لا تخلو أسرة سعودية دون أن يكون أحد أفرادها من مواليد «يوم الشيبان» الموافق اليوم الأول من شهر رجب في كل عام هجري، إذ تحتفل الأسرة بالتاريخ الموحد لأغلب السعوديين من تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما. ينبت الاحتفال في معظم البيوت كوردة حب لا تجف، يتشارك قطفها الأبناء، وتعم الجو الأسري البهجة والتآخي فيما بينهم، وتمضي السنون بكامل بهائها.
يربط كل «الشيبان» قصة تأريخ مواليدهم، أضاعوا أيامهم الأولى منذ الولادة، لا يعرفون متى كان يوم ميلادهم على وجه التحديد، فقررت الحكومة آنذاك توحيد تواريخ المواليد، وحل الأزمة الوجودية؛ ليكون يوما مشهودا ينتظره الأبناء، ويخشاه الآباء.
ترقص في هذا اليوم القلوب، وتركض في نواحيه الآمال، يرتبط لدى «الشيبان» بالحياة المتقشفة والبسيطة في طفولتهم، وبالرخاء والراحة في كبرهم. وأضحى يوما يختزل ذاكرة راسخة، وقلوبا بريئة، وآمالا كبيرة ترتكز على ميلاد لا تُعرف ملامحه، ولم يصافحه أحد.
ولم تتوان فضيلة سالم الشهري عن ابتكار طريقة للاحتفال بزوجها السبعيني حسن علي الشهري بطريقة جنوبية مبتكرة، وقامت بصناعة «خبزة» على شكل قلب في إشارة إلى المحبة والعشرة والسنوات المزهوة بالعمر والرفقة المديدة، تقول الشهري إنها «في كل عام أحرص على أن أدخل السرور في قلب شريك الحياة، وأسعى في كل مرة إلى ابتكار طريقة جديدة لا تهمل عنصر المفاجئة».