من الشريحة الأكبر في المجتمع.


إن عكاظ منذ بداية تأسيسها -وحسب كلام من عاصروا تلك السنوات- وهي تسلك طريقاً مختلفاً في العمل الصحفي، ليس كل شيءٍ ممكن أن يُقدر على أنه خبرٌ مهمٌّ يستوجب النشر، هناك خاصيةٌ مهمةٌ لا تتمتع بها صحفٌ كثيرةٌ هي نوعية النشر، ولكل خبرٍ أو تقريرٍ في عكاظ نكهةٌ مختلفة، وعوامل معينة، يفرض وجوده في صفحاتها، فاليوم الشخص المتابع للخبر أو للمواضيع المطروحة تغير فكريّاً، وأصبح يعي ويميز ما يتناسب مع ذائقته وأهميته كإنسان يبحث عن تطوير ذاته بوجود معلوماتٍ تغذي هذا التحول في حياته؛ لذا نجد تفوق عكاظ في هذا الجانب، فالخبر البسيط المكتوب بطريقةٍ بسيطةٍ يترك أثراً كبيراً في المجتمع، ويكون حديث الناس كلٌّ حسب وجهة نظره.

وفي رأيي، عكاظ هي أم المجتمع؛ لأنها تراقب كل تفاصيله، وتتابع كل شؤونه، وتلفت الانتباه لقضايا مهمة يجب معالجتها، وهذا كله لأنها صحيفةٌ تحظى بسقفٍ عالٍ من الحرية والجرأة في الطرح، لا يمكن لأي متابعٍ أن يتخيل كمية القضايا المجتمعية التي ناقشتها عكاظ عبر صفحاتها، وكانت سبباً مباشراً في حلّها، هذا التميّز فرض مصداقية عكاظ على الجميع، وأصبحت الهدف الأول لأي متابعٍ تستهويه متابعة الأخبار بكل تفاصيلها.

إن شمولية عكاظ هي سرُّ نجاحها، ومصداقيتها هي عنوان تفوقها، وصدقها في حب الوطن جعلها أحد أهم الخطوط الإعلامية للدفاع عنه، فكلما تعرضت المملكة لحملة تشويهٍ نجد عكاظ بالمرصاد وبشكل مختلف.

الحديث عن محاسن الجميلة عكاظ طويل، لكن بالموجز عكاظ هي «Number 1».