خلاصة هذا الموضوع هو ان نعتمد على العمالة المحلية الوطنية ونطور قدراتها ومهاراتها ونرفع الانتاجية ونستغني عن العمالة باستخدام التقنية. وهذا هو افضل عمل نقوم به. فالفقراء يتحولون الى أغنياء في اسواق العمالة المستوردة. فبالشكر تدوم النعم ولكل شيء اذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان، هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان، نريد ان نتكلم إحصائيا عما يحصل في بعض الدول التى لازم اسمها الفقر حتى في عقولنا. ان اهم طبقة اقتصادية يجب بناؤها والاستثمار فيها هي الطبقة المتوسطة. وهذه الطبقة هي من اهم المعايير في تقييم اي اقتصاد قوي في دول العالم. وتنظر الى مستوى التعليم الذي تحصل عليه هذه الطبقة ومن ثم الرعاية الصحية والوظائف المتاحة لها ومن ثم امتلاك المساكن والاستثمار او حساب التوفير الممكن لها اي انها تنفق اقل من دخلها. وطبعا بعد ذلك مستوى التغذية والترفيه والحرية التى تتمتع بها والمستوى الأمني والاستقرار الذي تعيش فيه. والمعايير تصل الى 160 معيارا وفي بعض الدول لا يعرفون حتى ما هي ولا يريدون ان يعملوا بها. ولنبدأ بدولة مثل اندونيسيا التى تتغير يوما بعد يوم بينما يعتقد معظم الناس انها دولة فقيرة تتراجع في مشاكل العالم الثالث بينما هي تسير بخطى سريعة نحو المقدمة. مثلا قبل خمس سنوات كان عدد من دخولهم متوسطة 66 مليونا بينما هم اليوم 97 مليون نسمة والمتوقع بعد 5 سنوات ان يصبحوا 140 مليونا. اما الفلبين التى نرتبط معها ارتباطا تاريخيا وثيقا في دول الخليج فالطبقة المتوسطة فيها كانت 24 مليونا واليوم هم 33 والمتوقع ان يصبحوا 45 مليونا بعد 5 سنوات. اما بنغلاديش فالأرقام هي 7.4 وستصبح 12 مليونا. المهم هنا ثلاثة مواضيع أولها ان هنالك تغييرا جذريا في دول كانت تنهار امام اعين العالم واليوم عادت الى النمو والتغيير الى الأفضل. والثاني ان هذه الدول تنافس العالم صناعيا وخدميا وحتى عسكريا فلديها مئات الملايين من السكان الذين تحسنت اوضاعهم وتحسنت حكوماتهم وأنظمتهم. والثالث هو ان موضوع العمالة وتزويد اسواق الخليج بها قد يصبح مستحيلا خلال عشرين عاما. اي ان جيل أطفال اليوم لن يحصل اطفالهم على رعاية فلبينية او اندونيسية. وربما تصبح هذه العادة والحاجة سلعة ذات قيمة عالية لهم وعليهم إيجاد بدائل مثل الاعتماد على أنفسهم وعلى العمالة المحلية. بل ربما تصبح عادة تهدر نسبة عالية من مداخيلهم فعليهم التخطيط لذلك اكثر من هذا الجيل المدلل والمحظوظ. والادهى اننا سندفع رواتب اعلى كل عام لأن العامل الفلبيني والإندونيسي سيجد سوقين لهجر اسواقنا ومنازلنا أولهما وجود من يدفع له هذا الراتب في بلاده والثاني انه ستوجد اسواق اخرى مثل هونج كونج وأستراليا والصين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وماليزيا وكندا وأوروبا. إذن هنالك منافسة في الطرف الاخر من المعادلة وهذا مربط الفرس. فتقع على الدول التى تتدهور نسبة مداخيل الفرد مسؤولية النظر الى الوسائل والاساليب والخطط الحقيقية الذكية التى تبني مداخيل سكانها. ويبدأ التغيير بالعقل البشري للإنسان وقيمه ومعرفته وخاصة المهارات المهنية والتحليلية واليدوية.
الفقراء يتحولون إلى أغنياء
5 نوفمبر 2015 - 19:30
|
آخر تحديث 5 نوفمبر 2015 - 19:30
تابع قناة عكاظ على الواتساب