ترسيم الحدود الدولية مع الدول المجاورة مطلب استراتيجي وطني لا يمكن لأحد ان يقلل من اهميته، وضرورة ضبط هذه الحدود ومراقبتها بشدة حفاظا على أمن الوطن والمواطن والحد من التسلل والتهريب وانتهاك سيادة البلد وحرمة اراضيه وحمايتها. ولكن ترسيم الحدود السعودية اليمنية كان له تأثير خاص على اهل الخرخير تحديدا ودون غيرهم من سكان الصحراء وان كان هناك من تأثر في مناطق اخرى من الصحراء. الشيخ مرعي المنهالي يؤكد ان ترسيم الحدود كان له اثر كبير على سكان الخرخير ويقول: عندما تأسست الخرخير كان كثير منا لا يحملون الجنسية وبدأ منح الجنسية عام 1405هـ ولكن هناك رعاة في الصحراء لم يحصلوا عليها بعضهم حصل على تصاريح عادية وتتجدد كل شهر والآن اصبحت تجدد كل 3 أشهر وكان الناس ينتقلون عبر المعبر البري في السابق وبعد ترسيم الحدود اغلق كل شيء. ويضيف: المشكلة الكبرى اننا اصبحنا نحن المناهيل منقسمين الى قسمين: نصفنا في السعودية والنصف الآخر داخل الحدود اليمنية، لا نقدر ان نصل اليهم وهم لا يقدرون على الوصول الينا، واصبح الحد فاصلا بيننا، وهناك من زوجته داخل الحد اليمني وهو داخل السعودية وهناك من إبله في الحد اليمني وهو في السعودية، والذي يريد ان يذهب لزيارة زوجته لا بد له وأن يذهب الى الوديعة، و1500 كيلو متر لكي يرى الانسان زوجته أو ابله.
وقبل ترسيم الحدود كان الوضع افضل وهناك معبر نزور اهلنا ونتبع حلالنا والامور مسهلة اما الآن فكل شيء مغلق، والناس تعاني منه أشد المعاناة.
معاناة طفلتين
محمد بن احمد بن جمعان المنهالي حكى لنا معاناة طفلتين خلف الحدود ويقول: لدي ابنتان احداهما عمرها 6 سنوات والاخرى 4 سنوات لديهما شهادتا ميلاد في السعودية.. تعيشان في اليمن ولم نتمكن من رؤيتهما منذ ما يقارب الاربع سنوات لانهما تعيشان في اليمن منذ ان تم ترسيم الحدود ولم نتمكن من اعادتهما الى السعودية، عندما تطفأ انوار الخرخير في الليل نرى انوار منازلهم على بعد 5 كيلو مترات منا، ولكي نزورهم لا بد ان نقطع مسافة 1500 كيلو متر عبر الوديعة.
ويضيف: اذكر انهما ذهبتا مع الوالدة الى (قريات) على انهم سيعودون وكان النظام يسمح بالتنقل قبل اغلاق المعبر ولكن تم اغلاقه بعد ترسيم الحدود ولم يكونوا يعلمون بذلك ولم نكن نتوقع ان يتم منعهم من العودة.
قبل اكثر من 6 سنوات كان اليمن قريبا علينا والبادية موجودين هنا وهناك، وابلنا وغنمنا تروح وتعود، وحياتنا مترابطة ومتصلة وبعد الترسيم اغلق الطريق.
ويضيف: اليوم اكثر جنسياتنا ممسوكة عند حرس الحدود كروت عائلة وبطاقات احوال وجوازات سفر لأناس خرجوا ولم يتمكنوا من العودة اكثر من 300 وثيقة موجودة في (كرتون) عند حرس الحدود.
والدتي هناك
محمد احمد عقيل المنهالي يؤكد ما ذهب اليه محمد احمد جمعان ويقول: والدتي ايضا هناك ولم ارها منذ اربع سنوات ولا اعلم كيف هو حالها ولا ادري متى يكتب الله الفرج لنا ونتواصل مع اهلنا هناك، وتفتح الدولة لنا معبرا حدوديا من الخرخير.
رفض التجديد
ويعاني اهل الخرخير من عدم انهاء معاملاتهم للحصول على الجنسية ومن مماطلة لجنة الربع الخالي في نجران وعدم تجديد بطاقات الاحوال لهم، وعدم ضم او فصل اولادهم من كروت العائلة، او عدم ضم الابناء او الزوجة لكرت العائلة.
سعيد صالح سعيد المنهالي يقول: بطاقة الاحوال الخاصة بي منتهية وذهبت الى نجران ولكنهم رفضوا تجديدها لي، ورفضوا ابداء اي سبب للرفض وعدت لا اعرف ماذا افعل!
ابناء بلا أم
صبير بن مرعي بن بشر القوايضة المنهالي يقول: اليكم الدليل على بعض ما نعانيه، وقدم لنا كرت العائلة الخاص به، وقال: لاحظوا كيف ضموا ابني «تركي» وابنتى «الرسم»، ولكنهم رفضوا ضم اسم والدتها الى كرت العائلة ولا ادري لماذا؟! أليست زوجتي؟! أليست ام الطفلين؟ ان ما يحدث شيء لا يقبله اي منطق انساني، ونريد من المسؤولون ان يجدوا لنا حلا.
التشكيك في الابناء
سعيد بن صالح المنهالي يتداخل قائلا: اذا كان عندك ابناء تزيد اعمارهم عن 25 سنة وتذهب لادارة الاحوال لفصلهم عن بطاقتك، يرفضون ان يفصلوهم عنك او يعطوهم بطاقات احوال جديدة.
ويضيف: ارهقتنا مصاريف السفر، والايجارات والتنقلات من مدينة لاخرى في معاملات تجديد وفصل او اضافة ابناء وكلها في النهاية لا تتم.
وتجد اعضاء اللجنة يشككون في اولادك وكأنهم مجهولون تريد منحهم الجنسية ويحققون معهم احيانا، اطفال لا يملكون الا البكاء عندما يقول لأحدهم اعضاء اللجنة «تكذب هذا ما هو ابوك!!». والله هذا لا يجوز والمسؤولون لا يرضون بهذا الشيء ونحن متأكدون انهم لا يعلمون عن هذا الذي يحدث ويضيف: نحن بسطاء وفقراء و«شيباننا» لا يتحملون صعوبة الطريقة من اجل هذه المراجعات.
زوجتي سعودية وانا بدون
سالم بن محمد احمد المنهالي يقول: تخيلوا ان زوجتي سعودية «ويشير الى جواز سفرها السعودي» وانا بدون جنسية وعاطل عن العمل.. وما زلت انتظر الفرج من الله ثم من المسؤولين.
محرومون من الشهادات
الشيخ بشير بن بشور بن حربي المنهالي من جهته يقول: لدى كل اهل الخرخير رجاء حار الى المسؤولين ان يفتحوا نقطة عبور بيننا وبين الحدود اليمنية.. لنرى اهلنا ونسترد «حلالنا».. والله اننا نراهم ونشاهد «حلالنا» امام اعيننا الا اننا لا نستطيع ان نصل اليهم وكل ما بيننا وبينهم عقم واحد والمسافة بيننا وبين حلالنا لا تزيد عن 5 كيلو متر ولا نستطيع الوصول اليه واسترداده، واذا ما اردنا استرداده لا بد ان نسافر الى شرورة 500 كيلو متر ثم الى الوديعة 90 كيلو متر ثم الى حضرموت اكثر من 800 كيلو متر ثم الى ارضنا في الجهة المقابلة لنا، وبذلك نضطر الى قطع مسافة تزيد على 1500 كيلو متر.