غيب الموت بعد ظهر امس الاعلامي المخضرم غالب حمزة ابو الفرج اثر معاودة المرض له وكان الفقيد قد سبق ان خضع لمبضع الجراح والسرير الابيض قبل سنوات.غالب الذي توفي في منزله بجدة سبق له العمل مديرا عاما للمديرية العامة للصحافة والنشر بعد انشاء وزارة الاعلام ومشرفا على الشؤون السياسية بالاذاعة.خلال عمله بوزارة الاعلام كان الراحل قد اصدر اول صحيفة باللغة الانجليزية في المملكة كما اشرف على اصدار مجلة الاذاعة والتلفزيون التي كان قد انقطع صدورها لسنوات الى ان عادت في السنوات الاخيرة بمسمى «الاعلام والاتصال» وابو الفرج يعتبر من رواد القصة الحديثة في المملكة كما يكتب المقال الثقافي والاجتماعي ولكن شهرته الادبية ارتبطت بفن كتابة القصة فقال عنه الاديب عبدالسلام طاهر الساسي «انه يعتبر من رواد القصة الحديثة» وقال عنه د.ابراهيم الفوزان «انه يعتبر من ابرز ادباء القصة» وله جولات واسعة في هذا المجال.. وقد اصدر عدة قصص نالت اعجاب النقاد.
وشارك في الكثير من المؤتمرات والملتقيات الثقافية والاعلامية الداخلية والخارجية وله كتابات سياسية وثقافية ومن ابرز اعماله رواية بعنوان «سنوات معه» صدرت من المجموعة الاعلامية للنشر والتوزيع 1987 ورواية «الطريق الى سراييفو» عن دار القلم العربي في سوريا واعمال سابقة عديدة.
غالب حمزة ابو الفرج من مواليد المدينة المنورة في 21/7/1349-1931 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بها وحصل على شهادة معهد الاشعة والراديوم في مصر وحصل على الليسانس في الحقوق حيث عمل خبيرا فنيا للاشعة والكهرباء بوزارة الصحة ثم عمل في الديوان الملكي الى ان جاء موعد عمله مع الاعلام والمجال الصحفي تحديدا فعمل رئيسا لتحرير جريدة ام القرى «بالنيابة» وعمل لفترة مستشارا فنيا للمديرية العامة للاذاعة والصحافة والنشر.. ثم مديرا عاما للمديرية قبل ان نشأة وزارة الاعلام ثم ظل مديرا عاما للمديرية العامة للصحافة والنشر بعد انشاء وزارة الاعلام ومشرفا على الشؤون السياسية بالاذاعة خلال عمله بوزارة الاعلام اصدر اول صحيفة باللغة الانجليزية.. واشرف على مجلة الاذاعة والتليفزيون بين عامي 1404هـ، 1407هـ عمل رئيسا لتحرير جريدة المدينة المنورة، كما انه عمل بوزارة الخارجية لفترة قبل ان يتفرغ لاعماله الخاصة والتأليف، وفي 14/8/1415هـ عين رئيسا لتحرير جريدة البلاد خلفا للدكتور عبدالعزيز النهاري حتى ربيع الاول 1417هـ «1996»، رأس وفد المملكة في اجتماعات للجامعة العربية لاكثر من 25 عاما كرئيس لوفدها في اجتماعات وزراء الاعلام العرب.
الراحل الكبير صلي على جثمانه مساء امس في الحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة حيث دفن في مقابر البقيع والاسرة تتلقى التعازي في الفقيد اعتبارا من مساء اليوم الاثنين في منزلها بحي الروضة في جدة شارع النابغة الذبياني المتفرع من شارع الكيال.
الرحيل الخسارة
ثمن عدد من الاعلاميين والمثقفين الدور الذي لعبه المرحوم غالب ابو الفرج والرعيل السابق من الاعلاميين والمثقفين في اثراء الحركتين الاعلامية والثقافية مؤكدين ان رحيل ابو الفرج خسارة نظرا لما يمتلكه من تاريخ وما قام به من دور ساهم في خروج العديد من الشخصيات الادبية والثقافية والاعلامية البارزة.
دور ثقافي مميز
الدكتور محمد الشوكاني «نائب رئيس تحرير صحيفة سعودي جازيت» نعى ابو الفرج قائلا يعتبر ابو الفرج من اوائل رواد الادب والرواية السعودية فقد ساهم في رسم بذور الرواية مع جيله حتى بلغت الان واقعها الحالي ولاشك ان فقدان الساحتين الاعلامية والثقافية للاديب والقاص والروائي غالب حمزة ابو الفرج هو فقدان لرمز أفنى حياته في خدمة هذا الوطن في العديد من المناشط والادوار التي اسندت اليه اضافة الى دوره الثقافي.
رمز اعلامي
اما عبدالله العمري «نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة» فقال كان للفقيد حضوره المميز على الساحتين الاعلامية والثقافية فقد جمع بين الاثنين بتميز وساهم في مجال القصة والمقال واثراهما بعطاءاته اضافة الى تبوئه العديد من المناصب الادارية في الدولة وترؤسه رئاسة تحرير عدد من الصحف المحلية بدأها بصحيفة «ام القرى» مرورا بصحيفة «المدينة» ثم «البلاد».
وقال لقد عاصره العديد من الزملاء الاعلاميين في هذه المرحلة وكان بمثابة الموجه لهم فهذه البصمات الواضحة في مشواره الاعلامي ولاشك واكبها بصمات ثقافية وفقدنا ابو الفرج فقدان لعلم من اعلام هذا الوطن ورمز من رموز الصحافة المحلية.
من جانبه اكد مدير ادارة الكتب بفرع وزارة الثقافة والاعلام بمنطقة مكة المكرمة عابد عبدالله اللحياني ان لـ «ابو الفرج» دورا في اثراء الثقافة المحلية قائلا يعد ابو الفرج الاديب والكاتب من القلائل الذين قدموا جهودهم المخلصة في دعم الساحة الثقافية والاعلامية من خلال اطروحات امتازت بالتميز سار على مسيرتها العديد من تتلمذ على يده في الاجيال اللاحقة.