-A +A
أحمد عوض
دائماً وأبداً لا أحد يرغب أن تتفشى الفوضى في المنطقة، ولكن وكما تُشير الدلائل يبدو أن المنطقة مُقبلة على انقلاب عسكري ولن يكون فاشلاً هذه المرّة، هذا أمر واضح جداً خاصّة إذا تذكرنا أنه تم طرد أكثر من 300 ألف دكتور ومهندس وطبيب وعسكري ومُدرس وقاضٍ من أعمالهم والتهمة كانت دعم الانقلاب!

هذه الخبرات التي أُزيحت عن المشهد وبجرّة قلم هل كان أحد يتوقع أن تقوم لهذا النظام الحاكم قائمة بعد كُل هذا الظلم؟!


تُركيا تتجه لهذا الأمر وبسرعة ولن يقف أحد ضد الانقلاب؛ لأن تركيا اليوم تواجه أزمة حقيقية تحتاج قيادة جديدة تُفكر بتركيا وشعبها لا أن يُصبح جُل اهتمامها احتواء الهاربين والمطاريد، الرئيس التركي بدلاً من مواجهة أزمة اقتصادية بتعقّل يواجهها بشعبويّة لن تُفيد تُركيا والأتراك.

ترديد أن الغرب يستهدف تركيا أمر لا يمكن تصديقه في هذه المرحلة، فتركيا لم تُستهدف عندما تعاملت مع شياطين التطرّف دفعاً للكُرد وكان النتاج تفكيك منظومة «الثورة» السوريّة.

وبعيداً عن تركيا وانقلابها القادم، خلال هذه الفترة قرأت لثلاث شخصيّات عربية ناشطة في وسائل التواصل، الأول كويتي اسمه على قوائم الإرهاب، والثاني سعودي هارب، والثالث مصري من مطاريد الربيع، الثلاثة جعلوا من دعم عملة تركيا جهاداً في سبيل نُصرة الإسلام!

والثلاثة كفّروا علناً كُل من يُناهض سياسة الرئيس التركي و«يتشمت» فيما يحدث..

لا أعلم عن أيّ إسلام يتحدث هؤلاء القوم، والكارثة أنهم يرفضون منح الآخرين حق أن يكونوا مُسلمين..

أجازوا علّمانية تركيا وحرّموها عند الآخرين..

في كل يوم يتعرّى هؤلاء القوم أكثر ويكشفون عن السوء الذي كان خافياً في نفوسهم..

دفع البُسطاء لتحويل ما يملكون لليرة تركيّة أمر لا يمت للجهاد بصلّة، لن يُعوضهم أحد عندما يخسرون ما يملكون..

هم يعلمون أنهم يكذبون لكنهم يستمرون في هذا الكذب بحثاً عن قطيع يؤمن بهم وبكذباتهم..

ادعم من تُحِبْ بكلمة، بمقال، بقصيدة، بتحليل، بأي شيء، لكن لا تجعل من الفتوى الدينية سلاحاً تُدافع بِه عن السوء..

* كاتب سعودي