رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي
-A +A
«عكاظ» (جدة)

شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، على ضرورة الحوار والتفاهم بين الكتل السياسية، وعدم الانجرار إلى التصادم، مشددا على مواطنيه عدم الاصطدام مع القوى الأمنية، واحترام مؤسسات الدولة.

جاء ذلك عقب الأحداث التي جرت اليوم (السبت) واقتحام مئات المتظاهرين من أنصار التيار الصدري للمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد، ودخولهم إلى مقر البرلمان، وإعلان التيار اعتصاما مفتوحا داخله.

وقال الكاظمي في كلمة توجه به إلى الشعب العراقي اليوم، قال فيها: أتوجه إليكم في هذا الظرف الحساس جدا، بكل صدق ومحبة، وفي هذا الشهر المقدس والمحرم، ونحن شعب عرف عنه الإيمان بالقيم والمبادئ السامية الكريمة، نعفو ونصفح لأجل الإخوة والمساواة، ولأجل الهدف السامي الإنساني والوطني، إن هذا الشعب الصابر المضحي، الذي ما بخل يوما من أجل العراق من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، يستحق منا ردا يليق بحجم هذه التضحيات.

وأضاف: شعبنا تواق إلى الحياة وهو لا يهوى الفتنة والدم والاقتتال والانتقام والتناحر، ولا يهوى الحقد والكراهية، ويتطلع لمستقبل يوازي حجم التضحيات والمعاناة التي مر بها، وعليه، لا بد أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين، ويجب الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء، ويجب التحلي بروح وطنية عالية وجامعة، فألف يوم من الحوار الهادئ خير من لحظة تسفك فيها نقطة دم عراقي.

ودعا الكاظمي الجميع إلى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية، وعدم الانجرار إلى التصادم، كما دعا مواطنيه إلى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة، وتعاون الجميع لوقف من يسرع «الفتنة»، مشددا على أن نار الفتنة ستحرق الجميع، مضيفا: الظرف صعب جدا، هذه حقيقة مرة مع الأسف الشديد، وعلينا أن نتعاون وأن نتكاتف جميعا، حتى لا ندفع بأنفسنا إلى الهاوية. علينا أن نحكم عقولنا وضمائرنا ووجداننا، ونلتف حول العراق والعراقيين، لا حول المصالح الضيقة.

وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن الجميع يتحمل المسؤولية، الأحزاب والطبقة السياسية والقوى الاجتماعية وسائر المؤثرين، وقال: علينا أن نقولها، نعم، الجميع، وعلى الجميع أن يتصرف وفق قواعد الحكمة والبصيرة من أجل العراق، حتى لا نخسر مجددا، العراق أمانة، فلا نخسر هذه الأمانة، هذه كلمة أقولها بصدق، وأسمع ما يقال في السر والعلن، ونحن صادقون، ولكن نأمل من غيرنا أن يتحلى بالصدق هذه المرة لأجل العراق والعراقيين.

وتابع بقوله: سنتحمل المسؤولية، وحاضرون لنفعل أي شيء من أجل العراق، ودون تردد، المعضلة سياسية، وحلها سياسي، والحل ممكن عبر الحوار الصادق البناء، وتقديم التنازلات من أجل العراق والعراقيين، في العراق ما يكفي من العقلاء والرجال، ولكن حذارِ حذارِ من استمرار التشنج السياسي، حتى لا تنفجر ألغام سعينا طوال العامين الماضيين في تفكيكها بهدوء.